تصاعدت حالة الرفض في ليبيا لتوقيع فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، مذكرتي تفاهم مع تركيا، بشأن الحدود البحرية والتعاون الأمني والعسكري، في وقت أعلن فيه المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع لـ«الجيش الوطني»، تقدم قواته للسيطرة على كامل منطقة الهيرة جنوب العاصمة طرابلس، بعد توجيه ضربات جوية وتمهيد ناري.
وطالب مجلس النواب الليبي في بيان، مساء أول من أمس، الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بوقف التدخل التركي في ليبيا، الذي اعتبر أنه يصب في مصلحة الميليشيات المسلحة والمتطرفين، وأعلن استنكاره ورفضه الكامل لاتفاقية التعاون الأمني المشترك التي وقعتها حكومة الوفاق مع تركيا.
وقال المجلس إن ما وصفه بحكومة السراج غير الشرعية أبرمت اتفاقاً مع النظام التركي «بالمخالفة للإعلان الدستوري الليبي»، معتبراً أنه «لا يحق لحكومة السراج أو غيره توقيع أي اتفاقية مع دولة أجنبية دون موافقة واعتماد البرلمان، باعتباره السلطة التشريعية في البـلاد، وبالمخالفة أيضاً لاتفاق الصخيرات بالمغرب نهاية عام 2015، الذي انبثقت عنه حكومة السراج».
في المقابل، تجاهلت حكومة السراج التنديد المحلي والغضب الإقليمي، الذي عبرت عنه مصر واليونان، بشأن إبرامها اتفاقاً عسكرياً وأمنياً مثيراً للجدل مع تركيا، حيث استمر فتحي باش أغا، وزير داخليتها، أمس، في تأكيد تعاون ليبيا الأمني مع تركيا، خلال حضوره حفل تخريج دفعة مـن رجال الأمن.
ميدانياً، قالت «الكتيبة 166 مشاة»، التابعة للجيش، إنها بسطت سيطرتها الكاملة على هذه المنطقة، مشيرة في بيان مقتضب، أمس، إلى أن هناك تقدماً مستمراً إلى العزيزية.
وطبقاً لما أعلنه اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، فإن قواته دمرت 25 آلية مسلحة وقتلت العشرات من العناصر الإرهابية التخريبية، واحتجزت كميات من الذخائر بعد محاولة فاشلة من ميليشيات الوفاق، بقيادة المدعو علي كنه، للسيطرة على منابع النفط في الجنوب الشرقي؛ حقلي الفيل والشرارة.
وأوضح المسماري في بيان له مساء أول من أمس، أن وحدات الاستطلاع الجوي والأرضي قامت بمتابعة ومراقبة فلولهم الهاربة حتى ساعات الفجر، واستهدافهم جنوب أوباري في مشروع «مكنوسة» الزراعي بغارات جوية، مشيراً إلى أن وحدات من القوات البرية مشّطت الموقع، وغنمت آليات مسلحة لم يطلها القصف الجوي.
كما أعلن المسماري نشر الجيش وحدات من قواته البرية في مدينة مرزق، تزامناً مع وصول اللواء بالقاسم الأبعج، آمر المنطقة الجنوبية التابعة للجيش، إلى مقر قيادة قوات السراج، بعدما هرب قائدها الفريق علي كنه إلى طرابلس، إثر إحباط الهجوم الذي شنته عصابته المسلحة.
وأكد الأبعج في تصريحات تلفزيونية سيطرة قوات الجيش على حقل الفيل، وتحريره من الجماعات المسلحة، مشيراً إلى أن عملية تحريره أسفرت عن مقتل 35 عنصراً من المهاجمين، وتحرير 18 جندياً من الجيش الوطني، في وقت عدّ فيه المسماري أن هذا التحول يثبت قدرة القيادة العامة للجيش على حماية كل الأراضي الليبية، مشدداً على أنها لن تتهاون في ردع المخربين الإرهابيين، وكل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الشعب الليبي، خصوصاً قطاع الغاز والنفط وحماية مصالح الشركات الأجنبية الشريكة، التي تمثل دولاً صديقة ومصالح مشتركة.
كما شدد على أن قيادة الجيش عاقدة العزم على فرض الأمن والاستقرار، والقانون على كامل الأراضي الليبية، وترفض رفضاً باتاً وجود الميليشيات الإجرامية والتنظيمات الإرهابية المتطرفة.
في المقابل، تحدثت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، عن مقتل مدنيين في قصف شنته قوات الجيش على منزل وشاحنة مياه بمنطقة أم الأرانب بحي الشركة الصينية المكتظ بنازحين في الجنوب الغربي من البلاد، وقالت في بيان لها أول من أمس، إن القصف تسبب في مقتل عائلة كاملة، من بينهم أطفال، واثنان من العمالة الوافدة وسائق الشاحنة ومساعده.
8:2 دقيقة
تصاعد الرفض لتوقيع السراج اتفاقات عسكرية مع تركيا
https://aawsat.com/home/article/2014321/%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7
تصاعد الرفض لتوقيع السراج اتفاقات عسكرية مع تركيا
«الجيش الوطني» في ليبيا يعلن سيطرته على «الهيرة» جنوب طرابلس
- القاهرة: خالد محمود
- القاهرة: خالد محمود
تصاعد الرفض لتوقيع السراج اتفاقات عسكرية مع تركيا
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة