دراسات: أسوأ أضرار التواصل الاجتماعي تقع على المراهقين

دراسات: أسوأ أضرار التواصل الاجتماعي تقع على المراهقين
TT

دراسات: أسوأ أضرار التواصل الاجتماعي تقع على المراهقين

دراسات: أسوأ أضرار التواصل الاجتماعي تقع على المراهقين

يعتبر البعض أن الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي من الضرورات اليومية الأكثر أهمية من قراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون. وتوفر أجهزة الهاتف الذكية والأجهزة اللوحية والكومبيوتر وسائل اتصال سريع بالمواقع الإلكترونية. ويتصفح البعض هذه المواقع قبل النوم مباشرة ويعاودون التصفح صباحاً فور الاستيقاظ.
التواصل مع هذه المواقع هو في الواقع سلاح ذو حدين: يفيد البعض بالمعلومات والأخبار والتواصل مع الأصدقاء، ويضر البعض الآخر في جوانب الإدمان والمتاعب الصحية لكثرة الوجود على هذه المواقع والتنمر ضد الأطفال والأرق لمن لا يستطيع الافتراق عن هذه المواقع. وهي مواقع تولد للبعض ضغطاً عصبياً، خصوصاً في حالات البحث عن حلول لمشاكل معينة أو النقاش الحاد مع آخرين.
الفئة الأكثر تعرضاً لمشاكل الاستغراق في الاطلاع على مواقع التواصل هي فئة المراهقين الذين شبوا على الارتباط بالإنترنت.
ظاهرة التأثيرات الضارة على المستخدمين لمواقع التواصل تبدو جديدة نسبياً في عالم البحث العلمي، ولكن الأبحاث التي أجريت حتى الآن ترصد العديد من الأضرار أهمها الإدمان. المؤشرات السلبية لهذا الإدمان تشمل ظواهر عديدة منها الشعور بالإحباط والكآبة. والعديد من المستخدمات يكتسبن صورة سلبية عن أجسامهن ويشعرن بالوحدة وعدم الثقة.
وفيما يستخدم البعض الإنترنت بشكل عام ومواقع التواصل بشكل خاص للتواصل والاطلاع، فإن البعض الآخر يستخدمها للمقارنة بين أنفسهم والآخرين سواء في شكل الجسم أو في المناسبات الاجتماعية مثل وجهات السفر للعطلات أو دائرة الأصدقاء أو المستوى الاجتماعي وملامح الثراء. والنتيجة هي الإحباط والكآبة.
وعند فتح مواقع التواصل مثل «إنستغرام» و«سنابتشات» و«فيسبوك» ورؤية نشاطات الآخرين، تتكون انعكاسات سلبية عن حياة المطلع غير المشارك في هذه النشاطات. وتشير الأبحاث المتاحة أن المراهقين الذين يقضون أكثر من ساعتين يومياً على مواقع التواصل هم أكثر عرضة للأمراض النفسية بما في ذلك التوتر والكآبة. ويعاني هؤلاء من النوم المتقطع، خصوصاً في حالات استخدام الأجهزة الجوالة في غرفة النوم.
الأفكار السلبية عن شكل الجسم أصبحت ظاهرة تصيب المراهقين من الجنسين بنسبة أكبر من هؤلاء الذين لا يطلعون على مواقع التواصل. ويتعرض هؤلاء إلى خطر التنمر من آخرين مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية والتعليم والصحة. وتبقى آثار هذه الأضرار لسنوات طويلة بعد وقوعها.
وتشير أبحاث جامعة كوبنهاغن إلى أن العديد من مستخدمي مواقع التواصل يعانون من ظاهرة «غيرة (فيسبوك)» من مطالعة مواقع الآخرين. وعندما امتنع هؤلاء من تصفح «فيسبوك» تحسنت أحوالهم وأصبحوا راضين عن حياتهم. وبالإضافة إلى توفير الوقت في الاطلاع على أحوال أشخاص آخرين أضاف التركيز على الحياة الفعلية ثقة أكثر بالنفس. كذلك تضيف علاقات التواصل الحقيقي وجهاً لوجه إلى الثقة بالنفس بدلاً من العلاقات عبر شاشات الأجهزة الإلكترونية.
