كريس وايلدر... مدرب من المدرسة القديمة يقدم أفكاراً جديدة

المدير الفني لشيفيلد يونايتد بارع في الخطط الفنية وقادر على مواصلة التألق في الدوري الإنجليزي الممتاز

شيفيلد يونايتد انتزع تعادلاً مستحقاً أم مانشستر يونايتد (أ.ف.ب)  - وايلدر مميز في مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم (رويترز)
شيفيلد يونايتد انتزع تعادلاً مستحقاً أم مانشستر يونايتد (أ.ف.ب) - وايلدر مميز في مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم (رويترز)
TT

كريس وايلدر... مدرب من المدرسة القديمة يقدم أفكاراً جديدة

شيفيلد يونايتد انتزع تعادلاً مستحقاً أم مانشستر يونايتد (أ.ف.ب)  - وايلدر مميز في مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم (رويترز)
شيفيلد يونايتد انتزع تعادلاً مستحقاً أم مانشستر يونايتد (أ.ف.ب) - وايلدر مميز في مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم (رويترز)

قاد المدير الفني الإنجليزي كريس وايلدر نادي شيفيلد يونايتد، الصاعد حديثاً من دوري الدرجة الأولى، لاحتلال المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، متقدماً بمركزين عن نادي مانشستر يونايتد، الذي تعادل معه الأحد الماضي بثلاثة أهداف لكل فريق.
وبعد ثلاث سنوات على توليه قيادة شيفيلد يونايتد، والصعود به من دوري الدرجة الثانية إلى دوري الدرجة الأولى، ثم الدوري الإنجليزي الممتاز، كان وايلدر يجلس مع مجموعة صغيرة من المراسلين الذين جاءوا من أجل حضور المؤتمر الصحافي الأسبوعي الذي يعقده. ودخل وايلدر في دردشة مع صديقه القديم ستيف باركين، الذي يتولى الآن مساعد المدير الفني لنادي سندرلاند، والذي سأله ذات مرة: «كيف يمكن لنادٍ بهذا الحجم أن يهبط إلى دوري الدرجة الثانية؟».
وكان شيفيلد يونايتد يلعب في دوري الدرجة الثانية عندما تولى وايلدر قيادة الفريق في السنة التاسعة، لوجود النادي بعيداً عن الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن بين أول الأشياء التي قام بها وايلدر فور توليه مهمة تدريب الفريق تمزيق شعارات تحفيزية كانت موجودة حول ملعب التدريب، على الرغم من أن كثيراً من المديرين الفنيين يرون أن هذه الأشياء قد تساعد اللاعبين كثيراً من الناحية النفسية.
وقد واجه المدير الفني البالغ من العمر 52 عاماً كثيراً من الصعوبات المالية في السابق، عندما كان يتولى تدريب ألفريتون وهاليفاكس، وفي وقت لاحق مع نادي نورثهامبتون، الذي لم يدفع له أجراً لمدة ثلاثة أشهر. ولم يتفاجأ وايلدر عندما حقق شيفيلد يونايتد نتائج جيدة للغاية في بداية الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، وقال عن ذلك: «من حيث عدد النقاط، فلا يوجد فرق كبير بين صاحب المركز الخامس وصاحب المركز الخامس عشر. لدينا بعض التحديات الصعبة في الفترة المقبلة».
وفي الوقت الحالي، يحظى وايلدر بإشادة كبيرة، ويصفه كثيرون بأنه المدير الفني الأكثر إبداعاً في النواحي الخططية والتكتيكية، بعد المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، على الرغم من أن التشكيلة الأساسية لفريقه في معظم المباريات تكون بالكامل من لاعبين إنجليز وآيرلنديين شاركوا مع النادي من قبل في الدوريات الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويعد المهاجم الفرنسي ليس موسيت عنصراً أجنبياً نادراً للغاية في تشكيلة الفريق، في حين كان القوام الأساسي للفريق من اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي في صفقات انتقال حرة، أو تعاقد معهم بأسعار تقل عن مليون جنيه إسترليني.
يقول وايلدر عن ذلك: «عشرة لاعبين من التشكيلة الأساسية التي لعبت المباراة التي تعادلنا فيها مع توتنهام هوتسبير كانوا يلعبون معنا في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي. ولم يكن لدى كثير من لاعبي الفريق أي تجربة في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل بداية الموسم الجاري في أغسطس (آب) الماضي»، ورغم ذلك نجح وايلدر في اللعب بخطة مبتكرة وفعالة للغاية، تعتمد في المقام الأول والأخير على تبادل الأدوار بين قلبي الدفاع، ونجح في تحقيق نتائج جيدة للغاية، ونال إشادة كثيرين، بما في ذلك المدير الفني الألماني يورغن كلوب، والمدير الفني لفريق ليدز الأرجنتيني مارسيلو بيلسا.
ومن الملاحظ أن وايلدر مميز للغاية في مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب رغم قلة الإمكانات، كما أنه يعتمد في الأساس على العمل الجاد والقوي في التدريبات بالشكل نفسه الذي يتميز به مديرون فنيون بارزون في عالم كرة القدم، مثل لويس فان غال ورافائيل بينيتيز.
ويعمل وايلدر، ومساعده ألان كنيل، على تحليل المباريات والخطط التكتيكية، مع تغيير الطريقة التي كان يلعب بها الفريق الموسم الماضي (3 - 4 - 1 - 2) قليلاً لتصبح دفاعية قليلاً في حال عدم الاستحواذ على الكرة إلى (3 - 5 – 2)، حتى يمنع لاعبي الفرق المنافسة من استغلال المساحات بين الخطوط.
يقول المدافع جون لوندسترام، الذي رفض إيفرتون التعاقد معه من قبل، والذي لعب في الدوريات الأربعة في كرة القدم الإنجليزية: «نحن نقوم بكثير من العمل فيما يتعلق بالخطط التكتيكية وشكل الفريق داخل الملعب. نركز كثيراً في التدريبات على نقل اللعب إلى أطراف الملعب، وعلى تبادل الأدوار بين اللاعبين، والقيام بجمل تكتيكية داخل الملعب بشكل صحيح. كما نعمل كثيراً على تحركات المهاجمين وتقدم لاعبي خط الوسط إلى منطقة جزاء الفريق المنافس».
ومن المؤكد أن الفريق قد استفاد كثيراً من حالة الانسجام بين اللاعبين، نظراً لأنهم يلعبون سوياً منذ فترة طويلة، ومنذ أن كان الفريق يلعب في دوري الدرجة الأولى، كما أن اللاعبين يجتمعون ويتحدثون سوياً بشكل يومي تقريباً، ويتناولون القهوة والعشاء سوياً. يقول لوندسترام: «إننا لا نفترق بعد نهاية التدريبات؛ حيث تجمعنا علاقة قوية للغاية، ونحن قريبون بعضنا من بعض، وهو الأمر الذي قد لا تراه كثيراً في كثير من الفرق الأخرى».
ومن المعروف أن وايلدر يعشق نادي شيفيلد يونايتد منذ نعومة أظافره، كما نشأ في منطقة ستوكسبريدج في شيفيلد، ولعب لنادي شيفيلد كظهير أيمن تحت قيادة المدير الفني ديف باسيت، ويتولى الآن تدريب الفريق الأول بالنادي الذي يعشقه.
يقول جورج بالدوك، الظهير الأيمن لنادي شيفيلد يونايتد: «المدير الفني يعشق هذا النادي ويخلص له بشكل استثنائي، فعندما يكون سعيداً فإنه سيخبرك بذلك؛ وإذا لم يكن سعيداً فسوف تعرف ذلك من تصرفاته. إذا حققنا نتائج جيدة وشعرنا بالسعادة الغامرة فإنه يعمل على إعادتنا إلى أرض الواقع حتى نواصل العمل بكل قوة وتواضع، وأعتقد أنه يمكن للجميع رؤية الإخلاص والرغبة والقتال في الأداء الذي نقدمه داخل الملعب».
