«فيسبوك»... صور تُشبع الزبائن و«بوست» يُحفزهم

المطاعم الكبيرة وصناع الأكل «البيتي» يعتمدونه في الترويج

جانب من مطعم «صبحي كابر»
جانب من مطعم «صبحي كابر»
TT

«فيسبوك»... صور تُشبع الزبائن و«بوست» يُحفزهم

جانب من مطعم «صبحي كابر»
جانب من مطعم «صبحي كابر»

تخطى موقع «فيسبوك» مجرد كونه وسيلة للتواصل بين الأصدقاء، وأصبح يدير شهية المتابعين ممن يضطرهم الجوع أو ربما الملل، إلى البحث عن غاياتهم؛ سواء كانت وجبة خارج المنزل في مطعم يحظى بتقييمات جيدة و«بوستات» مُحفزة، أو «أكل بيتي» تُشبعهم صوره.
«(فيسبوك) حالياً أصبح الوسيلة المُثلى لانتشار أي مشروع، والترويج له بطرق العصر، إذ إن الصورة الجيدة لمأكولات تخطف العين تُحفز المتلقي على الاتصال فوراً، وطلب ما يشتهيه في اللحظة التي يشعر خلالها بالجوع»، بهذه الكلمات استهلت الشيف سحر، من محافظة المنيا (صعيد مصر)، مؤسِّسة مجموعة وصفحة على موقع «فيسبوك» يحملان اسمها، مشيرة إلى أن أهم ما يميز التواصل عبر الموقع، هو «تعريف التقييم المباشر، إذ إن الزبون الذي يجد ضالته فيما تطبخه بيديها يُعرِّف غيره بأشهى الأكلات».
بنظرة سريعة على ما تنشره الشيف سحر، سواء على المجموعة أو الصفحة الخاصتين بها، ستطالع صورة تعريفية بما تعده من «الطواجن، والصواني، والمحاشي، والمشويات، واللحوم، والدواجن، والمقبلات، والأسماك»، مرفقة برقم الهاتف الخاص بها.
وفي شرق القاهرة، وتحديداً في حي مدينة نصر، كان للسكان نصيب من صفحات ربات البيوت اللواتي يصنعن أكلاً منزلياً بهدف بيعه. ومن خلال التصفح داخل صفحة «أكل بيتي» سيجد الباحث عن أشهى الأكلات قائمة تشمل اسم الطعام الذي يريده، وإلى جواره السعر الخاص به، مثل: «طاجن الكوارع بصلصة الطماطم - 180 جنيهاً»، و«طاجن فتة - 70 جنيهاً».
وعلى الصفحة ذاتها، عدد من الصور المُحفزة للاتصال، ستجد إناءً بداخله عدد من أصابع المحشي، تم ترتيب محتوياته بعناية وجاذبية، واختارت صاحبة الصفحة أن تنشر تلك الصورة للمحشي أثناء لفه، قبل وضعه على النار للتسوية، وهي طريقة اعتبرها متابعو الصفحة «جيدة للغاية»، كونها تُشارك الزبائن لحظة طهي الطعام الذي يطلبونه من ناحية، ومن ناحية أخرى تُبرز مدى النظافة التي تتمتع بها الطاهية.
وبعيداً عن الصفحات المروجة لربات البيوت، اتخذت المطاعم الشهيرة هي أيضاً من موقع التواصل الشهير وسيلة للتواصل مع زبائنهم، مثل مطعم «صبحي كابر» للمشويات في منطقة الساحل بالقاهرة، والذي حقق شهرة كبيرة في السنوات الأخيرة إلى حد أن بات الانتظار الطويل لفراغ طاولة به من أهم سماته.
يشتهر «صبحي كابر» بعدد من الأكلات المصرية الخالصة، مثل الملوخية، التي يتفنن في إعدادها داخل طاجن فخاري، وهو ما يُبرزه القائمون على الصفحة الخاصة بالمطعم عبر «فيسبوك»، من خلال نشر مجموعة من الفيديوهات المُصورة بعناية، بالإضافة إلى جلب مصور خاص بالمطعم، لالتقاط مجموعة من الصور للزبائن أثناء تناولهم الطعام برفقة أطفالهم.
لا تختلف سلسلة مطاعم «الرايق» كثيراً عن «صبحي كابر»؛ حيث الصورة التي تكاد تشم منها رائحة الدجاج خلال شوائه على الفحم، وهو مرصوص بعناية ودقة على سيخ حديدي طويل، تطالعك في مستهل الصفحة، كتعريف بالمطعم القريب منك، سواء كنت في منطقة المعادي، أو في حي الخليفة بالقاهرة.
