معدن يهزم بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية

معدن يهزم بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية
TT

معدن يهزم بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية

معدن يهزم بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية

أعاد فريق بحثي أميركي إحياء آلية قديمة تعتمد على المعادن في مواجهة البكتيريا، وذلك لمحاولة حل المشكلة التي تهدد قطاع الصحة حالياً، والمتمثلة بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
وظهرت المضادات الحيوية تاريخياً في 1941. وقبل هذا التاريخ كان الأطباء يستخدمون المعادن الغذائية لعلاج الالتهابات البكتيرية، وكان السؤال الذي طرحه الفريق البحثي من جامعة «كونيتيكت» هو: «هل هناك ما يمنع من العودة لهذه الطريقة القديمة؟».
قدم الفريق البحثي الإجابة في دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية Wound Medicine الشهرية، إذ قيّم أعضاؤه مجموعة متنوعة من المعادن التي استخدمها الأطباء تاريخياً لعلاج الالتهابات، واستقروا على استخدام السيلينيوم، كأداة فعالة في مواجهة واحدة من أخطر أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وهي بكتيريا «الراكدة البومانية»، والتي تعرف علمياً باسم Acinetobacter baumannii.
وتؤثر هذه البكتيريا بشكل كبير على الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، ولذلك فهي توصف بأنها من الإصابات البكتيرية القاتلة. ورغم المقدرة الكبيرة لهذه البكتيريا، إلا أن التجارب التي أجراها الفريق البحثي باستخدام السيلينيوم، أثبتت قدرته على سلبها واحداً من أهم أسلحتها، وهو القدرة على تكوين أغشية حيوية تقيها من المضادات الحيوية، وتسهل من مهمتها في الانتقال إلى الرئتين، مسببة أحياناً التهاباً رئوياً أو إلى المسالك البولية.
والسيلينيوم، هو أحد مضادات الأكسدة الغذائية المعروفة، وتوجد كبسولات منه بالصيدليات، وتوصي به إدارة الغذاء والدواء الأميركية للاستهلاك اليومي، ويوجد بشكل طبيعي في منتجات اللحوم والأسماك والحبوب الكاملة ومنتجات الحليب والخضراوات.
ولمراقبة فعاليته مع بكتيريا «الراكدة البومانية» صمم الباحثون تجربة تحاكي بيئة الجرح المصاب، استخدمت فيها خلايا مستنبتة، حيث تم وضع السيلينيوم مع البكتيريا في عينات، وتم وضع البكتيريا بمفردها في عينات أخرى.
ويقول الباحث الرئيسي بالدراسة الدكتور كومار فينكيتاناريانان في تقرير نشره أول من أمس موقع «ميديكال نيوز توداي»: «فحصنا بعد ذلك العينات تحت المجاهر الإلكترونية، فوجدنا أنه في عينات السيلينيوم، كانت الأغشية الحيوية التي تنتجها البكتيريا متدهورة بشدة ومنتشرة وغير سليمة من الناحية الهيكلية».
ويضيف: «كان تفسيرنا لذلك، هو أن هناك سمية في السيلينيوم ضد الحمض النووي في البكتيريا، وربما في الجينات التي تشارك في تكوين الغشاء الحيوي لها، وأيد التحليل الوراثي هذا الشك، حيث أظهر خفضاً في التنظيم للجينات المسؤولة عن إنتاج الأغشية الحيوية».
ويشدد فينكيتاناريانان على ضرورة إجراء مزيد من الاستكشاف لاستخدام المعادن كوسيلة للخروج من معضلة مقاومة المضادات الحيوية. ويقول: «يمكن على الأقل أن نفعل ذلك حتى كحل مؤقت، إلى حين نجاح الباحثين في تطوير مضادات حيوية أخرى لا تقاومها البكتيريا».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.