ابن كيران: السياسة في المغرب صعبة والحكومة لا تحكم

لمح إلى عدم رضاه عن أداء خلفه العثماني

TT

ابن كيران: السياسة في المغرب صعبة والحكومة لا تحكم

في خروج إعلامي جديد، قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، إن بلاده لا تعيش «ديمقراطية مثالية، وليست هناك حكومة تحكم»، مؤكداً أن السياسة «صعبة في بلادنا، لكنها ليست مستحيلة».
وأضاف ابن كيران، في مداخلة له على هامش لقاء نظمته مبادرة «تيزي»، مساء أول من أمس، بالدار البيضاء، حول «التعليم والريادة... دعامة للنموذج التنموي الجديد»، منذ «مدة وأنا ساكت لا أستجيب لأي دعوة لمحاضرة أو ندوة أو مهرجان لأسباب شخصية وحزبية»، معتبراً أن كلامه يزعج «البعض».
وأوضح ابن كيران أن المغرب «ليست فيه حكومة تحكم، وإنما عنده هامش محدد»، وأضاف: «ليست لدينا ديمقراطية مثالية، لكن هناك نوعاً من الديمقراطية، ولا توجد طرق مفتوحة، لكن هناك مسالك يمكن أن يدخل منها الإنسان».
وعاد ابن كيران ليُذكر بمسيرته في رئاسة الحكومة، مبرزاً أنه سيّر الحكومة في حدود ما سماها «الصلاحيات الدستورية والواقعية»، مشدداً على أنه مع ذلك «استطعنا أن نقضي 5 سنوات وبضعة أشهر بسلام، قمنا فيها بعدد من الأمور الإيجابية لبلادنا». وبدا ابن كيران مرتاحاً، وهو يتحدث عن الإنجازات التي قدمها خلال فترة رئاسته للحكومة، وقال: «أعتز أن يكون الشعب المغربي بعد قضائي 5 سنوات على رأس الحكومة (دارلي الكاشي) (منحني الثقة وزكاني) وأعطاني 125 نائباً برلمانياً عوض 105. والملك لما أعفاني أشاد بعملي، والشعب المغربي أيضاً يكن لي في العموم الاعتراف والود».
وزاد رئيس الحكومة محفزاً الشباب نحو العمل والعطاء لإنجاح التغيير والإصلاح في البلاد، وقال: «أعتبر نفسي الحد الأدنى، حاولوا أن تقوموا بشيء بأفضل مني، ونحن قمنا بما استطعنا أن نقوم به، والدور عليكم. هناك كثير مما يجب أن تقدموه، الكل يمكن أن يتحسن، وبالصبر والتمسك بالمبادئ يمكن أن يصبح المغرب شيئاً آخر».
ومضى ابن كيران مبيناً أمام الحاضرين «ما زلنا نعتز ببلادنا، وينبغي أن نبقى معتزين بها، والناس الذين لم يهربوا إلى بلدان أخرى ينبغي أن يصبروا رغم العراقيل والصعوبات»، في إشارة إلى ظاهرة الهجرة التي يقبل عليها كثير من الشباب المغربي بحثاً عن حياة أفضل.
وانتقد ابن كيران بشدة غياب الصدق في المجتمع المغربي وانتشار الكذب، معتبراً أن المغاربة من خلال التمسك بالقيم وتحري الصدق في العمل «يمكن أن نحسن الواقع، لا أن نغيره»، مجدداً التأكيد على أن المغرب بالنسبة للدول العربية والإسلامية «من دون شك دولة من أحسن الدول».
وأكد ابن كيران حاجة المغرب إلى قيمة الصدق في مختلف المجالات، وقال بهذا الخصوص: «نحتاج إلى الصدق من أجل أن ننهض ببلادنا، لأن من دونه لن نكون شيئاً في المستقبل»، لافتاً إلى أنه من خلال التزامنا بالصدق «ربما نحل نصف مشكلات المغرب».
ودعا رئيس الحكومة المغربية السابق إلى ضرورة التمسك بالثقة في الدولة والمؤسسات، معتبراً أنه من دون ثقة «لا يمكن أن تبقى الدولة، فنحن في دولة لا تستجيب لكل متطلباتنا وآمالنا ورغباتنا، لكنها نسبياً أحسن من دول أخرى، ونحن ينبغي أن نعمل على تحسين مستوى الثقة»، حسب تعبيره.
في غضون ذلك، وجّه ابن كيران رسالة مشفرة إلى خلفه سعد الدين العثماني تُبين عدم رضاه عن أدائه بشكل غير مباشر؛ حيث دعا إلى محاكمة كل تجربة (تجربته وتجربة العثماني) في استقلال تام عن الأخرى. وقال ابن كيران: «أنا أرى من الإنصاف أن تحاكم كل حكومة وحدها، العثماني هو العثماني، وعبد الإله ابن كيران هو عبد الإله ابن كيران، وهذا الخلط بين الحكومتين جراء كونهما من نفس الحزب، ليس من باب الإنصاف».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».