لغة الاحترام تسيطر على «المعركة التاريخية»

رويز وجوشو أمضيا أسبوعاً في الرياض بحثاً عن «الفوز»

جوشوا أكد جاهزيته للمواجهة متسلحاً بالعلم (الشرق الأوسط)  -  رويز جونيور أمضى أياماً استعداداً لـ«معركة الفجر» (الشرق الأوسط)
جوشوا أكد جاهزيته للمواجهة متسلحاً بالعلم (الشرق الأوسط) - رويز جونيور أمضى أياماً استعداداً لـ«معركة الفجر» (الشرق الأوسط)
TT

لغة الاحترام تسيطر على «المعركة التاريخية»

جوشوا أكد جاهزيته للمواجهة متسلحاً بالعلم (الشرق الأوسط)  -  رويز جونيور أمضى أياماً استعداداً لـ«معركة الفجر» (الشرق الأوسط)
جوشوا أكد جاهزيته للمواجهة متسلحاً بالعلم (الشرق الأوسط) - رويز جونيور أمضى أياماً استعداداً لـ«معركة الفجر» (الشرق الأوسط)

انتهج الأميركي أندري رويز، بطل العالم للوزن الثقيل، مسلكاً مغايراً عن جميع الملاكمين قبل اللقاءات الحاسمة التي تتصاعد فيها لغة التحدي والتلاسن بين الخصمين، وتتصدر أحاديثهما وسائل الإعلام، بيد أن أندري رويز أكد أنه ملاكم يختلف عن الجميع بسبب التربية التي تلقها في صغره.
وقال أمس، قبل دقائق من انطلاق النزال، «أنا أحترم الجميع، ولو أني التقيت بأنتوني جوشوا الآن لصافحته، وسألت عن حاله»، وشدد على أن الفوز سيذهب لنصيب الأجدر، بعيداً عن التلاسن والتصعيد الإعلامي قبل المواجهة. ويؤكد الأميركي أنه يعلم أن لغة التحدي هي ما يرغب في رؤيته المشجعون والجميع قبل النزال المرتقب، لكنه لا يفضل هذا النوع من الأحاديث.
وقضى بطل العالم للملاكمة أسبوعاً كاملاً في الرياض، العاصمة السعودية، يتدرب قبل النزال المرتقب، وحرص أندري رويز على الوصول الباكر للرياض قادماً من أميركا بعد أن قطع 8.000 ميل، في رحلة طويلة ومتعبة، لضمان التغلب على الساعة البيولوجية، وفارق الوقت الشاسع بين أميركا والمملكة العربية السعودية، وللتأهب الأمثل بدنياً ونفسياً للموقعة التاريخية، حيث يظل الأميركي مستيقظاً من الساعة 10 مساءً وحتى الـ4 فجراً، إذ تبلغ تدريباته ذروتها في الساعات المتأخرة من صباح كل يوم.
ووصف الأميركي مشاعره قبل ساعات من نزال الدرعية، الذي جرى فجر اليوم، بالجيد على خلاف الشعور الذي كان عليه في الموقعة الأولى، التي كانت غالبية الترشيحات تصب لصالح خصمه، مبدياً تفاؤله في الحفاظ على اللقب، عطفاً على ما يقدمه من مجهود وافر في التدريبات التي يقضيها بشكل يومي، حيث يمضي 12 جولة تدريبية دون تعب أو كلل، ولم يخف حذره من الخصم وصعوبة المواجهة، لكنه لا يريد التفكير سوى بتحقيق الانتصار والحفاظ على اللقب، مؤكداً أنه وضع كل الاحتمالات التي من الممكن أن تخطر على بال جوشوا في النزال، وتدرب عليها بشكل مكثف.
بينما يرى البريطاني أنتوني جوشوا، بطل العالم السابق للملاكمة في الوزن الثقيل، الذي خسر على يد أندي ريوز قبل 7 أشهر من الآن، أنه لو تعرض لخسارة ثانية تعتبر كارثة في تاريخه الرياضي، ويعتقد أن النزال بحد ذاته يشكل الجزء الأقل إثارة بالنسبة له، مؤكداً ثقته بالإمكانات التي يمتلكها، وانتصاره في هذا النزال نتيجة طبيعية عطفاً على العمل الكبير الذي قام به طوال الأشهر الستة الماضية ما بين دارسة اللعبة بشكل نظري، والتدريبات المكثفة، لافتاً إلى أن نزال الدرعية لا يحتمل الأخطاء التي وقعت في النزال الأخير، وسيتم تلافيها.
وأقر البريطاني بالأخطاء التي رافقته في النزال الأخير، وتسببت في فقدانه اللقب، ولكنه أصر على الاحتفاظ بها، وعدم الكشف عنها، إلا بعد نزال الدرعية، وهذا دليل على ثقته باستعادة اللقب دون التقليل من الملاكم المنافس، ونوه بأنه على الرغم من الخسارة الأخيرة، إلا أنه منح رويز الاهتمام الذي يستحقه، بعد الانتقادات اللاذعة التي طالته من جماهيره بالتساهل في اللقاء السابق، كون خسارته من رويز تعتبر من أكبر المفاجآت في عالم الملاكمة.
وعمل بطل العالم السابق للملاكمة خلال الفترة الماضية، بشكل مكثف، على دارسة اللعبة من خلال «الفيديو»، ومشاهدة الكثير من المباريات الخاصة به، وبغيره من الملاكمين، للوقوف على الأخطاء، وتلافيها في مواجهة هذا المساء، مبيناً أنه يقضي في الدارسة النظرية، وقتاً طويلاً، وربما يصل للوقت الذي يقضيه في صالات التدريب العملي، وهذا العمل المضني والساعات الطويلة للثأر من الأميركي، واستعادة لقب بطل العالم للوزن الثقيل.