ومن الواضح أن شخصية وايلدر لم تتغير بعد عمله في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويتمتع بعلاقة جيدة للغاية بالمالك السابق للنادي، كيفن ماكابي، والمالك الحالي للنادي، الأمير السعودي عبد الله بن مساعد.
ويؤكد الجمهور الذي يتحدث معه وايلدر عن المباريات، أن المدير الفني الإنجليزي لديه قدرة فائقة على تحمل الضغوط؛ لكن وايلدر نفسه يؤكد على الدور الكبير الذي لعبه المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، على مسيرته التدريبية. ويقول عن ذلك: «عندما كان السير أليكس فيرغسون يقود مانشستر يونايتد للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز والبطولات الأوروبية، كان يستقطع جزءاً من وقته لمساعدة المديرين الفنيين الشباب أمثالي، وهو ما يظهر عظمة هذا الرجل. لقد اعتاد السير أليكس فيرغسون على الاتصال بي وإعطائي بعد النصائح، وقد اتصل بي هاتفياً في الليلة السابقة لمباراتنا في ملحق الصعود مع أوكسفورد أمام يورك في عام 2010، وقدم لي بعض النصائح التي ساعدتنا على تحقيق الفوز. أنا لا أعرف ما كان سيحدث لنادي أوكسفورد لو خسرنا في ذلك اليوم، أو ما كنت سأصل إليه الآن في حال الخسارة».
ورغم أن شيفيلد يونايتد استهل مسيرته في الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل قوي؛ لكن وايلدر يشعر بأن لاعبيه لا يزالون يتحسسون الخطى ومن الممكن تحسن مستواهم بشكل أكبر مع اكتساب مزيد من الخبرة في دوري الأضواء. ورغم تواضع ميزانية الفريق فإن شيفيلد يونايتد أظهر نضجاً خططياً في المباريات الأخيرة، ويشترك مع ليفربول وليستر سيتي كأفضل فرق من الناحية الدفاعية في الدوري الممتاز.
وقال وايلدر: «لا يزال الفريق حديث عهد بدوري الأضواء. كان الفريق ينافس في الدرجة الثالثة. يجب أن أذكِّر الناس بهذا الأمر. لم نكن هذا الفريق القوي صاحب الميزانية الهائلة في الدرجة الثانية». وأضاف: «حققنا هذا الإنجاز في وقت قصير، ولا يزال اللاعبون يكتسبون الخبرة. لم نكن لنحقق تلك النتائج لولا أننا تأقلمنا بشكل جيد مع مواقف معينة؛ لكننا نتطلع إلى تحسين أداء اللاعبين على الجانبين الفردي والجماعي».


مقالات ذات صلة

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ب)

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه أظهر كثيراً من نقاط الضعف في آخر مباراتين، ويجب أن يجد التوازن الصحيح بين الدفاع والهجوم.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ب)

غوارديولا: أتحمل عبء إثبات نفسي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه يتحمل عبء إثبات أنه يستطيع تصحيح مسار الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على لقب البريميرليغ

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه الشاب لا ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: ما زال بإمكاننا التحسن

تلقى أتلتيكو مدريد دفعة معنوية هائلة بعد الفوز في ست مباريات متتالية، لكن المدرب دييغو سيميوني قال إن فريقه لا يزال لديه مجال كبير للتحسن.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية محمد صلاح سينتهي عقده مع ليفربول بنهاية الموسم (إ.ب.أ)

صلاح ودي بروين... متى نقول وداعاً؟

لمدة عقد تقريباً، كان أحد ألمع النجوم في سماء الدوري الإنجليزي، ويُصنف على أنه ربما يكون أفضل لاعب في جيله.

The Athletic (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».