سكاكين مسلولة Knives Out إخراج: رايان جونسون Rian Johnson عروض تجارية (جيد) > يتردد اسم مارتا ثلاث مرات حين الحديث عن هويتها اللاتينية. المتحدثون عنها لا يكترثون إلا للقول إنها أجنبية الأصل. لذلك ليسوا واثقين إذا ما كانت من باراغواي أو أوروغواي أو من البرازيل. هذا بعض الحفر في خندق السياسة في زمن ترمب وبل هناك مشهد كامل يتحاور فيه أفراد العائلة حول سياسة الهجرة الحالية فيؤيدها البعض ويعارضها البعض الآخر. كل هذا تحت مظلة فيلم تحقيقات بوليسية حول من قتل رب العائلة وكيف. يقود التحقيقات الممثل دانيال كريغ وتتوزع الاتهامات على كريس إيفنز، توني كوليت، مايكل شانون، دون جونسون وجايمي لي كيرتس ولو أن القاتل ليس من بين هذه الأسماء المذكورة. مشوّق ومصنوع جيداً مع سخرية ترطب أجواءه وتغيير جلد لكل من مخرج الأفلام الضخمة رايان جونسون، آخرها «ستار وورز: الجيداي الأخير) ودانيال كريغ الذي يودع آخر حلقات جيمس بوند في فيلمه المقبل.
143 شارع الصحراء Sahara Street 143 إخراج: حسن فرحاني من عروض مهرجاني الجونة ولوكارنو (جيد) > فيلم تسجيلي من المخرج الجزائري الجديد حسن فرحاني يدور حول امرأة متقدمة في السن تعيش وحيدة في بناء صغير يقع على الطريق الصحراوية السريعة. لا زوج ولا أولاد ولا تفكر كثيراً فيما ستؤول إليه حياتها مستقبلاً. في منزلها جزء حولته إلى دكان تبيع فيه الطعام (من البيض المقلي عادة) والمرطبات والشاي والقهوة وتعتاش من هذا وحده. يتابع المخرج الحياة الصغيرة والخاصة في ذلك الركن المنسي من العالم وما يوفره الفيلم في نحو ساعة ونصف الساعة هو متابعة الحياة اليومية لهذه المرأة والاستماع إلى الحوارات التي تقع بينها وبين سائقي الشاحنات غالباً (هناك مسافرة وحيدة من فرنسا تتوقف لبضع دقائق ثمينة) وتكوين صنف من الحياة في جو خاص ومثير للاهتمام. لكن الحدود مغلقة أمام هذا الاختيار. لا يستطيع الفيلم الخروج من موقع المرأة مشهدياً كونه مرتبطا بها وحدها. وهي لا تسافر ولا تنتقل إلا قليلاً. نلحظ اتكالها على الغيب وعدم انشغالها (ظاهريا على الأقل) بما قد يؤول إليه مستقبلها.
شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداًhttps://aawsat.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7/5088657-%D8%B4%D8%A7%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%AF-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%87%D8%A7-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%A3%D8%AA%D9%90-%D8%AC%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%8B
فيلم محمد حمدي الأول مختلف جداً عن أي فيلم مصري (أو عربي) حٌقّق في تاريخ السينما العربية. الاختلاف بحد ذاته لا يمنح الفيلم درجة التقييم. من الممكن أن يكون مختلفاً وبديعاً أو مختلفاً ورديئاً وهو أقرب إلى التصنيف الثاني. فيلم داكن في الصورة وفي الذوات البشرية التي تسكنه. يجد المخرج لها مبررات مناسبة. هذا لأن أبطاله يتقدمهم دكتور محبط (علاء الدين حمادة)، يعيشون حالات من الكآبة المطلقة تزداد عبثاً مع تناولهم الحشيشة طوال الوقت. أي نحو 90 دقيقة من مدة عرض الفيلم (التي تبلغ 113 دقيقة). وعوض استمتاعهم بهذه «السلطنة» تبقى أدمغتهم واعية وقادرة على الحديث في مسائل وجودية وسياسية (على الخفيف) مع قليل من الشّعر وكثير من الذكريات التي تتشابك بحيث لا تتضح لها زاوية فعلية تنطلق منها أو تعود إليها.
