معصوم يدعو إلى إنجاز القوانين الضامنة لوحدة العراق

تضارب معلومات بشأن التحاق الوزراء الكرد

معصوم يدعو إلى إنجاز القوانين الضامنة لوحدة العراق
TT

معصوم يدعو إلى إنجاز القوانين الضامنة لوحدة العراق

معصوم يدعو إلى إنجاز القوانين الضامنة لوحدة العراق

عد الرئيس العراقي فؤاد معصوم التأخر في إنجاز قوانين المحكمة الاتحادية، والنفط والغاز، ومجلس الاتحاد، سببا في حدوث الكثير من المشكلات. وقال معصوم خلال كلمة له بمناسبة ذكرى إقرار الدستور العراقي بحسب بيان لمكتبه إن «العمل الحثيث في كتابة الدستور ومناقشة مسودة بنوده هو التعبير العملي عن قوة الإرادة ومهنية الجهد الوطني الخالص والسعي من أجل أن يكون الدستور معبرا عن روح الشعب وعن تطلعات جميع أبنائه إلى حياة حرة وعادلة قائمة على المشاركة والتنوع»، مبينا أن «هذا هو ما جعل الشعب يصوت بأكثرية ساحقة لدستوره»، مشددا على أن «العراقيين بهذا التصويت اختاروا دولة ديمقراطية اتحادية وحرة، وطووا تاريخا من الطغيان والتعسف والتمييز».
وأضاف معصوم أن « خروج الملايين من أجل التصويت كان الإشارة الأكبر التي أطلقها شعبنا إلى العالم معلنا تحديه الإرهاب والعنف»، ومؤكدا إرادته في الحياة والتقدم والسلام وبناء دولة المؤسسات، وخلال هذه السنوات التي أعقبت إقرار الدستور نجحت السلطات ذات الصلة بتشريع كثير من القوانين اللازمة للعمل الدستوري في بعض مفاصل الحياة والدولة، فيما لا يزال عدد من مشاريع القوانين المهمة الأخرى تنتظر التشريع لتيسير عمل المؤسسات وحياة المواطنين، وهي مهمة أساسية يتوجب الاضطلاع بها بكل مسؤولية وبما تستحقه من اهتمام.
وأوضح معصوم أن التأخر في إنجاز عدد من القوانين ذات الصلة الماسة باقتصاد البلد والتصرف بثرواته مثل قانون النفط والغاز سبب في حدوث الكثير من المشكلات التي كان يمكن تفاديها فيما لو جرى تشريع القانون المتأخر منذ سنوات، لافتا النظر إلى أن «التأخر في إنجاز قوانين لها صلة باكتمال هيكل مؤسسات الدولة هو الآخر كان مشكلة ولدت مشكلات كثيرة، حيث ما زال مشروع مقترح قانون مجلس الاتحاد وكذلك قانون المحكمة الاتحادية يتطلبان أولوية في العمل التشريعي المقبل».
واختتم الرئيس العراقي كلمته بالتأكيد على ضرورة تطبيق الدستور بلا انتقائية عادا ذلك بأنه «الضمان الأكيد لوحدة الجهود وهو السبيل لحياة أكثر تقدما وتعايشا وسلاما، خصوصا أننا في مرحلة مهمة وحساسة من تاريخ العراق حيث نواجه تحديات حقيقية من الإرهاب وبشكل خاص من تنظيم داعش، ولا سبيل لدحره من دون التماسك والتكاتف من أجل حفظ الوحدة الوطنية والدفاع عن حرية وأمن الشعب والبلد».
يذكر أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم كان قد شغل منصب النائب الأول لرئيس لجنة كتابة الدستور التي كان النائب الأول الحالي لرئيس البرلمان العراقي والقيادي البارز في المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي رئيسا لها، فيما تولى حسين الشهرستاني وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي منصب النائب الثاني لرئيس اللجنة.
وتأتي تأكيدات معصوم بشأن أهمية تطبيق الدستور العراقي دون انتقائية وسط خلافات عميقة بين الكتل السياسية. وفيما تم تبديد الكثير من هذه الخلافات بعد تشكيل الحكومة العراقية الحالية برئاسة حيدر العبادي وإزاحة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي فإن خلافات أخرى لا تزال عالقة تحول حتى الآن دون تسمية وزيرين للدفاع والداخلية بالإضافة إلى عدم التحاق الوزراء الكرد بالحكومة الحالية رغم تأديتها اليمين الدستورية منذ أكثر من شهر ونصف.
ورغم إعلان النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي آرام شيخ محمد تأدية الوزراء الكرد اليمين الدستورية خلال جلسة البرلمان اليوم، فإن وزير الثقافة والقيادي في التحالف الكردستاني فرياد راوندوزي أبلغ «الشرق الأوسط» بأنه «لم يعد هناك عائق يحول دون تأديتنا اليمين الدستورية سوى مسائل إجرائية تتعلق بتسمية الاتحاد الإسلامي الكردي لمرشحه لوزارة الدولة وبالتالي فإن التوجيه هو أن تكتمل تشكيلة الوزراء الكرد ويؤدوا اليمين الدستورية مرة واحدة رغم أن هناك وزراء حاضرين مثل وزير المالية هوشيار زيباري والثقافة»، مشيرا إلى أن «كتلة التغيير أعلنت عن تسمية وزيرها للهجرة والمهجرين كما أنه من المتوقع أن تحسم الجماعة الإسلامية تسميتها لمرشحها لوزارة المرأة وبالتالي فإننا لم نبلغ عمليا بحضور جلسة الخميس». من جانبه كشف عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني فرهاد قادر خلو جدول أعمال جلسة اليوم من تأدية الوزراء الكرد اليمين الدستورية وتسمية وزيري الدفاع والداخلية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.