وتقول عارضة أزياء يتبعها أكثر من مائة ألف مشجع على «إنستغرام» إنها تشعر أحياناً بالعزلة، خصوصاً حينما ترى صور حفلات اجتماعية لم تتمكن من حضورها. وتظهر دراسات أخرى شملت أكثر من خمسة آلاف حالة أن الاطلاع المستمر على «فيسبوك» له أضرار على نفسية المتصفح. ويقضي بعض هؤلاء الكثير من الوقت لتسجيل صور مناسبات يحضرونها لعرضها على مواقعهم بدلاً من الاستمتاع الفعلي بالأحداث والمناسبات التي يحضرونها.
ومع المبالغة في الاطلاع على مواقع التواصل تظهر أضرار ظاهرة جديدة اسمها الخوف من عدم معرفة آخر الأخبار على المواقع. وتنمو هذه الظاهرة مع زيادة ساعات الاطلاع.
ولكن استخدام الإنترنت والاطلاع على المواقع الإلكترونية ليس كله سلبياً وإنما تم رصد العديد من الجوانب الإيجابية أيضاً. من الإيجابيات إتاحة فرصة الاطلاع على الحلول لمشاكل نفسية عديدة سواء عبر الأبحاث المكتوبة أو مقاطع الفيديو أو تجارب الآخرين. بعض المحادثات أو الاتصالات يمكنها أيضاً أن تمنح بعض الدعم النفسي والصحي.
وتساهم المجموعات التي ينضم إليها المطلع في بناء روح الجماعة، كما تمنح فرص التعبير عن الأفكار وبناء العلاقات. وتشير الأبحاث إلى أن نسبة 90 في المائة من الفئات العمرية بين 16 - 24 عاماً تستخدم الإنترنت من أجل التواصل الاجتماعي. ولكن خطر الإدمان في هذه المرحلة يشبه في حدته الإدمان على التدخين.
ويقول معهد الصحة النفسية للأطفال إن نتائج أبحاثه تؤكد أن مواقع مثل «سنابتشات» و«فيسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام» أدى استخدامها إلى شعور الأطفال والمراهقين بالعزلة والتوتر والوحدة والانطباع السلبي عن شكل الجسم.
كما تضيف هيئة اليونيسيف أن الاطلاع السلبي على مواقع التواصل، أي مجرد الاطلاع على ما يكتبه الآخرون، يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير صحية. وتراوحت النتائج بين الشعور بالغيرة والنقص والفشل وما يتبع ذلك من توتر واكتئاب وعدم القدرة على النوم.
وتجمع كل الجهات الطبية والتعليمية على أن مسؤولية الحماية من أضرار الإنترنت بشكل عام تقع على الوالدين الذين يتعين عليهما منع الهواتف الجوالة والإنترنت حتى سن العاشرة. ولا يجب أن يكون للأطفال موقع تواصل خاص بهم حتى سن 13 عاماً.
ويجب فتح حوار مع الأطفال حول جوانب الإنترنت من سن صغيرة وتعليمهم كيفية الاطلاع على المواقع. ويجب تعليم الأطفال عن طريق تقديم النموذج السليم لكيفية ومدة الاطلاع على مواقع التواصل. ويحبذ تعليم الأطفال كيفية استخدام الإنترنت في جوانب إيجابية مثل الحصول على المعلومات التعليمية.
ويمكن الاستعانة ببعض المواقع التعليمية التي توفر مقاطع فيديو يمكن للآباء والأبناء مشاهدتها سوياً وهي تطرح قضايا مثل الحماية أثناء تصفح الإنترنت. وتنبع أهمية تعلم التعامل مع الإنترنت من سن مبكرة من أن هذه المهارات سوف تكون نافعة ولازمة في المستقبل حيث التفاعل مع الإنترنت من شأنه أن يزداد مع مرور الزمن.
ومع ذلك، تبدو بوادر تيار جديد بين الشباب لاعتزال مواقع التواصل بالمرة لأن تصفحها يصيبهم بالاكتئاب والعزلة. وبلغت نسبة هؤلاء نحو الثلث من عينة عددها ألف متصفح. وهناك عدد مماثل يرى العديد من الفوائد في هجرة المواقع الاجتماعية لفترات طويلة، فيما يشبه الاستراحة، ثم العودة إليها مرة أخرى.



