الطرفان الكرديان في سوريا يقتربان من التوصل إلى اتفاق برعاية بارزاني

ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لـ («الشرق الأوسط»): تركيا تمنع عن أكراد سوريا في كوباني كل شيء

جانب من الاجتماع بين المجلسين الكرديين في سوريا برعاية بارزاني أول من أمس في دهوك («الشرق الأوسط»)
جانب من الاجتماع بين المجلسين الكرديين في سوريا برعاية بارزاني أول من أمس في دهوك («الشرق الأوسط»)
TT

الطرفان الكرديان في سوريا يقتربان من التوصل إلى اتفاق برعاية بارزاني

جانب من الاجتماع بين المجلسين الكرديين في سوريا برعاية بارزاني أول من أمس في دهوك («الشرق الأوسط»)
جانب من الاجتماع بين المجلسين الكرديين في سوريا برعاية بارزاني أول من أمس في دهوك («الشرق الأوسط»)

تحتضن مدينة دهوك في إقليم كردستان مؤتمرا بين المجلسين الكرديين في سوريا وبإشراف مباشر من قبل رئيس الإقليم مسعود بارزاني لتقريب وجهات النظر بين الجانبين وتوحيد الجهود في مواجهة خطر تنظيم داعش. وأكد حبيب دربندي، مسؤول الملف السوري في رئاسة إقليم كردستان، أن المؤتمر بدأ أعماله أمس في دهوك وسيستمر لحين توصل الجانبين إلى صيغة توافقية لحل المشاكل بينهما.
وقال دربندي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أول من أمس اجتمع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مع الجانبين، حيث جرى بحث المستجدات السياسية والعسكرية كافة في غرب كردستان (كردستان سوريا)، وضرورة توحيد الصف الكردي في مواجهة التحديات التي يواجهها الأكراد في المنطقة، وأهمية الدعم الدولي. أما أمس فبدأت الاجتماعات بين الطرفين، وكانت إيجابية حيث جرى الاتفاق على تشكيل لجنة للعمل وفق بنود اتفاقية أربيل، وإعادة صياغة بنود توافقية لتوحيد الصفوف ومعالجة المشاكل كافة بين الطرفين»، مشيرا إلى أن موضوع تشكيل قوة مسلحة للأكراد في سوريا كان من بين النقاط التي حددتها اللجنة المشتركة للدراسة، وكيفية الاتفاق على ذلك، مبينا بالقول: «بدأ الطرفان بالتوصل إلى اتفاق حول إنهاء الخلافات كافة بينهما».
وقال سعود الملا، سكرتير «الحزب الديمقراطي الكردستاني» - سوريا، لـ«الشرق الأوسط»: «سنناقش آخر المستجدات في كردستان سوريا والوضع في كوباني، وآلية توحيد الصف الكردي في سوريا لمواجهة (داعش)».
من جهته، أوضح إبراهيم برو، سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)، أن المؤتمر «ناقش عدة نقاط خاصة بإيجاد صيغة لاتفاق جديد بين المجلسين، خصوصا فيما يتعلق ببناء قوة عسكرية مشتركة، بالإضافة إلى بحث كل المستجدات والأوضاع في كردستان سوريا وخصوصا في مدينة كوباني»، مشيرا إلى أن مجلس غرب كردستان يشارك باسم حركة المجتمع الديمقراطي وليس الإدارة الذاتية، لأن المجلس الوطني الكردي رفض الاجتماع بهم تحت اسم الإدارة الذاتية. وأضاف برو: «إن هذا المؤتمر يختلف عن المؤتمرات السابقة، فظروف المرحلة تفرض علينا أن نصل إلى صيغة توافقية، وهناك وعود من قبل رئيس الإقليم بالإصرار على إيجاد هذه الصيغة التوافقية». وكشف برو عن أن اجتماعا تحضيريا عقد بين الجانبين مساء أول من أمس بحضور رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، في مدينة دهوك، مؤكدا أن «المجلس الوطني الكردي» جاء إلى هذا المؤتمر لنجاحه وليس لفشله.
بدوره، قال غريب حسو، ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بزعامة صالح مسلم، إن «المؤتمر يتناول كل التطورات الميدانية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية في مناطق غرب كردستان (كردستان سوريا)، والتهديدات التي تواجه الشعب الكردي في كل مكان، خصوصا في سوريا». وتابع حسو أن «اليوم الأول من المؤتمر ناقش توحيد الصف الكردي في سوريا، ونحن نمثل الإدارة الذاتية في المناطق الكردية من سوريا، ولن نشارك باسم مجلس شعب غرب كردستان، لأنه لم يبق موجودا على الساحة»، مضيفا: «نحن مؤمنون بأن نصل من خلال هذا المؤتمر إلى نتائج إيجابية، تخدم الشعب الكردي وشعوب المنطقة كافة، لأن الإدارة الذاتية تضم العرب والتركمان والسريان والآشوريين، والمكونات الأخرى، لذلك نحن نمثل الأكراد والمكونات الأخرى، ونتمنى أن تكون نتائجه إيجابية وتصب في مصلحة الشعب الكردي والمكونات الأخرى». وعن تأسيس قوات موحدة في المناطق الكردية من سوريا لمواجهة «داعش»، قال حسو: «هناك قوات كردية تقاتل وهي الوحيدة التي تواجه هذا الإرهاب بكل جرأة في المناطق الكردية بسوريا، وهي الأكثر تنظيما على الأرض، وهناك انضمام مستمر من قبل الشبان الأكراد والمكونات الأخرى إلى هذه القوات، ونحاول أن تكون هذه القوة المعروفة بـ(وحدات حماية الشعب) جيشا وطنيا يخدم مكونات المنطقة كافة». وتابع: «يمكن أن يطرح الطرف المقابل أي مقترح له بهذا الخصوص على طاولة الحوار لمناقشته، لكن أعتقد أن الجميع يعتمدون على هذه القوة». وعن إرسال إقليم كردستان مساعدات عسكرية إلى كوباني لمواجهة «داعش»، قال حسو: «هذا صحيح، ونحن طلبنا المساعدة من بلدان العالم كافة، ومن إقليم كردستان أيضا، ونشكر كل من شارك في دعم كوباني». وبين حسو أن «تركيا تمنع كل شيء عن أكراد سوريا في كوباني، ولا تسمح بمرور السلاح إلى كوباني، فالدولة التركية تمنع مرور الغذاء والدواء فكيف إذا كان الموضوع يتعلق بمرور السلاح؟!». من ناحيته، قال شلال كدو، سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، إن المؤتمر سيكون «مفصليا في تاريخ الكرد السوريين كونهم بحاجة إلى وحدة الصف أكثر من أي وقت مضى في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية، حيث يتعرضون لحرب وجودية وعمليات تطهير عرقي واسعة النطاق».
من جانبه، أوضح محيي الدين حسين، الصحافي الكردي السوري المقيم بأربيل، أن المؤتمر «بحث سبل الدفاع عن كوباني والقضايا العسكرية المرتبطة بذلك، إلى جانب محاولة تشكيل قوة عسكرية موحدة من الطرفين، أي من وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ومن القوة العسكرية التي يمتلكها (المجلس الوطني الكردي) الذي تدرب في إقليم كردستان».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».