بينما يعتبر القائمون على صفحة سلسلة مطاعم «الحاتي» أن الترويج عبر «فيسبوك»، ليس عشوائياً كما يظن البعض، إذ إنهم يفضلون متابعة الكلمات الأكثر رواجاً عبر الإنترنت «الترند»، ويضمنونها داخل منشوراتهم على الصفحة.
ويقول خالد محمد، مسؤول «السوشيال ميديا» في إحدى الصفحات، وخبير التواصل الاجتماعي: «الصورة عبر (فيسبوك) أقرب وسيلة لزيادة الإقبال على المنتج الذي تروج له، وإذا كان ما تود عرضه على العميل طعاماً، فإن الشرح المصور يكون أكثر واقعية وجذباً».
واختار القائمون على صفحة «remood places» الترويج لأشهر المطاعم، من خلال منشورات شارحة لأبرز الأماكن في مصر، على اختلاف ما تقدمه من مأكولات، ويتخطى عدد متابعي الصفحة مليوني متابع.
وتعتمد «remood places» على الصورة بشكل أساسي، فيجد الباحث عن الطعام شرحاً مفصلاً للأكلات من خلال المنشور المكتوب بعناية، وأبرز الأكلات في هذا المكان، كما في مطعم «Asian house»، الذي يقدم مأكولات هندية وصينية وتايلاندية داخل منطقة المعادي.
وفي أحد منشورات الصفحة للإعلان عن «Asian house» عدَّد أبرز الأكلات التي يتميز بها المكان، مثل «spring rolls بالخضار وبالجمبري»، وهي أكلة مكوناتها: «عجينة سبرينغ رولز + نصف كيلو جمبري مقشر مع الاحتفاظ بالذيل + 3 ملاعق كبيرة من عصير الليمون + ملعقتان كبيرتان من الدقيق + ملعقة كبيرة من الماء + ملح + كمون + زيت خاص بالقلي».
تتميز صفحة «remood places» بترويجها لشتى المطاعم على اختلاف مشاربها، بداية من الشرقي مروراً بالغربي انتهاء بالحلوى. ومن بين هذه المطاعم ما يُدمج الشرقي بالغربي، مثل مطعم «شمبلياظ»، الذي يقدم أكلة «mighty buffalo»، وهي عبارة عن صدور دجاج غارقة في صوص البافالو، يضاف عليها صوص رانش، وخس.
وأرفقت الصفحة في المنشور ذاته، صوراً لعدد من الأكلات الأخرى، مثل سندوتشات الكبدة الإسكندراني، والسجق المفروم، والمشوي، وكذلك السجق البلدي الإفرنجي الموضوع في رغيف بلدي. ولم تنسَ الصفحة في كل منشوراتها التعريف بمكان المطعم، وهي خدمة جعلت من صفحتهم أكبر صفحة ترويجية للمطاعم في مصر، وعدد متابعيها في ازدياد، ما اضطر القائمين عليها لإنشاء صفحة مماثلة عبر موقع «إنستغرام».
أما مطعم «مولانا» بمنطقة الدقي، فاستغل خاصية الصور في موقع «فيسبوك»، للترويج لأكلاته، عن طريق نشر صور خاصة بمشاهير الفن الذين يأتون إليه ويجلسون على طاولاته، مثل الفنانين: محيي إسماعيل، وأشرف عبد الباقي، وإدوارد، ودينا محسن «ويزو» بطلة عروض «مسرح مصر»، ويقدم المطعم أكلات شرقية، مصرية وسورية ويمنية.
ويقول أحمد عبد العزيز، مسؤول صفحة «مولانا» عبر «فيسبوك»: «في السابق كان الترويج للمطاعم يحتاج إلى إعلانات مكلفة على التلفزيون، أما الآن فالأمر أكثر سهولة، إذ إنه بمنشور كل نصف ساعة، مرفق بصورة تضم ما لذ وطاب من أطعمة، يزداد المتفاعلون، ويكثر مرتادو المطعم».
ولفت عبد العزيز إلى أن نشرهم لصور الفنانين في كثير من منشورات الصفحة، أمر طبيعي، منوهاً بأن هناك مطاعم في السابق كانت تعلِّق على حوائطها صوراً لزبائنها من الفنانين، أما الآن فالوصول للزبون لا يحتاج سوى صورة: «ولا يهم هنا إذا كانت الصورة للأكل أو للنجم، فالهدف واحد؛ خصوصاً أن المصريين مرتبطون بشدة بفنانيهم».


