مقتل 11 شرطياً على الأقل في أفغانستان

قال مسؤولون أمس الجمعة إن مسلحي طالبان قتلوا 11 ضابط شرطة على الأقل كانوا يحرسون نقاط تفتيش في إقليم قندوز شمال البلاد.
وذكر عضوا مجلس الإقليم مولوي عبد الله وصفي الله أميري أن ما لا يقل عن نقطتي تفتيش تعرضتا للهجوم والتدمير في حي الإمام صهيب. وأوضح أميري أن أربعة من رجال الشرطة أصيبوا في الاشتباكات وأن «طالبان» احتجزت ثلاثة آخرين على الأقل رهائن. ووفقا لأميري، تسيطر حركة طالبان إلى حد كبير منذ سنوات على المنطقة، التي تشترك في حدود طولها 80 كيلومترا مع طاجيكستان المجاورة. ونقلت قناة «تولو نيوز» عن مصادر أمنية محلية أن بين القتلى قائد الشرطة بالمنطقة محمد ظاهر، مشيرة إلى مقتل ثلاثة من المسلحين خلال الهجوم. وقال مصدر في إدارة المنطقة: «الاشتباكات وقعت ليلة الجمعة في منطقة صاحب، بعد أن هاجمت مجموعة من المتشددين نقطتي تفتيش للشرطة»، مشيرا إلى أن عدد القتلى «قد يكون أكثر من 10، إلى ذلك، تم تسليم جثمان تيتسو ناكامورا، وهو طبيب وإغاثي ياباني بارز قتل في هجوم في أفغانستان، إلى السفارة اليابانية في كابل أول من أمس».
ودعا العديد من الأفغان الحكومة إلى إقامة جنازة رسمية للفقيد ناكامورا، وطلبوا من الحكومة إطلاق جائزة فخرية باسمه.
وقتل ناكامورا، الذي كان يرأس «منظمة الخدمات الطبية اليابانية للسلام» غير الحكومية، مع خمسة أشخاص آخرين عندما فتح مسلحون النار على سيارتهم في مدينة جلال آباد في إقليم نانجارهار أول من أمس. وقال المتحدث باسم حاكم الإقليم عطاء الله خوجياني لوكالة الأنباء الألمانية إنه تم نقل جثمان ناكامورا أولا بطائرة هليكوبتر عسكرية إلى كابل مساء الأربعاء ثم تم تسليمها بعد ذلك إلى السفارة. وبعد مقتل ناكامورا، أعرب العديد من الأفغان عن شعورهم بالعار لعدم تمكن بلادهم من حماية الإغاثي البارز، 73 عاما، الذي كرس حياته من أجل رعاية البلاد التي مزقتها الحرب.
وأعرب كثير من الأفغان عن صدمتهم بعد أنباء الهجوم على ناكامورا ولم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وأعلنت حركة طالبان أفغانستان أنها لم تشارك في الهجوم. ونشر الأفغان صورة ناكامورا على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بعبارة «سامحنا». وفي مقطع فيديو يشاركه الآن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، يقول ناكامورا: «لقد حاولت ألا يكون لي أعداء». وعمل ناكامورا في الإقليم منذ عقود. وحصل الطبيب الياباني مؤخرا على المواطنة الأفغانية الفخرية تقديرا لما قدمه على مدار سنوات من خدمات للبلاد. ولم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وأعلنت حركة طالبان أفغانستان أنها لم تتورط في الهجوم.
في غضون ذلك، ذكر البنك الدولي أن أفغانستان في حاجة لمساعدة مُقدرة بمليارات الدولارات حتى في حال إبرامها اتفاق سلام مع حركة (طالبان) المسلحة. كما حذر البنك في تقرير نشره بعنوان (تمويل السلام)، وأوردته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أول من أمس، من أنه في الوقت الذي تدفع فيه واشنطن لإبرام اتفاق سلام مع «طالبان» لإنهاء الوجود العسكري المُكلف لها في أفغانستان، فإن البلد المنكوب بفعل الحروب سيظل في حاجة لمليارات الدولارات من المساعدات الدولية على مدار سنوات عديدة حتى في حال أسهم إبرام اتفاق في تقديم الخدمات الأساسية والحفاظ على أي سلام مُحتمل في البلاد. وأوضح محللون بحسب «نيويورك تايمز» أن الآمال الأميركية المتعلقة بتوصل أفغانستان لاتفاق سريع مع «طالبان» ومن ثم خفض التكاليف الأميركية هناك قد يفضي إلى انهيار البلاد بعد 18 عاماً من المساعدات الدولية.