المغرب: ورشة دولية حول الكشف النووي عند الحدود

تحتضنها مدينة طنجة بمشاركة الخارجية الأميركية

TT

المغرب: ورشة دولية حول الكشف النووي عند الحدود

يشارك أزيد من 100 خبير رفيعي المستوى في الورشة الدولية حول الكشف النووي عند الحدود البرية والبحرية، التي تنظمها في طنجة وزارتا الخارجية المغربية والأميركية، ضمن برنامج عمل المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي.
وتعد ورشة طنجة أول نشاط ضمن برنامج عمل الكشف النووي للمبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، التي أطلقت سنة 2006 بالرباط، والتي تضم 89 دولة شريكة، وتتقاسم رئاستها روسيا وأميركا.
وتنعقد ورشة الرباط، التي انطلقت أشغالها أمس وتستمر ثلاثة أيام، تحت الرئاسة المغربية، باعتبار المغرب رئيساً لمجموعة تتبع تنفيذ وتقييم المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي.
وتهدف هذه الورشة إلى تعزيز القدرات العملية، والتنسيق الوطني والإقليمي والدولي في مجال الكشف النووي على الحدود ونقاط العبور البرية والبحرية. ويشارك فيها ممثلو البلدان الشريكة في المبادرة (89 دولة)، إضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية. في حين يشارك من الجانب المغربي كل القطاعات الإدارية ذات الصلة بموضوع أمن الحدود والكشف النووي، خاصة وزارة الداخلية، وإدارة الدفاع الوطني، والقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والبحرية الملكية، علاوة على الإدارة العامة للأمن الوطني، وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، والإدارة العامة للوقاية المدنية، والوكالة المغربية للأمن والسلامة النووية والإشعاعية، والمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية.
كما دعا المغرب للمشاركة في هذه الورشة عدداً من الدول الأفريقية غير الشريكة في المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي؛ وذلك بهدف تطوير التنسيق على الصعيد الأفريقي حول مكافحة الإرهاب النووي، ورصد الأنشطة والرواج غير القانوني للمواد النووية والإشعاعية.
وفي افتتاح الورشة، أبرز رضوان الحسيني، المدير المكلف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لدى وزارة الخارجية المغربية، باعتباره رئيساً لمجموعة تنفيذ وتقييم المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، المساهمة المتزايدة لهذه المبادرة في الجهود، التي يبدلها المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب النووي منذ اعتماد مبادئها خلال الاجتماع الأول في الرباط سنة 2006.
واستعرض الحسيني التدابير، التي اتخذها المغرب على المستوى الداخلي، أمام تزايد مخاطر تهديدات الإرهاب النووي الدولي، كما أبرز مساهمة المغرب في الجهود الدولية من خلال انتهاجه لمقاربة متعددة الأبعاد على المستويات القانونية والمؤسساتية، والهياكل المرتبطة بالأمن والسلامة النوويين، مع تأكيده على البعد الإقليمي الأفريقي للورشة، المنعقدة في طنجة في إطار الرؤية الأفريقية للعاهل المغربي والتوجهات الملكية في هذا الصدد.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».