اعتصم ما يقرب من ألف من رجال الشرطة الجزائرية خارج مكتب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر العاصمة اليوم (الأربعاء)، للمطالبة بتحسين ظروف العمل في ثالث أيام احتجاجاتهم، وكذلك برحيل المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل.
وكان المحتجون قد اعتصموا أمام مقر رئاسة الوزراء قبل ذلك.
واحتشد رجال الشرطة أمام مدخل المجمع الرئاسي وهتفوا بسقوط قائد الشرطة ورددوا النشيد الوطني.
وقال رجل شرطة مشيرا إلى فترات العمل، إنهم واقعون تحت ضغط لا يحتمل بسبب الفترات التي تصل إلى 48 ساعة دون راحة.
وأفادت معلومات متواترة بأن رئيس الوزراء عبد المالك سلال، يستعد للقاء المحتجين والاستماع لانشغالاتهم ومطالبهم.
وكان وزير الداخلية الطيب بلعيز، أكد أن الحوار المسؤول والشفاف الذي فتح أمس (الثلاثاء) مع أعوان حفظ الأمن المحتجين بولاية غرداية التي تقع على مسافة 600 كيلومتر جنوب البلاد، سمح بتفهم الانشغالات والتوصل إلى توافق من أجل تحسين الوضعية الاجتماعية- المهنية لهؤلاء الموظفين بجهاز الشرطة.
ونوه بأن مطالب الموظفين سيجري التكفل بها تدريجيا من طرف السلطات العمومية.
لكن يبدو أن تصريحات وزير الداخلية لم تطمئن عناصر الشرطة الذين واصلوا احتجاجهم في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجزائر المستقلة.
واتسعت رقعة احتجاجات رجال الشرطة لتمتد إلى ولايتي وهران غربا وخنشلة شرقا، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع نحو المجهول.
وذكرت مصادر إعلامية أن المئات من رجال الشرطة خرجوا في مسيرة سلمية باتجاه مقر مديرية أمن ولاية وهران اكبر مدن غرب الجزائر، فيما خرج العشرات بمدينة خنشلة التي تقع على مسافة 450 كيلومترا شرق البلاد.
وكانت شرارة الاحتجاجات، انطلقت أول من أمس (الاثنين)، احتجاجا على استهدافهم، وتجمع نحو 1500 شرطي أمام مقر مديرية أمن ولاية غرداية التي تعيش منذ أشهر عنفا طائفيا بين العرب السنة والأمازيغ المنتمين للمذهب الأباضي، لتصل إلى العاصمة الجزائر أمس.
ونادرا ما تنزل قوات الأمن إلى الشوارع للاحتجاج في الجزائر التي هيمن حزب جبهة التحرير الوطني والجيش على السياسة فيها منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962 ، لكن الاحتجاجات التي يطالب منظموها بوظائف ومساكن وزيادة الأجور كثيرة.
وليس مرجحا أن تتسبب احتجاجات رجال الشرطة في انفلات أمني في وقت يتجنب فيه الجزائريون الاضطرابات والقلاقل بعد حرب التسعينات بين الجيش والمتشددين التي قتل خلالها حوالى 200 ألف شخص.
رجال الشرطة بالجزائر ينقلون اعتصامهم إلى قصر الرئاسة
وزير الداخلية تعهد بتلبية مطالبهم.. ورئيس الوزراء يستعد لمقابلتهم
رجال الشرطة بالجزائر ينقلون اعتصامهم إلى قصر الرئاسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة