«واي فاي كيو 2 برو»... نظام تقوية الإشارة يقدم تغطية كاملة للمنازل

أصبحت شبكات «واي فاي» المنزلية أو المكتبية شائعة للغاية، بل وضرورة أساسية، إلا أن كثرة الشبكات من حولنا يجعلها تتداخل مع بعضها البعض وتؤثر سلبا على جودة وسرعة الاتصال بالإنترنت. أضف لذلك أن الكثير من الموجهات اللاسلكية «راوتر» تقدم الشبكة لمجال محدد في المنزل، الأمر الذي يجعل الهواتف الجوالة والكومبيوترات المحمولة وأجهزة الألعاب الإلكترونية والتلفزيونات الذكية تتوقف عن الاتصال بالإنترنت، وخصوصا في المنازل التي تحتوي على غرف متباعدة أفقيا أو ذات أدوار متعددة تجعل إشارة «واي فاي» ضعيفة أو معدومة في بعض المناطق.
وأطلقت «هواوي» أخيرا نظام «واي فاي كيو 2 برو» HUAWEI WiFi Q2 Pro اللاسلكي الذي يعتبر موجها لشبكات «واي فاي» المنزلية يهدف إلى تغطية المنزل بالكامل بالشبكات اللاسلكية بسرعات عالية في تصميم أنيق وجميل. واختبرت «الشرق الأوسط» النظام ونذكر ملخص التجربة.

تصميم أنيق
أول ما سيلاحظه المستخدم هو التصميم الجميل للموجهات، حيث إنها أنيقة ويمكن وضعها في المنزل دون التأثير سلبا على المظهر العام للغرف. ولم تعد الموجهات مجرد صندوق أسود كبير مليء بالأسلاك والهوائيات والمصابيح الكثيرة التي تضيء بسرعة.
وعلى الرغم من عدم وجود هوائيات استقبال وإرسال ظاهرة للعيان، إلا أن النظام يحتوي على الكثير من الهوائيات المدمجة عالية الأداء في كل وحدة، مع إخفاء منفذ الكهرباء والشبكات السلكية في القسم السفلي.
ويقدم الموجه مصباح «إل إي دي» واحدا في الجهة السفلية للدلالة على وجود اتصال بالإنترنت أو عدمه.
ويمكن إعداد أول موجه من خلال تطبيق HUAWEI AI Life على الهواتف الجوالة التي تعمل بنظامي التشغيل «آندرويد» و«آي أو إس»، ومن ثم تشغيل موجه آخر في غرفة أخرى والضغط على زر في التطبيق لتفعيل ذلك الموجه دون الحاجة لمعاودة إدخال اسم الشبكة وكلمة السر مرة أخرى، ذلك أن الموجه الثاني سيحصل على البيانات اللازمة لعمله من الموجه الأول.
ويقدم التطبيق أيضا القدرة على معاينة أسماء الأجهزة المتصلة بكل موجه، وسرعة رفع وتحميل البيانات، وإضافة أدوات التحكم بما يمكن للأطفال تصفحه وفحص حالة الشبكة (بضغطة زر واحدة) وإعادة تشغيل الموجه وإيجاد شبكة لاسلكية للضيوف بكلمة سر منفصلة وتحديث برمجة الموجه وتغيير موجة الاتصال آليا لرفع سرعات الاستخدام وإضافة مؤقت لتشغيل وإيقاف الموجه، وغيرها من الإعدادات الأخرى.
ميزة هذا النظام هو أن المستخدم ليس بحاجة لتعريف شبكة جديدة لكل موجه في المنزل، بل يمكن الاتصال بأي موجه باستخدام اسم شبكة واحد لجميع الوحدات الموجودة في المنزل، والتنقل بينها من غرفة لأخرى دون انقطاع، والحصول على أعلى درجات السرعة والجودة الممكنة.

