مقتل 5 أطفال بانفجار ألغام حوثية في الحديدة

رئيس الوزراء اليمني يلتقي قيادات محافظة الضالع ويحذّر من محاولة إفشال اتفاق الرياض

رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك لدى لقائه قيادات من الضالع في عدن أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك لدى لقائه قيادات من الضالع في عدن أمس (سبأ)
TT

مقتل 5 أطفال بانفجار ألغام حوثية في الحديدة

رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك لدى لقائه قيادات من الضالع في عدن أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك لدى لقائه قيادات من الضالع في عدن أمس (سبأ)

قُتل 5 أطفال وأُصيب مواطن بانفجار ألغام زرعتها الميليشيات الحوثية جنوب وشرق محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن.
وذكرت مصادر محلية أن «انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي الانقلابية تسبب في مقتل خمسة أطفال في قرية المنقم بمديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، تتراوح أعمارهم بين سبعة أعوام وثلاثة عشر عاماً»، موضحةً أن «العبوة الناسفة انفجرت في أثناء عثور الأطفال عليها، حيث كانت الميليشيات قد زرعتها في وقت سابق».
وقال الموقع الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر.نت» إن الأطفال هم عبد السلام عبد الله مسعود، وأماني عمر صغير (7 أعوام)، ومراد أحمد مشروعي (8 أعوام)، وعبد الله مسعود (8 أعوام)، وسيد عمر يحيى (13 عاماً)».
كما أُصيب مواطن جراء انفجار لغم فردي زرعته جماعة الحوثي في منزله بمنطقة المسنا، شرق مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
وقال مصدر طبي، وفقاً لما أورده مشروع «مسام» على موقعه الإلكتروني، إن اللغم «انفجر في المواطن توفيق محمد عبد الله جلاجل في أثناء عودته إلى منزله الكائن في منطقة المسنا، وأدى إلى تمزيق قدميه ليتم نقله لحظة إصابته إلى مستشفى الدريهمي لتلقي العلاج».
وبينما تتواصل المعارك العنيفة في الجبهات الشمالية والغربية لمحافظة الضالع بجنوب البلاد، وسط تقدم قوات الجيش الوطني واستماتة ميليشيات الانقلاب في التسلل إلى مواقع القوات أو استعادة مواقع تم دحرهم منها، أكد رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك اهتمام الرئيس هادي بمحافظة الضالع التي قال عنها إنها «تعرضت لكثير من الظلم والتهميش خدمياً وتنموياً خلال السنوات الماضية»، مثمناً عالياً «التضحيات العظيمة والأدوار البطولية التي يسطرها أبناء الضالع في التصدي للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران».
جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن، مع محافظ الضالع اللواء الركن علي صالح مقبل وقيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بالمحافظة، حيث ناقش معهم أولويات واحتياجات المحافظة العاجلة في الجوانب الخدمية والتنموية، المتصلة بحياة ومعيشة المواطنين اليومية.
ووفقاً لوكالة الأنباء الحكومية «سبأ»، تطرق اللقاء بحضور وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح، إلى «مستجدات الأوضاع في المحافظة وأولويات احتياجاتها من المشاريع الخدمية والتنموية العاجلة في قطاعات البنى التحية والكهرباء والصحة والتربية والتعليم والطرقات، ودعم جهود السلطة المحلية في تطبيع الأوضاع وتعزيز الأمن والاستقرار على ضوء اتفاق الرياض».
كما تمت مناقشة الدعم العسكري واللوجيستي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية، واستكمال عملية تحرير ما تبقى من مناطق محافظة الضالع.
وقال عبد الملك إن «معركة الضالع الأخيرة أثبتت أن التهديدات لا تزال مستمرة، وهو ما يوجب توحيد الصفوف ومضاعفة الجهود خلال هذه المرحلة الصعبة لتفعيل المؤسسات وفرض الأمن والاستقرار والتركيز على المشاريع الحيوية التي سيكون لتنفيذها أثر ملموس في حياة المواطنين على المدى القريب». مؤكداً «مساندة الحكومة لجهود السلطة المحلية من أجل تطبيع الأوضاع وتحسين الخدمات».
وأضاف أن «المعركة في محافظة الضالع اليوم ذات بعدين، البعد الأول يتعلق بالمعركة العسكرية والتصدي لمحاولات الميليشيات المتكررة لاختراق هذه الجبهة المشتعلة في أكثر من مكان، فيما يتعلق البعد الآخر بمعركة توفير الخدمات وتثبيت الأمن والاستقرار».
وتطرق رئيس الوزراء إلى «اتفاق الرياض الموقّع مع المجلس الانتقالي الجنوبي، لاحتواء التداعيات التي حدثت في عدن وبعض المحافظات المحررة، برعاية أخوية صادقة من المملكة العربية السعودية الشقيقة ولتوحيد الجهود في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن عبر ذراعه من ميليشيات الحوثي الإرهابية».
وأكد أن «المشروع الإيراني لا يهدد اليمن فقط بل يمس أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة والعالم، وتأمين الملاحة الدولية في أحد أهم الممرات التجارية في العالم»، مشدداً في الوقت ذاته على «ضرورة تضافر جهود الجميع في إنجاح اتفاق الرياض، وتوجيه الجهود نحو المعركة الوجودية لليمن وشعبها باستعادة الدولة وإجهاض المشروع الإيراني الخبيث في اليمن والمنطقة».
وحذّر عبد الملك «من أي محاولة لإفشال هذا الاتفاق، باعتبار ذلك محاولة لتوجيه البلاد نحو مسار الهدم مجدداً».
إلى ذلك، يواصل الفريق الهندسي الـ15 العامل ضمن مشروع نزع الألغام «مسام» الذي ينفّذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مهمته الإنسانية المكلّف بها من قِبل المشروع لنزع الألغام في اليمن بـفتح الطرقات في أكثر المناطق تضرراً من ألغام الحوثي، وعزيمة وإصرار على المضي قدماً نحو تحقيق الهدف العام الذي من أجله وُجد مشروع مسام لإيجاد يمن خالٍ من الألغام».
وأكد المقدم سالم العقيلي قائد الفريق الـ15، أن «فريقه يعمل حالياً في الحقل رقم 14 في مديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب».
وقال، وفقاً لما نقل عنه الموقع الإلكتروني للمشروع، إن «مساحة الحقل الجاري تأمينه تقدر بنحو 30 ألف متر مربع، وإن الفريق أنجز 70% من إجمالي مساحته»، موضحاً أن «الحقل الجاري العمل فيه يصنف من المناطق الأكثر تأثراً بالألغام باعتبارها مناطق رعي وتمرّ من خلاله طرق فرعية تربط عدداً من المناطق السكنية، وسبق وحصل انفجار لغم بسيارة لأحد المواطنين في ذلك الحقل».
وذكر أن «فريقه تمكّن في مديرية الخالق المحاددة لمديرية مجزر من فتح طريق رئيسي يربط المديريتين بطول 18 كيلومتراً».
وأشاد العقيلي بـ«الجهود التي يقدمها مشروع مسام في سبيل تأمين حياة اليمن واليمنيين من الموت المدفون تحت الأرض»، معبراً عن «شكره لإدارة مشروع مسام على كل ما تقدمه من دعم وإسناد للفرق الهندسية التابعة لها وتسهيل مهامها وتوفير كل احتياجاتها».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.