جهود خليجية لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة «الأخبار المزيّفة»

الدكتور بريسلاف ناكوف (لينكد إن)
الدكتور بريسلاف ناكوف (لينكد إن)
TT

جهود خليجية لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة «الأخبار المزيّفة»

الدكتور بريسلاف ناكوف (لينكد إن)
الدكتور بريسلاف ناكوف (لينكد إن)

بين التحديات الكبرى التي يواجهها الباحثون في تطوير الذكاء الاصطناعي ضمان الموضوعية مع التدفّق المعلوماتي المتسارع والمتزايد عبر شبكة الإنترنت، واستخدام وسائل عديدة لضخ مختلف المعطيات والمعلومات، بات من الصعب على المتلقي التمييز بين الحقيقة والدعاية من جهة وبين الإعلام الموضوعي والتأطير المتحيّز من جهة ثانية.

وهكذا، تتأكد أكثر فأكثر أهمية وجود تقنيات التحليل والكشف وتصفية (أو «فلترة») هذا الكم الهائل من المعطيات، توصلاً إلى وقف سيل المعلومات المضللة وإبعاد الإشاعات و«الأخبار المزيّفة»، وجعل شبكة الإنترنت مكاناً آمناً لنقل المعلومات والأخبار الصحيحة وتداولها. والواقع أنه مع التحول الرقمي المتسارع وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، غدت «الأخبار المزيّفة» واحدة من أبرز التحديات التي تهدد المجتمعات حول العالم؛ إذ يجري تداول ملايين الأخبار والمعلومات يومياً، ما يجعل من الصعب على الأفراد - بل وحتى المؤسسات الإعلامية - التمييز بين ما هو صحيح وما هو مزيّف أو مضلِّل، وفي هذا السياق برزت تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة مبتكرة وفعّالة للكشف عن «الأخبار المزيفة» وتحليلها.

تُعرَّف «الأخبار المزيّفة» بأنها محتوى إعلامي يُنشأ ويُنشر بهدف التضليل أو التلاعب بالرأي العام، وغالباً ما يصار إلى استخدامه لتحقيق غايات سياسية واقتصادية أو اجتماعية. وتتنوّع تقنيات إنشاء «الأخبار المزيّفة» بين التلاعب البسيط بالمعلومات... واستخدام تقنيات متقدمة مثل التزييف العميق، الأمر الذي يزيد من تعقيد اكتشافها.

جهود مبتكرة

من هذا المنطلق والمبدأ، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يقود الدكتور بريسلاف ناكوف، أستاذ ورئيس قسم معالجة اللغة الطبيعية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، جهوداً مبتكرة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً تحليل الطرق المستخدمة في الإعلام للتأثير على الرأي العام. ويبرز ضمن أبرز إسهامات ناكوف تطوير تطبيق «فرابيه - FRAPPE»، وهو أداة تفاعلية مصممة لتحليل الأخبار عالمياً، حيث يقدم التطبيق رؤية شاملة حول أساليب الإقناع والخطاب المستخدمة في المقالات الإخبارية، ما يمكّن المستخدمين من فهم أعمق للسياقات الإعلامية المختلفة. ويشير ناكوف إلى أن «فرابيه» يساعد المستخدمين على تحديد كيفية صياغة الأخبار وتأطيرها في بلدان مختلفة، ما يتيح رؤية واضحة لتباينات السرد الإعلامي.

