وسائل رفاهية المصريين القدماء تستقبل زائري متحف الغردقة

المعروضات تتضمن أدوات زينة وملابس وعطوراً وآلات موسيقية

متحف الغردقة من الخارج
متحف الغردقة من الخارج
TT

وسائل رفاهية المصريين القدماء تستقبل زائري متحف الغردقة

متحف الغردقة من الخارج
متحف الغردقة من الخارج

تستعد مصر لافتتاح «متحف الغردقة» في البحر الأحمر (450 كيلومتراً جنوب شرقي القاهرة) نهاية العام الحالي بعد الانتهاء من كل التجهيزات الفنية والأثرية والهندسية به، تمهيداً لفتح أبوابه أمام السائحين الأجانب والزوار المصريين في بداية العام المقبل، ويعدّ المتحف من أبرز المشروعات التي تنفذها الوزارة لأول مرة، بالشراكة مع القطاع الخاص، بموجب اتفاقية تعاون أسندت توفير مبنى المتحف وعمل التشطيبات اللازمة له، إلى القطاع الخاص، في حين تتولى وزارة الآثار وحدها عملية الإدارة والإشراف على المتحف.
ورغم إعلان وزارة الآثار المصرية في وقت سابق عن افتتاح متحف الغردقة في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، فإن الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية يرجح افتتاحه مع نهاية العام الحالي بعد استكمال باقي الأعمال واللمسات الفنية وتنفيذ التعديلات التي طلبتها وزارة الآثار من شركائها بالقطاع الخاص، إذ طالب وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني خلال زيارته الأخيرة للمتحف الشهر الماضي، الشركة المنفذة بإجراء بعض التعديلات على الأماكن المخصصة لفتارين العرض بما لا يعوق حركة الزائرين ويعمل بصورة أكبر على إبراز جمال القطع المعروضة داخلها، بجانب زيادة عدد القطع المعروضة وعمل برنامج يومي خاص للأنشطة الثقافية التي ستقام بالمنطقة الترفيهية المحيطة بمبنى المتحف، وفق بيان أصدرته الوزارة الشهر الماضي.
وتم تجهيز المتحف بأحدث نظم الإضاءة والتأمين، وأحدث الكاميرات وأجهزة الإنذار، بجانب التنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين المتحف بأجهزة حديثة وبأفراد لديهم كفاءة عالية، بالإضافة إلى أفراد أمن من وزارة الآثار.
ويعمل متحف الغردقة الذي تم تصميمه طبقاً للمعايير العالمية، على إبراز الجمال والرفاهية في الحضارة المصرية عبر العصور، حيث يشهد عرض قطع تجسد وسائل الراحة في المنازل وأثاثها وأدوات الزينة التي استخدمها المصري القديم من زينة شعر وملابس وكريمات وعطور وإكسسوارات، كما يتناول العرض المتحفي أيضاً المظاهر الرياضية كالصيد النيلي والبري، إلى جانب الآلات الموسيقية وصور من حفلات بها رقص وعزف، بداية من العصر الفرعوني وحتى العصور الحديثة، في محاولة للربط بين الحضارات المختلفة.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية في تصريحات صحافية أمس، إن «السياح الوافدين لمدينة الغردقة سيتمكنون من الاطلاع على تاريخ وآثار حقب مختلفة من تاريخ مصر القديمة، داخل متحف الغردقة الذي يجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة لافتتاحه أمام الزوار خلال الأيام المقبلة». وسيكشف متحف الغردقة لزواره كثيراً من أسرار مصر القديمة، وتاريخها عبر مختلف العصور، كما سيعرض تاريخ أهم الطرق التاريخية بمحافظة البحر الأحمر، وبعض القطع الأثرية التي عثر عليها داخل مدن المحافظة، وأدوات وطرق الصيد لدى المصري القديم، وقطع الأثاث المنزلي وأدوات الزينة وفق وزيري.
وتعدّ مدينة الغردقة الواقعة على ساحل البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة) من أهم وأشهر المدن السياحية المصرية، إذ تجتذب المدينة آلاف السياح سنوياً من مختلف الجنسيات للاستمتاع برياضة الغوص والسباحة بجانب الاستجمام، وتضم الغردقة عشرات الفنادق السياحية الفاخرة، واشتهرت في الآونة الأخيرة باستضافة أشهر لاعبي كرة القدم العالميين على غرار كريم بنزيما وسيرجيو راموس ونافاس ومحمد صلاح.
ويعود تاريخ محافظة البحر الأحمر إلى عصور الفراعنة، وتضم بين جنباتها مناطق أثرية متنوعة من بينها «أم الفواخير» في وادي الحمامات، ومنطقة «جبل أبو دخان»، وقلاع إسلامية ترجع للعصر العثماني، وضريح ومسجد الشيخ أبي الحسن الشاذلي. كما توجد بالبحر الأحمر مزارات مسيحية مثل ديربولا، ودير الأنبا أنطونيوس الذي كان ملجأ للرهبان في الماضي.
وفي سياق منفصل، تفقد أمس، الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري متحف الآثار بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة) بعد الانتهاء من الأعمال الإنشائية لمبنى المتحف بشكل كامل. ويتكون متحف العاصمة من دور واحد، ويضم قاعة عرض كبيرة تعرض مجموعة من القطع الأثرية؛ منها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، وقاعة ملحقة تضم جدران مقبرة توتو التي كانت تقع بمنطقة الديابات بسوهاج (جنوب القاهرة) وتم العثور عليها عام 2018 أثناء عملية القبض على إحدى العصابات أثناء محاولة الحفر خلسة في المنطقة الواقعة خارج التل الأثري بمنطقة الديابات.