مقالات ذات صلة

المفوضية الأوروبية تغرّم «ميتا» نحو 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» يظهر على شاشة جوّال (أ.ف.ب)

المفوضية الأوروبية تغرّم «ميتا» نحو 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

أعلنت المفوضية الأوروبية، الخميس، أنها فرضت غرامة قدرها 798 مليون يورو على شركة «ميتا» لانتهاكها قواعد المنافسة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ تحظر «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» المنشورات التي تسعى إلى ترهيب الناخبين (رويترز)

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

أكثر شبكات التواصل الاجتماعي نفوذاً -بما في ذلك «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس»- لديها سياسات وخطط جاهزة لإدارة التهديدات الانتخابية والمعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار العلامة التجارية «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر محمول (رويترز)

كوريا الجنوبية تغرم «ميتا» 15 مليون دولار لانتهاك خصوصية المستخدمين

فرضت كوريا الجنوبية غرامة قدرها 21.62 مليار وون (ما يعادل 15.67 مليون دولار) على شركة «ميتا»، المالكة لـ«فيسبوك»، بعدما تبين أنها جمعت بيانات حساسة للمستخدمين.

«الشرق الأوسط» (سيول )
العالم «قانون السلامة عبر الإنترنت» من شأنه أن ينهي عصر التنظيم الذاتي لوسائل التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

قوانين أوروبية جديدة لمواجهة المحتوى الضار عبر الشبكات الاجتماعية

نشرت آيرلندا، الاثنين، قواعد ملزمة تهدف لحماية مستخدمي منصات مشاركة الفيديو بالاتحاد الأوروبي؛ بما فيها «إكس» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك» من المحتوى الضار.


الشاي... من الفنجان إلى الطبق

كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)
كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)
TT

الشاي... من الفنجان إلى الطبق

كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)
كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)

«يمكن للشاي أن يضيف نكهةً مثيرةً للاهتمام، ويعزز مضادات الأكسدة في أطباق الطعام، وقد لا يعرف كثيرٌ أننا نستطيع استخدام هذه النبتة في الطهي والخبز بطرق غير متوقعة»، هكذا يتحدث الشيف المصري وليد السعيد، عن أهمية الشاي في وصفات لذيذة. أطباق كثيرة يتخللها الشاي وتتنوع بمذاقات مختلفة؛ من بينها فطائر الكريب، وكعكة «شاي إيرل غراي».

وينصح السعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بتجربة الشاي الزهري مثل الياسمين والبابونج، أو الأسود العادي، خصوصاً بالنسبة للمصريين، أو شاي بالقرفة والزنجبيل والقرنفل أو شاي دراغون ويل الأخضر الصيني برائحة الكستناء ونكهة الزبد والجوز، وغير ذلك من الأنواع.

الشيف وليد السعيد يستخدم الشاي بأنواعه في الكثير من الوصفات خاصة الحلويات (الشرق الأوسط)

ويرى السعيد أنه «في بعض الأحيان نستخدم نكهات صناعية من دون النظر إلى عواقب إضافة المواد الكيميائية والمضافة إلى طعامنا، في حين أنه يمكن الاستغناء عنها، واللجوء بدلاً من ذلك إلى استخدام الشاي، بوصفه يجمع بين كونه مكوناً طبيعياً، يجنبك تلك المواد الضارة، وكونه مُحمَّلاً بنكهات متنوعة تلائم الأطباق من الحلوة إلى المالحة، والساخنة والباردة».

ويوضِّح السعيد أنه «يمكن لأي وصفة تحتوي على سائل أن تكتسب نكهة جديدة تماماً عند الاستعانة بالشاي في تحضيرها، وذلك عن طريق تحويل هذا السائل إلى شاي، سواء كنت تستبدله بدلاً من الماء أو الحليب أو الشوربة أو غير ذلك».

فطائرالكريب بالشاي الأخضر وجوز الهند من شيف ميدو (الشرق الأوسط)

لكن كيف يمكن استخدام الشاي في هذه الحالة؟ يجيب السعيد: «إذا كانت الوصفة تتطلب الماء مثل العصائر والسموذي، فقم بتحضير بعض الشاي بدلاً من الماء، عن طريق تحضير كمية كبيرة من الشاي وتجميدها، إما في برطمانات أو قوالب مكعبات الثلج، ثم إضافتها للطعام».

«أما إذا كانت الوصفة تحتوي على مرق أو حليب، فيمكنك نقع هذا السائل بالشاي؛ لإضافة نكهة إضافية مع الفوائد الغذائية: سخن السائل، وانقع الشاي واستخدمه حسب الحاجة في الوصفة، لكن عليك أن تراعي أنك ستحتاج إلى مزيد من استخدام الشاي، مع تجنب نقعه لفترة أطول حتى لا يصبح مراً». هكذا يوضح الشيف المصري.

ومن هنا عند دمج الشاي في الوصفات تحتاج إلى صنع نحو ربع كوب شاي أكثر من استخدامك المعتاد. على سبيل المثال، إذا كانت الوصفة تتطلب كوباً واحداً من السائل، فقم بغلي 1.25 كوب من الشاي.

امزج أوراق الشاي المطحونة مع الأعشاب، واستخدمها كفرك (تتبيل) جاف للحوم المشوية أو المطهوة، ولمزيد من الحرفية مثل الطهاة استخدم معه السكر البني والملح والفلفل الأسود وحبيبات أو بودرة البصل والثوم والزعتر وإكليل الجبل وقشر الليمون، والزنجبيل، وقشر البرتقال، ومسحوق الفلفل الحار، والبهارات، والقرفة أو القرنفل.

ويلفت الشيف السعيد إلى أنه يمكن استخدام الحليب أو الكريمة المنقوعة بالشاي لصنع صلصة البشاميل والصلصات الأخرى على شكل كريمة للفطائر والبطاطس المقلية، علاوة على حساء الكريمة والخضراوات الكريمية، على أن تستخدم للطعم الكريمي في هذه الأطباق شاياً بنكهة لذيذة، تكون من ضمن مكوناته الشاي الأخضر والأرز المنفوخ والذرة، ولذلك يفضل أن يكون شاياً يابانياً.

أما بالنسبة للحلويات فاستخدم مسحوق الماتشا في الخليط. إذا كنت تخبز البسكويت، فيمكنك أيضاً نقع الزبد المذاب بأوراق الشاي الكبيرة الطازجة، ثم تصفية ذلك، وفي حالة ما إذا كانت الوصفة تتطلب الحليب، فقم بنقع الشاي في الحليب الدافئ أو الماء لمدة من 5 إلى 10 دقائق، وأمامك خيار آخر، وهو طحن الشاي إلى مسحوق في محضر الطعام وخلطه مع المكونات الجافة.

«وإذا كنت تبحث عن الاستمتاع بنكهة حلوة خفيفة مع نكهات زهرية أو فاكهة، فجرب إحدى خلطات الشاي العشبية الكثيرة مثل شاي البابونج والحمضيات أو شاي الكركديه أو شاي التوت البري. اطحن الشاي السائب في مطحنة التوابل حتى يتحول إلى مسحوق، واستخدم ملعقتين كبيرتين لكل دفعة من العجين، ولأن الشاي يمتص السوائل، قلل من كمية الدقيق المطلوبة في الوصفة بملعقتين كبيرتين»، بحسب السعيد.

وليس بعيداً عن ذلك، ينصح الشيف ميدو الذي يعد واحداً من الطهاة المصريين الذين اعتادوا على استخدام الشاي في الطعام، ومن أشهر أطباقه في هذا المجال فطائر الكريب بالشاي الأخضر وجوز الهند، ويصف ذلك بـ«ثنائية اللون محشوة بكريمة الفانيليا ومغطاة باللون الأخضر»، وكذلك يقدم كعكة «شاي إيرل غراي» مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليا، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمنح البقع السوداء الصغيرة من الشاي هذه الكعكة كثيراً من الطعم والرائحة».