المغرب: السلطات تحقق في مصرع سائح مغربي يهودي

TT

المغرب: السلطات تحقق في مصرع سائح مغربي يهودي

بينما ذكرت مصادر مغربية أن السلطات المحلية فتحت تحقيقاً بشأن ملابسات مصرع مواطن مغربي - يهودي أصيب في حادثة سير عرضية، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مواطناً إسرائيلياً قتل في حادثة سير وقعت وسط مدينة الدار البيضاء بالمغرب، جراء تصادم بين حافلتين خلف قتيلاً وجريحين، مضيفة أن الشرطة أوقفت سائقي الحافلتين لتحديد ما إذا كان الأمر يتعلق بعمل إرهابي أم لا.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الضحية كان ضمن وفد ضم مئات الأفراد، حل بالدار البيضاء لتخليد ذكرى الحاخام حاييم بينتو.
وقدمت معطيات عن الضحية، قائلة إن الأمر يتعلق بالحاخام ديفيد ليفي، وأن عمره يناهز 41 سنة، متزوج وله أربعة أبناء أصغرهم في سنته الأولى، ويتحدر من مدينة أشدود. وقالت إن وزارة الخارجية تكلفت بالترتيبات المتعلقة بنقل جثمان الضحية.
وذكر موقع «إنفو إسرائيل نيوز» أول من أمس، إن عناصر الأمن المغربي ألقت القبض على سائقي حافلتين كانتا بانتظارهم عند خروجهم من مكان الاحتفال، وسط حالة من الفوضى عمت المكان، لتحديد ما إذا كان الحادث عملاً إرهابياً أم مجرد حادث سير عادي.
وأشار الموقع إلى أن مجموعة من الإسرائيليين، تضم مواطنين ورجال أعمال، غادرت الفندق الذي شهد إقامة الحفل نحو الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، حيث كانت حافلتان بانتظارهم، فانطلاق سائق إحداهما مباشرة باتجاههم ودهسهم حينما كانوا يستعدون لعبور الرصيف، حيث قتل أحدهم، فيما نقل آخران إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاجات الضرورية.
وقال شهود عيان إن الناس بادروا إلى الصراخ حين أحسوا بذعر شديد معتقدين أن الحادث إرهابي وهو ما نفاه السائق في إفادته للشرطة، حيث أوضح أن قدمه ضغطت على دواسة البنزين عن طريق الخطأ، وأن ما حدث مجرد حادث سير عادي مؤسف.
وكانت وكالة الأنباء المغربية قد ذكرت أن السلطات المحلية لعمالة مقاطعات (محافظة) عين السبع - الحي المحمدي بالدار البيضاء المغربية، أفادت بأن مواطناً مغربياً يهودياً لقي مصرعه متأثراً بإصابته خلال حادثة سير عرضية، وقعت بعد ظهر الجمعة الماضي بشارع (باستور) بذات المقاطعة.
وأشار بيان إلى أن المعني بالأمر كان ضمن مجموعة من السياح الذين كانوا يستعدون لركوب حافلة للنقل، قبل أن يصاب عرضياً بإصابة خطيرة من قبل حافلة أخرى كانت توجد بالمكان نفسه، حيث نقل إلى مستشفى محمد الخامس بعين السبع لتوافيه المنية فور وصوله إليه.
وتحدث البيان عن فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد ظروف وملابسات هذا الحادث.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.