مقاتل بلجيكي في سجون الأكراد يطالب بمكان آمن له ولأسرته

هدد من قبل باستهداف بلاده بعمليات إرهابية في الأماكن العامة

أبو جهاد البلجيكي (رويترز)
أبو جهاد البلجيكي (رويترز)
TT

مقاتل بلجيكي في سجون الأكراد يطالب بمكان آمن له ولأسرته

أبو جهاد البلجيكي (رويترز)
أبو جهاد البلجيكي (رويترز)

«لا يولد أحد إرهابياً، ويداي ليست ملطخة بالدماء، وأتمنى أن أجد مكاناً آمناً للعيش فيه مع أفراد أسرتي». هذا ما صرح به أبو جهاد البلجيكي، من أحد السجون الكردية في سوريا، وهو من أوائل المقاتلين البلجيكيين الذين سافروا إلى مناطق الصراعات، للانضمام إلى صفوف الجماعات المسلحة.
كانت تلك التصريحات محور اهتمام وسائل الإعلام البلجيكية، التي نقلت تلك التصريحات، وقارنتها مع تصريحات سابقة للشخص نفسه، لكن قبل 4 سنوات، عندما هدد بلجيكا بأعمال إرهابية، تستهدف الأماكن العامة في البلاد. وقال أبو جهاد، في تصريحات نقلتها وقتها إحدى وسائل الإعلام المقروءة «دي كناك»؛ إنه إذا عاد فسوف يعود لغزو بلجيكا، بحسب ما نقل عنه الباحث البلجيكي من أصول عربية منتصر الدعمة، المتخصص في ملف التطرف والإرهاب، والذي نجح في الاتصال بأبو جهاد البلجيكي في ذلك الوقت، وانتقد الدعمة أمس، تلميحات وسائل الإعلام مؤخراً لتلك التصريحات، التي مضى عليها عدة سنوات، وقال إنه بسبب إعادة ذكر اسمه وعلاقته بهذه التصريحات، فقد تلقى تهديدات، وقام بإبلاغ السلطات بهذا الأمر.
وتعددت ردود الأفعال من جانب القراء والمشاهدين لمحطات التلفزة، حول ما جاء على لسان أبو جهاد البلجيكي، فمنهم من رفض هذه التصريحات، من منطلق أن الإرهاب هو اختيار، وليس أمراً واقعاً أو مصيراً حتمياً للشخص، وقال البعض الآخر ما هو الفارق بين إرهابي بحكم مولده أو إرهابي انضم للإرهاب، بعد سنوات من ولادته؟! بينما تعجب البعض الآخر من إتاحة الفرصة لشخص مثل أبو جهاد البلجيكي للتعبير عن رأيه وأمنياته.
وقال حزب «فلامس بلانغ» البلجيكي المتشدد، في تغريدة على «تويتر»؛ «إن أبو جهاد البلجيكي، واسمه الحقيقي عبد الله النعماني، يريد العودة إلى بلجيكا، لكن لا مكان له في مجتمعنا، وسوف يقاتل الحزب من أجل عدم عودة أي من المقاتلين (الدواعش) من جديد إلى بلجيكا».
وفي أواخر العام الماضي، قالت الحكومة البلجيكية، إنها لن تتفاوض تحت أي ظروف مع المقاتلين، الذين سافروا للانضمام إلى صفوف «داعش»، ويرغبون في العودة من جديد إلى بلجيكا، هذا ما جاء على لسان رئيس الوزراء وقتها شارل ميشال، في تصريحات نقلتها محطة التلفزة البلجيكية «في تي أم»، مضيفاً: «لا يوجد مكان في مجتمعنا لهؤلاء الأشخاص».
جاء ذلك تعليقاً على ما ورد على لسان طارق جدعون، وهو قيادي بلجيكي في تنظيم «داعش»، في حوار مع مراسل التلفزة في بغداد، من داخل سجنه، في انتظار المحاكمة، بعد أن جرى اعتقاله في الموصل صيف العام الماضي. وقال جدعون إنه يرغب في العودة من جديد إلى بلجيكا، لرؤية عائلته، وتقديم الاعتذار للمتضررين من جراء الهجمات التي وقعت في بلجيكا وفرنسا، كما عرض أن يتعاون مع السلطات الأمنية البلجيكية. وقال إن لديه معلومات يمكن أن تؤدي إلى نتائج كبيرة.
وردّ ميشيل قائلاً: «وفقاً للقوانين الدولية وبعد التشاور مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي، لا بد من وضع استراتيجية، ويجب أن نختار نهجاً صارماً»، وأوضح أنه «يريد التعامل مع ملف المقاتلين في العراق وسوريا بدراسة كل حالة على حدة، لكن لن نتفاوض مع الإرهابيين تحت أي ظروف، وخاصة بعد الأحداث الدامية التي عرفتها بلجيكا ودول أخرى، ولهذا لا يمكن أن ننفتح على هؤلاء».
وفي العام الماضي، جرى الإعلان في بروكسل عن نجاح الأجهزة الأمنية في بلجيكا، في إحباط عدة هجمات إرهابية، وتجنيب البلاد وقوع أحداث مؤسفة من جديد، بعد أن تعرضت لهجوم في 22 مارس (آذار) 2016، شمل مطار ومحطة قطارات داخلية، وأودى بحياة 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين. وقالت الحكومة في خريف العام الماضي إن أجهزة الأمن البلجيكية تجنبت كثيراً من الأعمال الإرهابية، وحذرت من أن التهديد الإرهابي في البلاد لا يزال قائماً، رغم انخفاض مستواه إلى 2 بعد أن كان 3 لأشهر طويلة.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.