مقالات ذات صلة

المجلس العالمي للملاكمة يمنح تركي آل الشيخ جائزة «رجل العام»

رياضة سعودية تركي آل الشيخ خلال تسلمه الجائزة (الشرق الأوسط)

المجلس العالمي للملاكمة يمنح تركي آل الشيخ جائزة «رجل العام»

منح المجلس العالمي للملاكمة جائزة «رجل العام» للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير ونشر اللعبة.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
رياضة عالمية من النزال الاستعراضي الذي جمع بول وتايسون (رويترز)

دعوى قضائية تطالب تايسون بتعويض قدره 1.59 مليون دولار

يواجه تايسون دعوى قضائية تطالبه بتعويض يبلغ (1.59 مليون دولار) بسبب انتهاكه لصفقة ترويج لشركة مراهنات من أجل مواجهة الملاكم جيك بول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المكسيكي إسرائيل فاسكيز بطل العالم 3 مرات (رويترز)

وفاة الملاكم المكسيكي فاسكيز بطل العالم 3 مرات

أعلن ماوريسيو سليمان، رئيس مجلس الملاكمة العالمي، الثلاثاء، وفاة المكسيكي إسرائيل فاسكيز بطل العالم 3 مرات في وزن فوق الديك عن عمر يناهز 46 عاماً.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
رياضة عالمية تتصدر الأمسية مواجهة ملحمية على لقب بطولة العالم الموحدة للوزن الثقيل الخفيف مرة أخرى (واس)

22 فبراير... أعظم أمسيات الملاكمة في العالم على «حلبة المملكة أرينا»

تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة واحدة من أعظم أمسيات الملاكمة في العالم ضمن فعاليات موسم الرياض، حيث تحتضن حلبة «المملكة أرينا» الحدث العالمي المرتقب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية نزال أوزيك وفيوري سيقام في 21 ديسمبر الحالي (الشرق الأوسط)

آل الشيخ يطلق الإعلان التشويقي لنزال أوزيك وفيوري

أطلق المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، الإعلان التشويقي الجديد للمواجهة المرتقبة بين الملاكمين فيوري وأوزيك.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».