تحليل أساليب الإقناع

مع أن دراسة أساليب الإقناع لها جذور قديمة تعود إلى الفيلسوف الإغريقي القديم أرسطو، الذي أسس لمفاهيم الأخلاق والعاطفة والمنطق كأساس للإقناع، فإن فريق ناكوف أضاف تطويرات جديدة لهذا المجال.

وعبر تحليل 23 تقنية مختلفة للإقناع، مثل الإحالة إلى السلطة، واللعب على العواطف، وتبسيط الأمور بشكل مفرط، يُسهم «فرابيه» في كشف أساليب الدعاية وتأثيرها على القراء. وتُظهر هذه الأساليب كيف يمكن للإعلام أن يختار كلمات أو صوراً معينة لتوجيه فهم الجمهور. وكمثال، يمكن تأطير قضية تغيّر المناخ كمشكلة اقتصادية أو أمنية أو سياسية، حسب الإطار الذي تختاره الوسيلة الإعلامية.

التشديد على أهمية تقنيات التحليل والكشف و"فلترة" المعلومات لجعل شبكة الانترنت مكاناً آمناً. (رويترز)

تقنية التأطير الإعلامي

أيضاً من الخواص التي يستخدمها تطبيق «فرابيه» تحليل أساليب التأطير الإعلامي، وهنا يوضح ناكوف أن التطبيق يمكّن المستخدمين من مقارنة كيفية تناول وسائل الإعلام للقضايا المختلفة؛ إذ يستطيع التطبيق أن يُظهر كيف تركّز وسيلة إعلامية في بلد معيّن على الجوانب الاقتصادية لتغير المناخ، بينما قد تركز وسيلة إعلامية في بلد آخر على الجوانب السياسية أو الاجتماعية.

وفي هذا السياق، يعتمد التطبيق على بيانات متقدّمة مثل قاعدة بيانات «SemEval-2023 Task 3»، التي تحتوي على مقالات بأكثر من 6 لغات، ما يجعل «فرابيه» قادراً على تحليل محتوى إعلامي عالمي متنوع. ويستخدم التطبيق الذكاء الاصطناعي لتحديد الإطارات السائدة في الأخبار، كالهوية الثقافية أو العدالة أو المساواة ما يساهم في تقديم صورة أوضح للسياق الإعلامي.

الذكاء الاصطناعي أداة أساسية

الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في تطبيق «فرابيه»؛ إذ إنه يتيح للتطبيق تحليل الأنماط اللغوية التي تؤثر على آراء القراء. وهنا يقول ناكوف، خلال حواره مع «الشرق الأوسط» عن قدرات التطبيق: «يُعد الذكاء الاصطناعي في (فرابيه) عنصراً أساسياً في تحليل وتصنيف واكتشاف الأنماط اللغوية المعقّدة التي تؤثر على آراء القراء وعواطفهم». ويضيف أن هذا التطبيق «يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أساليب الإقناع والدعاية، مثل الشتائم ولغة الترهيب، والتنمّر والمبالغة والتكرار. ولقد جرى تدريب النظام على التعرّف على 23 تقنية مختلفة غالباً ما تكون دقيقة ومعقّدة في محتوى الوسائط في العالم الحقيقي».

ويتابع ناكوف شرحه: «... ويستخدم التطبيق أيضاً الذكاء الاصطناعي لإجراء تحليل التأطير، أي لتوصيف وجهات النظر الرئيسة التي تُناقش قضية ما من خلالها مثل الأخلاق والعدالة والمساواة والهوية السياسية والثقافية وما إلى ذلك. ويسمح هذا للتطبيق بتمييز الإطارات الأساسية التي تؤثّر على كيفية سرد القصص وإدراكها، وتسليط الضوء على الإطارات المهيمنة في المقالة ومقارنتها عبر مصادر الوسائط والبلدان واللغات».

التحيزات الإعلامية

من جهة ثانية، بين التحديات الكبرى التي يواجهها الباحثون في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ضمان الموضوعية والتقليل من التحيّز. وفي هذا الجانب، يوضح ناكوف أن «فرابيه» يركّز على تحليل اللغة المستخدمة في المقالات وليس على تقييم صحتها أو موقفها السياسي، وكذلك يعتمد التطبيق على تصنيفات موضوعية وضعها صحافيون محترفون لتحديد أساليب الإقناع والدعاية، ما يقلل من مخاطر التحيّز.

وبالفعل، تمكن «فرابيه»، حتى الآن، من تحليل أكثر من مليوني مقالة تتعلق بمواضيع مثل الحرب الروسية الأوكرانية وتغير المناخ. ويدعم التطبيق راهناً تحليل المحتوى بـ100 لغة، ويخطط الفريق لتوسيع نطاقه ليشمل لغات إضافية وتحسين دقة التحليل، ما سيعزّز قدرة التطبيق على فهم الأنماط الإعلامية عالمياً.

وفي حين يأمل الباحثون أن يصبح هذا التطبيق أداة أساسية للصحافيين والأكاديميين لفهم أساليب الإقناع والدعاية، يشير ناكوف إلى أهمية تطوير مثل هذه التقنيات لمساعدة الناس على التمييز بين الحقائق والدعاية، خاصة في عصر تزايد استخدام المحتوى «المؤتمت» والمعلومات المضللة. وبالتوازي، يسهم «فرابيه» بدور حيوي في تمكين الجمهور من تحليل الأخبار بطريقة أكثر وعياً وموضوعية، ووفق ناكوف: «في عصرنا الحالي، يمكن أن تُستخدم أساليب الإقناع لتضليل الناس؛ ولهذا السبب نحتاج إلى أدوات تساعد في فهم اللغة التي تشكّل أفكارنا». وبالتالي، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يصبح «فرابيه» نموذجاً لتطبيقات مستقبلية تسعى لتعزيز الشفافية في الإعلام وتقليل تأثير التضليل الإعلامي.

مكافحة «الأخبار المزيّفة»

في سياق متصل، تمثل خوارزميات الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في مكافحة «الأخبار المزيّفة»؛ حيث تعتمد على تقنيات متقدمة لتحليل النصوص والصور ومقاطع الفيديو.

ومن بين أبرز التقنيات المستخدمة في هذا المجال يمكن أيضاً تحليل النصوص؛ إذ تعتمد خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية على تحليل لغة المقالات والتحقق من الأسلوب، واكتشاف المؤشرات اللغوية التي قد تشير إلى التضليل.

كذلك تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي على التحقّق من المصادر، وبالأخص من موثوقية المصادر الإعلامية من خلال تحليل تاريخ النشر والتكرار والمصداقية، والتعرف على التزييف البصري عن طريق استخدام تقنيات التعلم العميق للكشف عن الصور أو الفيديوهات المزيفة باستخدام خوارزميات يمكنها تحديد التلاعبات البصرية الدقيقة.

التحديات المستقبلية

ولكن، على الرغم من النجاح الكبير للذكاء الاصطناعي في هذا المجال، لا بد من القول إن التحديات لا تزال قائمة. من هذه التحديات تزايد تعقيد تقنيات التزييف، بما في ذلك عبر تطوّر تقنيات مثل «التزييف العميق» الذي يزيد مهمة كشف «الأخبار المزيّفة» صعوبة. وأيضاً ثمة مشكلة «تحيّز البيانات (أو المعطيات)» حيث يمكن أن تتأثر خوارزميات الذكاء الاصطناعي ببيانات التدريب، ما قد يؤدي إلى نتائج قليلة الدقة أو متحيزة. وبالطبع، لا ننسى أيضاً إشكالية التنظيم القانوني مع طرح استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق تساؤلات حول الخصوصية والموثوقية والمسؤولية القانونية.