بؤرة استيطانية ثالثة في قلب مدينة الخليل

الأمن الإسرائيلي يواجه تظاهرة فلسطينية في مدينة الخليل الجمعة الماضي (إ.ب.أ)
الأمن الإسرائيلي يواجه تظاهرة فلسطينية في مدينة الخليل الجمعة الماضي (إ.ب.أ)
TT

بؤرة استيطانية ثالثة في قلب مدينة الخليل

الأمن الإسرائيلي يواجه تظاهرة فلسطينية في مدينة الخليل الجمعة الماضي (إ.ب.أ)
الأمن الإسرائيلي يواجه تظاهرة فلسطينية في مدينة الخليل الجمعة الماضي (إ.ب.أ)

قرر وزير الأمن الإسرائيلي الجديد، نفتالي بنيت، توسيع بؤرة الاستيطان اليهودي في قلب مدينة الخليل، عن طريق إقامة حي استيطاني ثالث في منطقة سوق الجملة في قلب مدينة الخليل المحتلة، يصل بين البؤرتين القائمتين.
وذكرت مصادر مقربة من بنيت، أمس الأحد، أنه أوعز لـ«منسق أعمال الحكومة في المناطق» المحتلة، كميل أبو ركن، وللإدارة المدنية في الجيش الإسرائيلي، بالبدء بتخطيط هذه البؤرة الاستيطانية. وادعى بنيت أنه اتخذ قراره بعد مداولات مع المسؤولين الأمنيين، الذين وافقوا على طلبه رغم أنهم يعرفون أن من شأن قرار كهذا أن يتسبب في التوتر لدى الفلسطينيين. وقال بيان صادر عن وزارة الأمن، إن هذه البؤرة الاستيطانية «ستحدث تواصلا جغرافيا يهوديا من مغارة المكفيلة (الحرم الإبراهيمي) إلى حي (أبراهام أبينو) (وهو البؤرة الاستيطانية الثانية)، ومضاعفة عدد اليهود في المدينة. وبدلاً من حوانيت السوق التي ستهدم، سيتم بناء حوانيت جديدة». وزعم البيان أنه «سيتم الحفاظ على حقوق الفلسطينيين».
وعقبت عضو الكنيست تمار زندبرغ، من «المعسكر الديمقراطي»، بأن «من يقيم أحياء يهودية في قلب عاصمة الأبرتهايد في إسرائيل، بدلا من تفكيكها، هو شخص يمس متعمدا بمستقبل دولة إسرائيل». وقالت إن «الحي اليهودي في الخليل هو معقل الكهانية الإسرائيلية (نسبة للحاخام الفاشي مئير كهانا)، وإقامة حي آخر هو انتصار لكهانا على إسرائيل».
المعروف أن سلطات الاحتلال، وجنبا إلى جنب مع جلب المستوطنين اليهود، تعمل على إخلاء أكبر قدر من البيوت العربية من أصحابها. وفي أمس، سلم جنود الاحتلال، أمرا عسكريا لعائلة مسودة، تدعوها فيه لإخلاء المنزل الذي تقطن فيه ويقع بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل. وقد هاجمت مجموعة من المستوطنين بحماية جنود الاحتلال، المنزل المذكور، وهدد المستوطنون عائلة مسودة بالقتل في حال لم يخرجوا من المنزل. وقال أحد أفراد العائلة: «هاجمنا مستوطنون وجنود الاحتلال، وهددونا بإخلاء المنزل حتى غدٍ الاثنين، بحجة أن المستوطنين يملكون المنزل وقد اشتروه، من دون أن يظهروا أي شيء يثبت ملكيتهم».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.