«صراع الديكة» بين إردوغان وماكرون

الرئيسان الفرنسي والتركي أثناء الاستعداد لأخذ الصورة الجماعية للناتو في ووتفورد ببرطانيا (أ.ف.ب)
الرئيسان الفرنسي والتركي أثناء الاستعداد لأخذ الصورة الجماعية للناتو في ووتفورد ببرطانيا (أ.ف.ب)
TT

«صراع الديكة» بين إردوغان وماكرون

الرئيسان الفرنسي والتركي أثناء الاستعداد لأخذ الصورة الجماعية للناتو في ووتفورد ببرطانيا (أ.ف.ب)
الرئيسان الفرنسي والتركي أثناء الاستعداد لأخذ الصورة الجماعية للناتو في ووتفورد ببرطانيا (أ.ف.ب)

يبدو أن صراعاً غريباً من نوعه يغلق العلاقة بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون يخبو أحياناً ويصعد أحياناً أخرى في شكل تلاسن وحروب كلامية.
فقبل أيام من انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في لندن بمناسبة الذكرى 70 لتأسيس الحزب، أطلق إردوغان تصريحاً حاداً جديداً ضد نظيره الفرنسي كرّر فيه وصفه له بـ«المبتدئ»، وقال إن «ساكن الإليزيه (ماكرون) في حالة موت دماغي»، مستخدماً عبارة ماكرون نفسه التي جاءت في سياق مقابلة صحافية تعليقاً على موقف الناتو من العملية العسكرية التركية «نبع السلام» ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا، التي أثارت ضجة وانتقادات من دول أعضاء في الحلف.
ردت باريس باستدعاء السفير التركي لديها، للمرة الثانية خلال وقت قصير، للتعبير عن احتجاجها على تصريحات لإردوغان. ويكشف «صراع الديكة» بين إردوغان وماكرون عن احتقان تركي مزمن تجاه موقف فرنسا كجزء من أوروبا، ولرفضها حصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي ومناكفتها لها في قضايا الأرمن والأكراد، وتعامل سلبي مزمن أيضاً مع «تركيا إردوغان».
ومرت العلاقات بين تركيا والناتو بواحدة من أزماتها العابرة بسبب عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا، وسط مطالبات كثير من الأعضاء بإبعاد تركيا من الحلف بسبب تدخلها في سوريا وبسبب انفتاحها الكبير على روسيا، إلا أنه لا توجد آلية في الحلف لإقصاء الأعضاء.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»