تنسيق أمني مغربي ـ إسباني يطيح خلية إرهابية

تتكون من 4 متطرفين موالين لـ«داعش»

صورة أرشيفية لبعض الأسلحة التي تم ضبطهامع شبان مغاربة بايعوا «داعش» (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لبعض الأسلحة التي تم ضبطهامع شبان مغاربة بايعوا «داعش» (أ.ف.ب)
TT

تنسيق أمني مغربي ـ إسباني يطيح خلية إرهابية

صورة أرشيفية لبعض الأسلحة التي تم ضبطهامع شبان مغاربة بايعوا «داعش» (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لبعض الأسلحة التي تم ضبطهامع شبان مغاربة بايعوا «داعش» (أ.ف.ب)

تمكن «المكتب المركزي المغربي للأبحاث القضائية»، المختص في مكافحة الإرهاب، والتابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (استخبارات داخلية)، أمس، بتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسبانية، من تفكيك خلية إرهابية موالية لـ«داعش»، تتكون من 4 عناصر، تتراوح أعمارهم بين 24 و39 عاماً.
وأفاد بيان لـ«المكتب المركزي للأبحاث القضائية» بأن هذه العملية، التي تندرج في إطار التعاون الأمني المشترك بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية، أسفرت عن إيقاف 3 عناصر ينشطون في فرخانة وبني نصار (نواحي الناضور)، من بينهم شقيق أحد المقاتلين بالساحة السورية - العراقية، تزامناً مع اعتقال زعيم هذه الخلية بضواحي العاصمة الإسبانية.
وأضاف البيان أن التحريات الأولية أكدت أن أعضاء هذه الخلية، المتشبعة بالفكر المتطرف لتنظيم «داعش»، انخرطوا في حملات تروج وتشيد بأعماله الدموية، بالموازاة مع تكثيف الدعوات التحريضية انتقاماً لمصرع الخليفة المزعوم لهذا التنظيم المتشدد.
وأوضح المصدر ذاته أن الأبحاث أظهرت أن عناصر هذه الخلية كانوا يعقدون اجتماعات لتتبع الأوضاع الراهنة بالساحة السورية - العراقية، وكذا التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية، استجابة للدعوات المتكررة لقادة «داعش»، التي تستهدف مختلف دول العالم.
وذكر المركز الأمني المغربي أن هذه العملية أسفرت عن حجز أجهزة ومعدات إلكترونية، وهواتف جوالة وأقنعة وكتب ومخطوطات ذات طابع متطرف.
وتأتي هذه العملية الأمنية المشتركة، حسب البيان، في ظل تصاعد حدة الخطر الإرهابي، الذي يتربص بالمملكتين، وسعي أتباع تنظيم «داعش» لتكثيف أنشطته خارج بؤر التوتر، معتمداً في ذلك على حملات تحريضية موجهة لمناصريه بمختلف الدول.
وخلص البيان إلى أنه سيتم تقديم المتشبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء الأبحاث، التي تجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وتمكن المغرب وإسبانيا من تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية التي تنشط في البلدين، بطريقة منسقة ومتزامنة بسبب تعاونهما المكثف في مجال مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات بين الأجهزة المكلفة الاستعلامات، لا سيما في مجال محاربة شبكات استقطاب مقاتلين لفائدة المجموعات الإرهابية.
وسبق لعبد الحق الخيام، مدير «المكتب المركزي للأبحاث القضائية»، أن وصف التعاون بين المخابرات المغربية والإسبانية بـ«الممتاز» وبأنه «بلا إخفاقات»، ودعا بقية الدول الأوروبية إلى أن يكون التعاون معها على المستوى نفسه.
ورفع المغرب وإسبانيا من مستوى تعاونهما الأمني بعد هجوم برشلونة، الذي أوقع 16 قتيلاً في عملية دهس بشاحنة استهدفت حشوداً في شارع «لارامبلا» ببرشلونة بإقليم كتالونيا في 17 أغسطس (آب) 2017، حيث زار خوان إغناسيو ثويدو، وزير الداخلية الإسباني، الرباط بعد أسبوعين من تلك الهجمات، والتقى نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، وعقدا لقاء عمل حول التحديات الأمنية التي تواجه البلدين، لا سيما بعد أن كشفت التحقيقات عن تورط 4 مغاربة كانوا أعضاء في الخلية الإرهابية الموالية لـ«داعش»، التي نفذت الهجوم. فيما أعلن عن مقتل الإمام المغربي عبد الباقي السعدي، الذي يعتقد أنه كان وراء تطرف الشباب، الذين نفذوا الهجمات في انفجار عرضي وقع في منزل كان يستخدمه المشتبه بهم لتصنيع المتفجرات.
وقد عبرت وزارة الداخلية الإسبانية حينها عن رغبتها في الارتقاء بالتعاون مع المغرب، وجعله أكثر نجاعة، وتكييفه مع التطور الذي عرفته الممارسات الإرهابية والإلمام بالأنماط الجديدة للتطرف. وتصف الرباط ومدريد تعاونها بـ«المستوى العالي والنموذجي»، وتقولان إن شراكتهما الأمنية «مبنية على المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.