إسرائيل لتنظيم انتخابات في فبراير «إذا لم تتشكل حكومة»

بعد إعلان غانتس الرفض النهائي للجلوس في حكومة برئاسة نتنياهو

TT

إسرائيل لتنظيم انتخابات في فبراير «إذا لم تتشكل حكومة»

تفاقمت الأزمة السياسية الحزبية نحو قمة جديدة، أمس الثلاثاء، مع إعلان بيني غانتس بأن حزبه قرر بشكل نهائي أنه لن يجلس في حكومة بقيادة بنيامين نتنياهو، ولذلك أصبح المرجح هو التوجه لانتخابات جديدة. وتوجه الحزب إلى المديرة العامة للجنة الانتخابات المركزية، أورلي عدس، يفحص مدى استعداد اللجنة لإجراء انتخابات جديدة، فأبلغته بأن اللجنة اتخذت عدة إجراءات تجعلها ممكنة بعد 75 يوماً.
وقالت عدس إن اللجنة تحتاج عادة إلى 90 يوماً، ولكنها قررت تقليص المدة حتى تخفف من الأعباء والمصاريف، وعليه فإنها صادقت على موعد الانتخابات القادمة، سيكون 25 فبراير (شباط) المقبل، في حال فشلت الأحزاب الممثلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، في تشكيل حكومة وفي حال اتخذت قراراً بإجرائها.
ويأتي إعلان اللجنة كرد على استفسار قدمه رئيس كتلة «كحول لفان» البرلمانية، آفي نيسان كورن، الذي طلب معرفة موعد الانتخابات القادمة، وفقاً لحسابات اللجنة، وذلك في موقف تظاهري يبين فيه أن هناك فشلاً تاماً في مساعي تشكيل حكومة قادمة. وقال نيسان كورن إنه لم يعد هناك أهمية في الإبقاء على مهلة الـ21 يوماً الممنوحة للكنيست، والتي ستنتهي في منتصف ليل الـ11 - 12 من الشهر الجاري، ودعا رئيس الكنيست يولي أدلشتاين إلى إعادة كتاب التكليف إلى الرئيس رؤوبين رفلين، ويباشر الإجراءات لحل الكنيست والتوجه إلى إجراء انتخابات خلال ثلاثة أشهر.
وكان بيني غانتس قد أعلن أن المفاوضات حول حكومة وحدة مع الليكود لم تعد مجدية والجلسة الأخيرة كانت مضيعة للوقت وخداعاً وتضليلاً. وعندما سئل عن سبب تمسكه هو برئاسة الحكومة في الدورة الأولى، مع العلم بأنه لو توجهنا إلى الانتخابات فسيبقى نتنياهو رئيس حكومة مؤقتة طيلة 5 شهور على الأقل، أجاب: «في هذه الحالة سيكون رئيس حكومة غصباً عنا وعن جميع الناخبين، وسيكون معروفاً أنه وصل إلى هذه الفرصة بالقوة وفقط لكونه متهماً بالفساد ويريد أن يعزز مكانته في وجه النيابة». وأعلن غانتس أنه يتوقف عن جمع تواقيع بين النواب لترشيحه إلى رئاسة الحكومة. وقال: لا جدوى من ذلك. فالكل يسخر من القانون. ونحن لا نريد المشاركة في ذلك.
وقد حسب الليكود أن لديه فرصة الآن لجمع التواقيع من أعضاء الكنيست للحصول على 61 نائباً يوصون رئيس الدولة بإعادة تكليف نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة.
وقد كشف النقاب، أمس، أن حزب غانتس كان قد عرض في المحادثات التي جرت بين الطرفين، اقتراحاً يحاول فيه إقناع نتنياهو بالموافقة ليكون ثانياً بالتناوب على رئاسة الحكومة. واقترح «كحول لفان» تشريع قانون خاص ينص على أن يكون نتنياهو في منصب قائم بأعمال رئيس الحكومة بمكانة وصلاحيات رئيس الحكومة، حتى لا يطلب منه الاستقالة من مناصبه في (الكابينيت) والكنيست بعد تقديم لوائح اتهام ضده. لكن الليكود رفض وأصر على تولي نتنياهو رئاسة الحكومة أول ستة أشهر. وقد رأى غانتس في هذا الإصرار مثاراً للشكوك بأن نتنياهو ليس معنياً بالوحدة حقاً، وكل ما يريده هو القبض على المنصب والتشبث فيه. وقال إنه لا يوجد أي ضمان لأن يستقيل نتنياهو عند موعد الاستقالة وربما يشعلها حرباً. وهنا تقدم بمنح ضمانات بألا يحدث أمراً كهذا، كل من حزب اليهود الشرقيين المتدينين (شاس)، برئاسة أريه درعي، وحزب البيت اليهودي برئاسة أييلت شكيد. وقالت شكيد: أنا أتعهد بأن أنسحب من الائتلاف مع نتنياهو إذا قرر خداعكم ورفض الاستقالة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.