طوابع بحرينية بمناسبة مائة عام على «الشرطة»

بدأت بالفداوية وتطورت إلى «الداخلية»

طوابع بحرينية بمناسبة مائة عام على «الشرطة»
TT

طوابع بحرينية بمناسبة مائة عام على «الشرطة»

طوابع بحرينية بمناسبة مائة عام على «الشرطة»

أصدر بريد البحرين بوزارة المواصلات والاتصالات بالتعاون مع وزارة الداخلية البحرينية مجموعة من خمسة طوابع تذكارية، في إطار الاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس شرطة البحرين (1919 - 2019)، توثيقاً وتخليداً لمسيرة الجهاز والمملكة والملك.
يعود تاريخ الشرطة البحرينية إلى أول اسم لها وهو «الفداوية»، إذ كان أول شكل تنظيمي للشرطة، حتى تم تأسيس بلدية المنامة عام 1919 إذ صدر أول نظام للشرطة لتقديم كافة الخدمات الأمنية، فيما شهد عام 1929 ظهور التنظيم الإداري الحديث للشرطة، وتولى قيادتها عام 1937 الراحل الشيخ خليفة بن محمد بن عيسى آل خليفة والذي كان نائباً لـ«قمندان الشرطة» قبل الاستقلال ثم أصبح رئيساً للشرطة والأمن.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة الأنباء البحرينية (بنا)، تحول اسم «شرطة البحـرين» إلى «وزارة الداخلية» عام 1971 بعد إعلان الاستقلال وأطلق على جهازها الشرطي اسم الأمن العام، وتم تعيين الشيخ محمد بن خليفة وزيراً للداخلية، وفي عام 2004 تولى وزارة الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة.
وأوضح الشيخ بدر بن خليفة آل خليفة الوكيل المساعد للبريد في وزارة المواصلات والاتصالات البحرينية أن هذه الخطوة من بريد البحرين، تأتي تقديراً لدور شرطة البحرين وما حققته من إنجازات طوال مسيرتها، «لذا بادر بإصدار هذه المجموعة التذكارية، بهدف توثيق هذا الحدث التاريخي».
وأضاف أن بريد البحرين، يحرص على إصدار الطوابع التذكارية في المناسبات والأحداث المهمة، في إطار العمل على تخليد تلك الأحداث المهمة في تاريخ مملكة البحرين.
وتوج تصميم المجموعة التذكارية على جانبه الأيمن بصورة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى وعلى يساره شعار وزارة الداخلية، تتوسطه قلعة الديوان الشهيرة باسم قلعة الشرطة، ويتضمن التصميم في أحد جوانبه الشعار الذي أطلقته وزارة الداخلية بمناسبة احتفالاتها بمرور 100 عام على تأسيس شرطة البحرين.
والطوابع التي صممها الفنان خالد المحرقي، متوفرة حالياً لدى كافة الفروع البريدية بالبحرين، وطُبع منها عدد 16 ألف مجموعة و1000 مغلف لإصدار اليوم الأول.



مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».