غانتس: حزب «الليكود» يريد التخلص من نتنياهو

ليبرمان يحدد 5 شروط لتشكيل حكومة يمينيين

TT

غانتس: حزب «الليكود» يريد التخلص من نتنياهو

هاجم رئيس حزب «أزرق - أبيض»، بيني غانتس، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قائلاً إنه «أصبح عبئاً على أعضاء حزب (الليكود) الذي يتزعمه». وأضاف غانتس، في حسابه على «فيسبوك»: «في محادثاتي مع أعضاء (الليكود)، وأيضاً في محادثاتهم فيما بينهم، يتفهمون أن المسار الصحيح هو تشكيل حكومة وحدة من دون نتنياهو». وتابع غانتس هجومه مطالباً رئيس الحكومة بالاستقالة قائلاً: «ما زال نتنياهو حتى اليوم يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، وبوضعه القضائي. فهو لم يتعقل، ويفهم أنه خسر الانتخابات، وأن رئيس حكومة يواجه ثلاث لوائح اتهام، ولا يمكنه الاستمرار في منصبه. وإسرائيل ستتدهور إلى انتخابات إضافية».
وأشار رئيس «أزرق - أبيض» إلى أنه ما زال يعمل لمنع انتخابات ثالثة، قائلاً: «أنا أبذل قصارى جهدي لمنع هذا، أمرت طواقم (أزرق أبيض) بالاجتماع مع رئيس الكنيست وطواقم (الليكود)، من أجل إيجاد الطريق الذي يؤدي إلى الوحدة».
وهجوم غانتس على نتنياهو جاء في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي أن 43 في المائة من الرأي العام الإسرائيلي يطالب نتنياهو بالاستقالة. وقالت «القناة 13» الإسرائيلية، إن نتنياهو أصبح يشكل خطراً على إسرائيل، ويمكن أن يمس بصورتها الخارجية.
وأضافت دانه فايس، محللة الشؤون السياسية في القناة: «إن 43 في المائة من الرأي العام الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بالاستقالة. هذا يعني أن الجمهور الإسرائيلي ليس مغيباً عما يحصل من تطورات. فالإسرائيليون يريدون التخلص من قصص الشمبانيا والسجائر التي تورط فيها نتنياهو وعائلته». وبقي أمام الكنيست نحو 12 يوماً من أجل الاتفاق على حكومة، أو الذهاب إلى انتخابات ثالثة، لكن توجد خلافات واسعة بين الحزبين الكبيرين «الليكود» و«أزرق - أبيض».
من جانبه، استعرض أفيغدور ليبرمان، الذي يعتبر بيضة القبان في تشكيل أي حكومة قادمة بتعاونه معها للحصول على أغلبية، 5 طلبات يجب توفيرها كشرط لمشاركة حزبه «يسرائيل بيتنو» في أي ائتلاف حكومي، رغم إعلانه أنه يفضل المشاركة في حكومة وحدة بين «الليكود» و«أزرق - أبيض» و«يسرائيل بيتنو».
وفي البيان الذي نشره ليبرمان، قال: «لن نتنازل عن تمرير قانون التجنيد بصيغته الأصلية، ولن نتنازل عن إلغاء قانون الحوانيت (إغلاق المحال التجارية أيام السبت)، ولن نتنازل عن تشغيل المواصلات العامة أيام السبت، كما لن نتنازل عن الزواج المدني، وسنطالب الكنيست بإدراج المواضيع الأساسية في الجهاز التعليمي للحريديم المتدينيين». وتابع ليبرمان: «طيلة الحملة الانتخابية سمعنا خطاب كراهية من جانب أحزاب (الحريديم)، نحن منافسون سياسيون، لكننا لسنا أعداء».