مهرجان الرياض للمسرح ‬⁩يطلق دورته الثانية بـ20 عرضاً وتكريم السباعي

نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
TT

مهرجان الرياض للمسرح ‬⁩يطلق دورته الثانية بـ20 عرضاً وتكريم السباعي

نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)

انطلق، الأحد، مهرجان الرياض للمسرح بدورته الثانية، ويستمر لاثني عشر يوماً من العروض المسرحية المتنوعة، ومنصة محورية لدعم المسرحيين السعوديين، واكتشاف وتطوير المواهب الناشئة، والاحتفاء بالأعمال المميزة.

وشهد حفل افتتاح الدورة الثانية من المهرجان تكريم شخصية هذا العام؛ وهو الأديب والصحافي والمؤرخ الراحل أحمد السباعي، الذي اشتُهر بلقب «أبو المسرح السعودي»، وجَرَت تسميته شخصية العام في المهرجان؛ تقديراً لإسهاماته في إدخال المسرح السعودية وتطوير الفنون في المملكة.

وقُدِّم على خشبة مسرح مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بمدينة الرياض حيث يقام المهرجان، عرضٌ مسرحي يحكي انطلاقة المسرح في المملكة على يد الرائد أحمد السباعي، مطلع الستينات الميلادية من القرن العشرين.

والسباعي، المولود عام 1905، عمل، مطلع مشواره العملي، في قطاع التعليم، وشرع خلالها في الكتابة بصحيفة «صوت الحجاز»، التي تولّى رئاسة تحريرها لاحقاً، وأسس صحيفة «الندوة»، ثم مجلة «قريش» الأدبية.

ويسجَّل للسباعي أنه كان من أوائل الدائبين على إنشاء المسرح السعودي في بواكيره، وذلك في مطلع الستينات، واستقطب مدربين ذوي دراية وخبرة، للتمثيل من مصر، وجهز عرض الافتتاح، لكن محاولته لم تكلَّل بالنجاح وقتها، وتُوفي عام 1984. ‏

من حفل افتتاح المهرجان في دورته الثانية بالرياض (واس)

تطلعات طموحة للإبداع

تمثل الدورة الثانية للمهرجان امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم مزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة. يشارك، في نسخة هذا العام، 20 عرضاً سعودياً مع برنامج يشمل 3 ندوات، و6 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، وتتوزع العروض المشارِكة على مسارين؛ أحدهما للمسرح المعاصر ويضم 11 عرضاً، والآخر للمسرح الاجتماعي ويضم 9 عروض.

وقال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي للهيئة، إن مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية يمثل إنجازاً جديداً لمسيرة المسرح السعودي، وانطلاقة نحو آفاق مسرحية مشرقة. وأضاف: «يجسد المهرجان قيمنا المشتركة، ونهدف إلى أن يكون المسرح السعودي مسرحاً يعكس هويتنا وثقافتنا، في ظل دعم القيادة الرشيدة، ونسعى إلى تحقيق مزيد من النجاحات». وأفاد البازعي بأن المهرجان سيشهد مشاركة 20 عملاً مسرحياً في مسارين مختلفين، إضافة إلى 3 ندوات حوارية، و3 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، خلال 10 أيام من الإبداع المسرحي في تجربة ثرية واستثنائية. من جهته، أشار الدكتور راشد الشمراني، مدير المهرجان، إلى أن مهرجان الرياض للمسرح يمثل خطوة نوعية لتعزيز مكانة المسرح في المشهد الثقافي السعودي، موضحاً أن المهرجان يهدف إلى اكتشاف الطاقات الإبداعية ودعمها، إلى جانب تطوير المحتوى المسرحي وتوسيع قاعدة الجمهور، بما يُعزز دور المسرح بوصفه منصة للحوار والتواصل الإنساني، ويسهم في بناء مجتمع واعٍ بفنون الأداء والمسرح. وخلال الحفل، جرى تكريم لجنة الفرز والمشاهدة في المهرجان التي كان لها دور بارز في الدورة الحالية، وضمت نخبة من الأسماء وهم: حمد الرميحي، وعبد الناصر الزاير، وعبد الله ملك، والدكتور عزيز خيون، والدكتور خالد أمين. ويشهد المهرجان عرض مسرحيات الفرق المتأهلة في مسابقة المهرجان، والقادمة من 8 مدن، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات الثقافية؛ منها ندوات وقراءات نقدية وورشة عمل، كما سيقدم المهرجان عروضاً يومية متنوعة وثقافية تعكس التنوع والإبداع.