أثينا ونيقوسيا: اتفاق إردوغان والسراج غير معترف به

TT

أثينا ونيقوسيا: اتفاق إردوغان والسراج غير معترف به

أكد وزير الخارجية اليوناني نيكولاس ديندياس رفض بلاده الاتفاق الليبي - التركي حول الحدود البحرية، وقال إن أي نقاش حول إنشاء منطقة بحرية بين تركيا وليبيا «غير مقبول تماماً ولأي سبب كان»، مشيراً إلى أنه يتجاهل جزيرة كريت اليونانية.
وانتقد وزير الخارجية اليوناني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الهولندي ستيف بلوك، الذي كان يزور أثينا، أمس، الاتفاق الذي تم الإعلان عن توقيعه بين تركيا وليبيا بخصوص الحدود البحرية، مشيراً إلى أنه يظهر نقصاً تاماً في معرفة المنطقة من الناحية الجغرافية. كما أبرز وزير الخارجية اليوناني أن الاتفاقية «تتجاهل بوضوح شيئاً يمكن للجميع رؤيته؛ فبين هاتين الدولتين أي (ليبيا وتركيا) تقع جزيرة كريت ذات الحجم الجغرافي الكبير»، في إشارة إلى أن الاتفاق قد يمس السيادة اليونانية.
ولا توجد حتى الآن معلومات حول التفاصيل الدقيقة للحدود البحرية المتفق عليها بين البلدين، لكن يعتقد مراقبون أن هذا التطور سيجعل الوضع في شرق ووسط البحر المتوسط أكثر تعقيداً.
وفي بيان لها على مذكرة التفاهم المشار إليها، علقت وزارة الخارجية اليونانية، إذ قال الناطق باسمها، ألكساندروس جينيماتاس: «إن توقيع تركيا وليبيا على مذكرة تفاهم لا ينبغي أن يؤدي إلى انتهاك الحقوق السيادية لبلدان أخرى؛ لأن ذلك سيكون انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي للبحار، ولن ينتج عنه أي أثر قانوني».
وعدّ الناطق باسم الخارجية اليونانية أن هذا الإجراء «لن يكون متسقاً مع مبدأ حسن الجوار، الذي يجب أن يحكم العلاقات بين الدول المجاورة».
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية في جمهورية قبرص توقيع مذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا، التي من المفترض أن يكون هدفها ترسيم حدود المناطق البحرية بينهما. وقالت في بيان حول ذلك: «هذا النوع من ترسيم الحدود سيشكل إذا تم تنفيذه، انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، لأنه يتجاهل الحقوق القانونية لجميع الدول الساحلية في شرق البحر المتوسط، ويتعارض مع مبدأ اتفاقية قانون البحار المعترف بها والقانون العرفي حول حقوق الجزر في المناطق الاقتصادية الخالصة والجرف القاري».
ووفقاً لوزارة الخارجية القرصية، فإن مذكرة التفاهم «لم تحمل في طياتها شيئاً قانونياً»، مبرزة أن لها آثاراً غير قانونية «تتعارض مع الحقوق القانونية لجمهورية قبرص وحقوق الدول الساحلية الأخرى».
وأضاف البيان أنه «بتشويه مبادئ قانون البحار وتحريف الجغرافيا، فلن يكون بمقدور تركيا تأكيد القاعدة القانونية لذلك في شرق البحر المتوسط. بل على العكس من ذلك، لأن تصرفات تركيا تثبت مرة أخرى أن مواقفها المتعلقة بالقانون الدولي تشذ عن الآخرين».
كما أشارت خارجية قبرص إلى أن الشيء نفسه ينطبق على مواقف تركيا، المدرجة في رسالة حديثة للممثل الدائم لأنقرة لدى الأمم المتحدة، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، التي تتضمن إشارة إلى الإحداثيات في المنطقة البحرية غرب وشمال قبرص، والتي «تتعارض مع القانون الدولي، وتنتهك حقوق قبرص فيما يتعلق بمناطقها البحرية».
وخلص البيان القبرصي إلى أن وزارة الخارجية القبرصية ترفض المواقف والمطالب التركية، التي «ليس لها سند قانوني في مجملها، وسوف ترد بشكل مناسب من خلال رسالة إلى الأمم المتحدة».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.