جونسون يطلب من ترمب عدم التدخل في انتخابات بريطانيا

يخشى زعماء بارزون في حزب المحافظين أن يتفوه الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارته التي تستمر يومين لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في لندن، بما قد يؤثر سلبا على حملتهم. ولهذا فقد طالبه علنا رئيس الوزراء بوريس جونسون بأنه من الأفضل ألا يتدخل في الانتخابات العامة التي ستجرى في 12 ديسمبر (كانون الأول) لأن ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على حملة حزب المحافظين الذي يتقدم على خصمه العمالي بما لا يقل عن 12 نقطة مئوية.
وقال جونسون «ما لا نفعله عادة كحلفاء وأصدقاء مقربين هو التدخل في الحملات الانتخابية لبعضنا البعض». وأضاف لإذاعة إل.بي.سي «أفضل (شيء) يمكن فعله عندما يكون هناك أصدقاء وحلفاء مقربون مثل الولايات المتحدة وبريطانيا هو عدم تدخل أي جانب في انتخابات الجانب الآخر».
ولم ينأ ترمب بنفسه عن الخوض في السياسة البريطانية خلال زيارات سابقة بما في ذلك انتقاده لسياسة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي بشأن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. وصرح في أكتوبر (تشرين الأول) بأن زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين سيكون اختيارا «سيئا جدا» لبريطانيا وأنه ينبغي على جونسون إبرام اتفاق مع نايجل فيراج زعيم حزب بريكست.
واستغل كوربين إشادة ترمب بجونسون للهجوم على المحافظين في حملته حيث قال إنهم سيبيعون أجزاء من هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تديرها الدولة وتحظى بشعبية واسعة لشركات أميركية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا فازوا في الانتخابات.
وعرض كوربين أمام الصحافة 450 صفحة من مستندات تتضمن وفق قوله، ست جلسات مفاوضات منذ 2017. في واشنطن ولندن، بين ممثلين بريطانيين وأميركيين بشأن علاقتهما التجارية بعد بريكست. وتابع «هذه مسألة مفاوضات سرية بشأن اتفاق مع (الرئيس الأميركي) دونالد ترمب بعد بريكست، اتفاق سيحدّد مصير بلادنا». ووعد ترمب من جهته مراراً بـ«اتفاق رائع» بعد بريكست، رغم أنه اعتبر مؤخراً أنه سيكون صعباً في إطار اتفاق الانفصال الذي توصل إليه جونسون مع الاتحاد الأوروبي. كما تعهد جونسون أمس الجمعة إن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي بحلول 31 يناير على أبعد تقدير إذا فاز حزب المحافظين بأغلبية في الانتخابات التي تجرى خلال أسبوعين. وقال جونسون لمحطة (إل.بي.سي) الإذاعية «إذا تمكنا من الحصول على أغلبية عاملة فسوف نصل (لنقطة الخروج) يوم 31 يناير على أبعد تقدير». وأكد أيضا أنه لا يرى أي داع لتمديد الفترة الانتقالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد إلى نهاية عام 2020. وعندما سُئل عما إذا كان يفضل رئاسة الوزراء أو مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، أجاب «أفضل أن نخرج من الاتحاد الأوروبي. بإمكاني أن أقول لك هذا».
وكشف استطلاع للرأي نشر معهد «يوغوف» نتائجه الأربعاء، أن حزب المحافظين بقيادة جونسون، يتقدم بأغلبية مريحة تبلغ 68 مقعداً في البرلمان بفضل اختراق كبير حققه في معاقل المعارضة العمالية. وقال مدير الأبحاث السياسية في معهد «يوغوف» كريس كورتيس، إن مكاسب المحافظين تأتي خصوصاً «على حساب حزب العمال» في شمال البلاد ووسطها. وبين الأحزاب الممثلة في مجلس العموم، الحزب الوطني الاسكوتلندي الذي سيحصل على ثمانية مقاعد إضافية في مجلس العموم. وسيكون التقدم أكثر تواضعاً لليبراليين الديمقراطيين بزيادة مقعد واحد وسيشغلون 13 مقعداً.