مواصفات تقنية
وبالنسبة للتفاصيل التقنية، فيستخدم النظام آلية اتصال هجينة بين الوحدات تتكون من اتصال لاسلكي (عبر الشبكة المترابطة) والاتصال عبر أسلاك الطاقة Power Line Communication PLC وتقديم شبكات «واي فاي» بترددي 2. 4 أو 5 غيغاهرتز، الأمر الذي يرفع من سرعة الاتصال ويخفض من احتمال تداخل قنواته مع الشبكات المجاورة لمنزل المستخدم. ويمكن ربط أي جهاز بالموجه لاسلكيا أو سلكيا عبر منفذ الشبكات LAN المدمج.
ويستخدم النظام فكرة الشبكة المترابطة Mesh، أي أنه يعمل بموجه واحد أو اثنين أو أي عدد أكبر (لغاية 15 وحدة في الشبكة الواحدة)، دون الحاجة لتغيير أي إعدادات، ذلك أن النظام سيقرر الطريقة الأسرع لربط المستخدم عبر الموجهات المختلفة الموجودة في المنزل للوصول إلى المنفذ الرئيسي الذي يقدم الإنترنت. كما يستطيع الموجه الاتصال مع الموجهات الأخرى عبر الأسلاك الكهربائية في الجدران لرفع سرعة نقل البيانات في حال تباعد الموجهات عن بعضها البعض، من خلال تقنية الاتصال عبر أسلاك الطاقة التي تسمح بنقل البيانات بسرعات تصل إلى 200 ميغابت في الثانية الواحدة، أو باستخدام تقنية هجينة من الاتصال اللاسلكي والاتصال عبر أسلاك الطاقة للحصول على سرعات تصل إلى 1867 ميغابت في الثانية الواحدة.
ويدعم الموجه بروتوكول الاتصال IPv6 لتعزيز خصوصية المستخدم وأمن الشبكة، ويستطيع النظام مقاومة برامج الاختراق والقرصنة التي تحاول الدخول إلى الشبكة المنزلية، وبكفاءة عالية. كما يستطيع النظام العمل في درجات حرارة تصل إلى 85 درجة مئوية وبنسبة رطوبة تصل إلى 85 في المائة.
وتجدر الإشارة إلى أن مقويات الإشارة التقليدية غالبا ما تخفض سرعة الاتصال بالشبكة إلى النصف بسبب تمرير بيانات الترابط بينها وبين الموجه الرئيسي بكثافة، على خلاف نظام الشبكة المترابطة الموجود في هذا النظام. وغالبا ما يضطر مستخدمو نظم تقوية الإشارة إلى التنقل بين عدة شبكات «واي فاي» تابعة لكل مقوٍ، مع اتصال هاتف المستخدم بمقوٍ بعيد وعدم اتصاله بالمقوي القريب الأعلى السرعة، على خلاف هذا النظام الذي يقدم شبكة «واي فاي» واحدة بغض النظر عن أي وحدة يتصل بها المستخدم.
النظام متوافر بسعر 999 ريالا سعوديا (نحو 266 دولارا) ويقدم 3 وحدات. ويُنصح باستخدام موجه واحد إن كنت تسكن في شقة صغيرة، أو وحدتين إن كنت تسكن في منزل عرضه كبير، أو 3 وحدات إن كنت تسكن في منزل متعدد الأدوار أو منزل بحديقة وترغب في تغطية تلك المنطقة الخارجية أيضا.

منافسة مع نظم متقدمة
وتضمنت عملية اختبار الموجه مقارنة أدائه مع نظام مشابه آخر اسمه «فيلوب» من شركة لينكسيس Linksys Velop. وأستخدم موجهات «فيلوب» في منزلي منذ عدة سنوات بسبب وجود نقطة الاتصال بالإنترنت في زاوية المنزل، وعدم وصول إشارة «واي فاي» إلى جميع أنحاء المنزل من خلال الموجه القياسي الذي تقدمه شركة الاتصالات. وبالفعل، فإن وضع عدة وحدات من «فيلوب» في المنزل أدى إلى وصول الإنترنت إلى معظم الأنحاء فيه. ولكن الاتصال بالشبكة في أبعد وحدة عن نقطة الاتصال الرئيسية كان يتوقف كثيرا، وتحاول الوحدة البحث عن الشبكة من الوحدات المجاورة، وتحتاج إلى بعض الوقت لإعادة الاتصال.
ولدى إجراء اختبار للسرعة من الهاتف الجوال عبر تطبيق Speedtest، بلغت سرعة التحميل في نظام «واي فاي كيو 2 برو» 76 ميغابت في الثانية، وبلغت سرعة رفع البيانات 18، 3 ميغابت في الثانية، وبلغ زمن التواصل Ping 3 ملي ثانية.
ولدى استخدام شبكة «فيلوب» من المكان نفسه، بلغت سرعة التحميل 34 ميغابت في الثانية، وبلغت سرعة رفع البيانات 18 ميغابت في الثانية، وبلغ زمن التواصل Ping 5 ملي ثانية. ويمكن ملاحظة الفارق الكبير في سرعة التحميل وزمن التواصل الأفضل Ping، وخصوصا لدى معرفة أن إجراء الاختبار عبر الكومبيوتر المكتبي المتصل بالإنترنت سلكيا (الظروف الأمثل) قدّم سرعة تحميل بلغت 77.1 ميغابت في الثانية، بينما بلغت سرعة رفع البيانات 18.5 ميغابت في الثانية، وبلغ زمن التواصل Ping 3 ملي ثانية. وتم معاودة الاختبار 8 مرات لكل حالة وحساب معدل القيم.
ولدى مقارنة السعر بين النظامين، نجد أن نظام «واي فاي كيو 2 برو» أقل سعرا، حيث يبلغ سعر نظام «فيلوب» الثلاثي 1599 ريالا سعوديا (نحو 427 دولارا مقارنة بـ266 دولارا)، وهو فارق كبير في السعر وخصوصا أن سرعة الاتصال لم تصب لصالح نظام «فيلوب».