في دقائقه الـ10 الأولى يؤسّس أسلوب عمله من حالات شخصية وتصوير (قام به بنفسه) وإيقاع. هذا الإيقاع خافت باستمرار والمُشاهد عليه أن يفتح أذنيه جيداً ليتمكّن من التقاط الكلمات المتبادلة. هذا لأن الإيقاع الخافت يشمل كذلك الأداء والتلقين وتشخيص الحالات. الدكتور وأصحابه (من ثلاثة لأربعة حسب المشاهد) يركضون في الظلمة مثل جرذان هاربة من مطاردين (لا نعرفهم) ويأوون دوماً إلى خرابات تضمّهم بعتمتها أو إلى شِقق هي بدورها تبدو كخرابات كلّ شيء فيها قديم وباهت. حتى في ساعات النهار فإن النور مبتسر تأكيداً أو ترميزاً للحالة التي يمر بها أشخاص الفيلم.
الصورة، على الرغم من سوداويتها، هي أهم وأفضل من الموضوع المطروح. صحيح أن رجال الفيلم يتعاطون، لجانب الحشيش، مسائل تهمّهم، لكن ليس كل ما يهم شخصية ما في فيلم ما يهم المشاهدين. بالضرورة. لذا تنحصر الحسنات في الصورة. بينما تمرّ المَشاهد بإيقاع خافت ورتيب، مما يحدّ كثيراً من قدرة الفيلم على التواصل مع مشاهديه.
* عروض حالياً في مهرجان مراكش
Maria ★★★
العمق العاطفي لماريا كالاس
«ماريا» هو ثالث فيلم بيوغرافي ينجزه المخرج التشيلي بابلو لاراين (حسب اللفظ الأسباني) بعد (Jackie) «جاكي»، 2016 و(Spencer) «سبنسر»2021. مثل سابقيه هو فيلم عن امرأة ومثلهما هو عن شخصية حقيقية هي مغنية الأوبرا ماريا كالاس (هناك حفنة أفلام عنها أهمها «Maria By Callas» لتوم وولف، 2017) إلى جانب فيلم إيطالي آخر في التحضير بعنوان «Maria/Callas» لروبرت دورنهلم.
معالجة لاراين تختلف كونها متّصلة بالكيفية التي يحاول فيها تقديم رؤيته لشخصياته فهو يسعى دائماً إلى التقاط العمق العاطفي أكثر مما يهتم لسرد السيرة حكائياً. على ذلك، «ماريا» كما يقدّمه هنا يبقى على السطح أكثر من الدخول في عمق شخصيّته. ما يشغله في سرد الأيام الأخيرة من حياة بطلته هو التصاميم الفنية والديكوراتية وتحريك الكاميرا عبرها وهذا جيد لولا إنه يأتي على حساب تحديدٍ أفضل لمن هي ماريا كالاس.
يسرد الفيلم أحداثها الأخيرة وبعض مواقفها الشخصية والفنية لكن الحكاية يمكن لها أن تكون عن أي شخصية لمغنية وإن كانت خيالية. بطبيعة الحال، وكما بات مألوفاً، يعمد المخرج إلى مشاهد استرجاعية (الفلاشباك) بالأبيض والأسود لكن أهم عنصر في هذه الدراما هي محاولة ماريا التغلّب على ذكرياتها مع أرسطو أوناسيس (الذي تركها للزواج من جاكي كينيدي، شخصية فيلم لوراين السابق).
* عروض حالياً في مهرجان البحر الأحمر
TROIS AMIES ★⭐︎
حوارات ومشاهد تُراوح مكانها
لا يبتعد المخرج موريه في فيلمه «ثلاث صديقات» عن التيمة التي اختارها سابقاً لمعظم ما حقّقه من أفلام مثل «تغيير عنوان» (Changement d'adresse) 2007، و«هل نُقبّل» (Shall We Kiss) 2007، و«الأشياء التي نقولها، الأشياء التي نفعلها» (Les Choses qu'on dit, les Choses qu'on fait) 2020. التيمة المذكورة لا تخرج عن نطاق تداول وتناول العلاقات المتأرجحة ما بين الحب والجنس، أو الحب من دون جنس أو العكس.
القصّة في عنوانها: 3 صديقات جوان (إنديا هير)، ريبيكا (سارا فورستييه) وأليس (كامل كوتان) والعديد من الحكايات السابقة (تشعر جوان إنها مسؤولة عن موت حبيبها السابق إريك لأنها تركته)، وفي الحكايات الحاضرة يتداولن التجارب التي مررن بها مع آخرين. لا الأحداث مهمّة ولا الحوار (يمتد بلا نهاية) يعني كثيراً. كل ذلك يَرِد مثل قراءة صفحة واحدة من مجلة إشاعات ومن دون لمسات فنية تذكر. بدورها كل لقطة تشبه، تأسيساً وإدارة. ما يسبقها وما يليها.
* عروض: حالياً في صالات فرنسية
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز