المغرب يتجه لإحداث محاكم لقضايا العنف ضد النساء

TT

المغرب يتجه لإحداث محاكم لقضايا العنف ضد النساء

يتجه المغرب لإحداث محاكم خاصة بقضايا العنف ضد النساء، وذلك بعد تفاقم الظاهرة في المجتمع؛ حيث كشف بحث رسمي أنجز العام الحالي أن 54 في المائة من النساء تعرضن لمختلف أشكال العنف.
وكشفت القاضية المغربية زهور الحر، رئيسة اللجنة الوطنية للتكفل بالنساء ضحايا العنف، والتي جرى تنصيبها في 5 سبتمبر (أيلول) الماضي، أن اللجنة ستقدم للحكومة مقترحاً لإحداث محاكم خاصة بالنظر في قضايا العنف الذي تتعرض له النساء.
وأوضحت الحر خلال إطلاق الحملة الوطنية الـ17 لمناهضة العنف ضد النساء أمس في الرباط، بحضور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، أن العنف أصبح «ظاهرة مقلقة في المجتمع المغربي»، واعتبرت العنف ضد المرأة «انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان ومساساً بكرامة الإنسانية»، وقالت إن العنف بجميع أشكاله «يدمر شخصية المرأة، ويحطم معنوياتها، ويفقدها الثقة في النفس، فتصبح عاجزة عن العطاء».
ولفتت القاضية المغربية إلى أن مناهضة العنف ضد النساء «ليست قضية ضد الرجل؛ بل قضية مجتمع، لها تأثيرات سلبية على الأفراد والمجتمع، وأيضاً على المسار التنموي للبلاد، ومن أجل ذلك جاءت القوانين للردع والحماية، ومن أجل تغيير العقليات والسلوكيات التي ترسخ العنف، من خلال الصور النمطية والموروث الثقافي».
بدوره، اعتبر سعد الدين العثماني أن العنف ضد النساء «ليس مشكلة محلية؛ بل كونية تتجند دول العالم لمحاربتها باعتبارها ظاهرة مرفوضة وخطيرة»، وقال إنها تهدد مسار المرأة الاجتماعي والمهني، وتهدد الأسرة برمتها.
وفي هذا السياق، ذكَّر العثماني بصدور قانون مناهضة العنف ضد النساء، بعد 15 عاماً من الانتظار، والذي «مكَّن المغرب من التوفر على نص معياري متماسك وواضح، كفيل بضمان الحدود الدنيا من شروط وضوابط الحماية القانونية للنساء ضحايا العنف». وأعرب عن استعداد الحكومة لتطوير القانون، وآليات تنفيذه بشراكة مع المجتمع المدني.
وحسب نتائج البحث، الذي أنجز ما بين 2 يناير (كانون الثاني) و10 مارس (آذار) 2019، وأعيد نشر نتائجه أمس، فإن معدل انتشار العنف ضد النساء يصل في المدن إلى 55.8 في المائة مقابل 51.6 في المائة في القرى.
وحسب البحث ذاته، وهو الثاني بعـد مـرور عشـر سـنوات علـى إنجـاز البحـث الأول، فإن النساء اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و29 سنة، هن الأكثر عرضة للعنف بنسبة 59.8 في المائة؛ حيث تسجل أعلى نسب انتشار العنف في فترة الخطوبة وبعد الزواج، بما نسبته 54.4 في المائة وسط النساء المخطوبات، و52.55 وسط النساء المتزوجات.
ووفق نتائج الدراسة ذاتها، فإن 12.4 في المائة من مجموع النساء المغربيات، البالغات ما بين 18 و64 سنة، تعرضن للعنف في الأماكن العامة.
كما تتعرض النساء بشكل أكبر للعنف النفسي بنسبة 49 في المائة، ويشمل السب والقذف والتهديد والملاحقة، وحتى التحكم في طريقة اللباس والمنع من الدراسة، والإجبار على الإجهاض.
وتصل نسبة العنف الاقتصادي إلى 16.7 في المائة، والعنف الجسدي إلى 15.9 في المائة، بينما تصل نسبة العنف الجنسي إلى 14.3 في المائة. وبخصوص العنف الإلكتروني، أشارت النتائج الأولية إلى أن 13.4 في المائة من النساء صرحن بأنهن تعرضن لأفعال عنف بواسطة الإنترنت، بينما يتضح من المعطيات المتحصل عليها أن الفئات العمرية الشابة هي الأكثر عرضة لهذا النوع من العنف، وأن التحرش يشكل 71.2 في المائة من أفعال العنف الممارسة إلكترونياً.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.