وأضاف ليبرمان: «نحن نريد دولة طبيعية يعيش فيها المواطنون على مبدأ أساسي: عش ودع غيرك يعيش. أنا لا أطالب بفتح الحوانيت السبت في بني براك، وغير مستعد بأن يغلقوا الحوانيت السبت في أشدود». وتطرق ليبرمان إلى الادعاءات أنه منع إقامة حكومة علمانية لمعارضته إقامة حكومة ترتكز على دعم القائمة المشتركة، وقال إن حكومة من هذا القبيل لا يمكنها تحقيق أي أجندة علمانية، ولا يوجد لها حق أخلاقي في الوجود. وتابع قائلاً: «أرفض ادعاءات عوفر شيلح بأن (يسرائيل بيتنو) منع تشكيل ائتلاف علماني، يعتمد على القائمة المشتركة، التي على ما يبدو يمكن أن تحقق الأجندة العلمانية». وأضاف: «للأسف النائب شيلح مخطئ، أو يضللنا من البداية، فالأمر الأول الائتلاف يرتكز على حزب إسلامي ليس علمانياً. والأمر الثاني، من ناحية أساسية، الائتلاف الذي يعتمد على نواب عرب في وقت المواجهة بين الجيش الإسرائيلي ومنظمة إرهابية أصولية مثل (الجهاد الإسلامي) يقفون إلى جانب المنظمة الإرهابية، ويتهمون الجنود الإسرائيليين بارتكاب جرائم حرب، لا يوجد لها حق بالوجود من الناحية الأخلاقية».
وأضاف ليبرمان: «بالإضافة لذلك، يجب التشديد على أن النواب العرب دائماً يعملون بالتنسيق مع النواب (الحريديم) في كل ما يتعلق بالدين والدولة»، وأوضح ليبرمان: «ما رأيناه في السنوات الأخيرة أن (شاس)، (يهدوت هتوراة) والقائمة المشتركة كانوا على تنسيق دائم بكل ما يخص الخدمة العسكرية ومواضيع الدين والدولة».
وهجوم ليبرمان على القائمة العربية، يأتي في ظل هجوم مركز من نتنياهو على القائمة، وفي خضم وصول تهديدات لأعضاء القائمة العربية.
وشارك، أمس، عضو الكنيست أحمد الطيبي، في ندوة ثقافية في مدينة رمات هشارون، فاعترض دخوله ناشطو اليمين، وحاولوا منعه من دخول الندوة.
ولوح النشطاء بالأعلام الإسرائيلية، وهتفوا بوجهه: «الطيبي إرهابي، يمدح الشهداء، الطيبي قاتل». وضرب أحدهم رأس النائب الطيبي بعصا ورمى آخر تجاهه حفنة من الرمل.
وأوقفت الشرطة، التي حضر أفرادها في المكان، اثنين من المحتجين الذين حاولوا إيذاءه أثناء مغادرته مكان الندوة، بينما وقف بعض هؤلاء النشطاء خارج قاعة الندوة، وهم يحملون لافتات كتب عليها «مستشار عرفات قاتل، اذهب إلى البيت»، و«الطيبي، أنت غير مرحب به هنا».
وقال الطيبي في الندوة: «افهموني، أنا والكثيرون منكم، نريد أن نتصدى سوياً للعنصرية والإقصاء. أكرر: أنا لا أريد أن أنتصر عليكم، بل أريد أن أنتصر بكم».
وفي معرض حديثه عن موقف «المشتركة» من إمكانية تشكيل حكومة إسرائيلية ضيقة، لا تحظى بأغلبية برلمانية، بل تستند إلى دعم النواب العرب دون أن يكونوا أعضاء في الحكومة، قال الطيبي: «مع حكومة كهذه تقوم وتحظى بدعم النواب العرب من خارجها، فإنني أتوقع أن يقتل أحدنا».
كانت السلطات الإسرائيلية، قررت تشديد الحراسة على الطيبي، بعد تلقيه تهديدات بالقتل.
ونشرت جماعة يمينية متطرفة، قبل أسابيع، صوراً للطيبي «مركبة» يرتدي فيها الزي العسكري لـ«الجهاد الإسلامي»، وقالت إنه يمثل مع القائمة المشتركة «طابوراً خامساً» في إسرائيل.
واتهم الطيبي، نتنياهو، بالتحريض ضده، وضد القائمة المشتركة.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.