جاء اليوم السابع من فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ18، غنياً ومتنوعاً من حيث الفقرات والعناوين التي اقترحها، سواء تعلق الأمر بـ«المسابقة الرسمية»، التي شهدت دخول «طلامس» لمخرجه التونسي علاء الدين سليم، و«الحمى» لمخرجته البرازيلية مايا دارين دائرة المنافسة على جوائز الدورة، أو فقرات «القارة الـ11» مع «143. شارع الصحراء» لمخرجه الجزائري حسان فرحاني، و«دليل مدن الأشباح» لمخرجته الفرنسية عائشة بورو، و«العروض الخاصة» مع «بيك نعيش» لمخرجه التونسي مهدي برسامي، و«سيدة النيل» لمخرجه الأفغاني عتيق رحيمي، و«بانوراما السينما الغربية» مع «مكان تحت الشمس» لمخرجه كريم عيطونة، و«الوصفي المسموع» مع «كورصا» لمخرجه المغربي عبد الله توكونة، و«الجمهور الناشئ» مع «جاكوب والكلاب التي لن تتكلم» لمخرجه اللاتفي سابين أندرسون، أو فقرة «حوار» مع كل من المخرج الفلسطيني إيليا سليمان والممثلة الهندية بريانكا شوبرا، فيما اعتبر تكريم كل من السينما الأسترالية بـ«قصر المؤتمرات» وبريانكا شوبرا بـ«ساحة جامع الفنا» من اللحظات القوية التي ستطبع دورة هذه السنة، التي تختتم اليوم (السبت) بإعلان نتائج المسابقة الرسمية التي يتنافس فيها 14 فيلماً، 3 منها تمثل المغرب والمملكة العربية السعودية وتونس.
- إسهامات أسترالية
جاء تكريم السينما الأسترالية، ليؤكد صواب الاختيار وقيمة هذه الممارسة الفنية، حيث تم تسليط الضوء على ما يميز هذه التجربة، وإسهاماتها على صعيد السينما العالمية، وذلك بحضور وفد ضم 25 فرداً بين ممثلين ومنتجين ومخرجين، بينهم الممثل سيمون بيكر والمخرج ديفيد ميشود والمخرج جيوفري راش والممثلة ناوومي واتس.
وواصل المهرجان المغربي بأمسية تكريم السينما الأسترالية، التي تسلم خلالها كل الممثل جاك تومبسون والمخرجة كيليان أرمستورغ نجمة التكريم من يد الممثلة والمنتجة الأسكوتلندية تيلدا سوينتون، وسط أجواء احتفالية دافئة، تقليداً يروم تسليط الضوء على تعبير سينمائي ينقل إلى الشاشة الكبيرة مسار وإبداع وثقافة وروح أمة من أبرز الأمم وأكثرها عطاءً فنياً.
وسبق لمهرجان مراكش أن كرم، في دورات سابقة، سينما المغرب وإسبانيا وإيطاليا ومصر والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية وفرنسا والمكسيك والهند وإسكندنافيا واليابان وكندا وروسيا.
ويقول المنظمون إن اختيار السينما الأسترالية لم يكن من باب الصدفة؛ حيث إنها تعد واحدة من بين الأقدم في العالم، كما أنها حافلة ببعض من أهم روائع الفن السابع عالمياً. وتضمن برنامج التكريم عرض 25 شريطاً طويلاً، عكست تنوع هذه السينما وطابعها المميز، تم من خلالها استعادة خمسة عقود من الإبداع السينمائي في هذا البلد.
ورغم تنوع الأفلام التي تضمنتها باقة الأفلام المبرمجة في فقرة تكريم السينما الأسترالية، التي ينطلق فيها المشاهد من «أن تستيقظ بالخوف» لتيد كوتشيف، و«رحلة مشي» لنيكولاس رويك (1971)، مروراً بـ«مملكة الحيوان» لديفيد ميشود (2010)، وصولاً إلى القصة الحقيقية لـ«عصابة كيلي» (2019)، فقد شدد المنظمون على أن إبراز خصوصية الإنتاج السينمائي في بلد ما، يعد عملاً ضخماً يتخذ أوجهاً متعددة، لذلك يصعب تحليله من خلال بضع صفحات، ومن خلال الأفلام الخمسة والشعرين التي قرر المهرجان تقديمها في إطار التكريم الذي خصصه للسينما الأسترالية في دورة هذه السنة.
- سينما هندية
أكدت أمسية تكريم الممثلة الهندية بريانكا شوبرا، بساحة جامع الفنا، ولهَ المراكشيين بسينما «بوليوود». ولم تخف الممثلة الهندية، التي استعرضت في اليوم نفسها ضمن فقرة «حوار» تجربتها السينمائية وانشغالاتها، سعادتها بالعودة إلى مراكش، بعدما سبق لها أن شاركت في دورة 2012، بمناسبة تكريم السينما الهندية، مشددة على أنه شرف كبير لها أن تحظى في دورة هذه السنة بالتكريم وسط الجمهور المغربي بساحة جامع الفنا، وهو جمهور قالت إنه كان دائماً يدعمها ويهتم بها طيلة مسيرتها.
ويحرص مهرجان مراكش على الحضور الهندي ضمن فعالياته، نظراً لـ«ثراء» و«حيوية» هذه السينما «الشعبية» خلال السنين الأخيرة، التي تنتج ما بين 1000 و1200 فيلم سنوياً، و«عمق العلاقات التي جمعت المغاربة بالسينما الهندية».
وتضمن برنامج الاحتفاء ببريانكا شوبرا، برمجة ثلاثة من بين أفلامها: «كريش 3» لمخرجه راكيش روشان، و«السماء وردية» لمخرجه شونالي بوس، فضلاً عن «باجيراو ماستاني»، الذي عرض على شاشة جامع الفنا، في أمسية التكريم. وتعتبر بريانكا شوبرا، متعددة المواهب، من بين الشخصيات الأكثر شهرة في العالم. وبينما كانت نجمة سينمائية وتلفزيونية في الهند، بلدها الأصل، دشنت بدايتها بالولايات المتحدة في السلسلة الناجحة «كوانتيكو» التي أدت فيها دور أليكس باريش، لتدخل التاريخ بكونها أول ممثلة هندية تتقمص الدور الرئيسي في سلسلة درامية بالتلفزيون الأميركية، قبل أن تنال الإشادة وتراكم الجوائز، وتحظى بمكان على قائمة «فوربس» للنساء الأكثر قوة في 2018.
وخطت بريانكا شوبرا خطواتها الأولى في صناعة الفرجة، وعمرها 17 عاماً، حين فازت بمسابقة ملكة جمال الهند. وفي العام الموالي، حصدت لقب ملكة جمال العالم، وهو اللقب الذي كان وراء شهرتها في العالم.
وبما أن لها أكثر من 100 مليون متابع على الشبكة الاجتماعية، فقد وضعت شهرتها في خدمة القضايا الكبرى، فهي سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة بالهند منذ 12 عاماً، كما أنها بطلة برنامج خاص بالفتيات تشرف عليه مؤسسة الأمم المتحدة، وتشارك في الجهود الرامية إلى حماية حقوق الطفل وتشجيع تعليم الفتيات في الهند، وتُشْرك معها في نشاطاتها منظمتها الإحسانية، مؤسسة «بريانكا شوبرا للصحة والتعليم». وفضلاً عن كل هذه الالتزامات، تتعهد النجمة الهندية بالعمل على محاربة الإقصاء وتشجيع التنوع، وتؤمن بقوة بضرورة المشاركة في إرساء أسس عالم اندماجي يحتفي بالتنوع.
احتفاءٌ بالسينما الأسترالية وتكريمٌ للهندية في مهرجان مراكش
الفلسطيني إيليا سليمان بسَط تجربته وأفكاره في فقرة «حوار»
احتفاءٌ بالسينما الأسترالية وتكريمٌ للهندية في مهرجان مراكش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة