تونس تحتفل بذكرى رحيل شاعرها الأول أبو القاسم الشابي

الشابي ومقاطع من قصيدته الشهيرة
الشابي ومقاطع من قصيدته الشهيرة
TT
20

تونس تحتفل بذكرى رحيل شاعرها الأول أبو القاسم الشابي

الشابي ومقاطع من قصيدته الشهيرة
الشابي ومقاطع من قصيدته الشهيرة

لم يحظ أي شاعر تونسي بما حظي به أبو القاسم الشابي من شهرة طبقت الآفاق، فهو معروف على نطاق واسع بأشعاره الرومانسية وقصائده التي تعانق الحياة، لذلك لا يمكن أن تمر ذكرى وفاته الثمانين دون أن تثير شجون محبي شعره في الداخل والخارج.
ولئن غبط شعراء تونس أبو القاسم الشابي حيا وميتا، فإن الثورة التونسية وارتباطها بإرادة الحياة ورفع شعار «الشعب يريد» الذي يحيل إلى أشعار الشابي، أعاد نفس الإحساس بأن شاعر تونس الأول لا يمكن أن يموت أو يفارق الأذهان.
الشابي الذي لم يعِش سوى 25 سنة فقط (من 1909 إلى 1934) مثل في مرحلة تاريخية تلك الشجرة التي حجبت الغابة، فشعراء تونس اشتكوا في فترات ومناسبات كثيرة من سطوة أبو القاسم الشابي وغلق أبواب الشعر وبحوره أمامهم، حتى إن البعض منهم انضموا إلى المنادين بضرورة قتل الأب الشعري للتونسيين حتى تستعيد القصيدة توازنها وتفتح أبواب القصيدة أمامهم من جديد.
ولا تنسى مدينة توزر مهد طفولة أبو القاسم الشابي هذه المناسبة كل سنة، وهي تعيش على مدى أيام 10 و11 و12 أكتوبر الحالي على تلك الذكرى الاستثنائية في تاريخ الإبداع الشعري التونسي وربما العربي، وتتزعم الاحتفال تحت شعار «واحة الإبداع تعانق نخيلها».
وخلال إقامة أبو القاسم الشابي في منطقة نفطة من ولاية (محافظة) توزر جنوب تونس، كانت منطقة الجريد ككل بواحاتها الغناء وفيافيها الممتدة إلى ما لانهاية من دوافع تفتق بديهة الشاعر التونسي خالد الذكر بروائع شعرية خالدة. ولعل انتصار الشابي لإرادة الشعوب، ومن بينها الشعب التونسي الذي كان يرزح تحت نير الاستعمار الفرنسي، ودفاعه المستميت عن قيم الحرية ودعوته للقضاء على الجبروت والاستبداد والتوق الدائم إلى الأفضل في الحياة، هي التي جعلت أشعاره باقية على قيد الحياة لا تموت.
وتتوزع تظاهرة الاحتفاء بذكرى رحيله التي تمتد على مدى ثلاثة أيام، على كثير من المحطات التي تجمع بين الجانب الفكري من خلال مؤتمر فكري حول «الخيال الشعري لدى الشابي»، ويشرف على تأطيره الأستاذان الشاذلي الساكر وعمر حفيظ، وكذلك الجانب السينمائي التوثيقي من خلال عرض شريط «الشابي يتحدث عن نفسه.. إرادة الحياة»، للمخرج التونسي عبد الحميد اليحياوي الذي سيكون من ضيوف هذه التظاهرة. كما تقدم التظاهرة معرضا للفنون التشكيلية، وهو عبارة عن كتابة تشكيلية بالألوان لعدد من قصائد الشابي المؤثرة، ويؤثث الجانب الموسيقي في هذه التظاهرة الفنانان التونسيان بلقاسم بوقنة وعبد الرحمان الشيخاوي.



حسن المطروشي وميثم راضي وناصر الحمادين يحصدون ملايين «المعلقة»

الفائزان بجوائز «المُعلَّقة» في فئة في فئة الشعر الفصيح
الفائزان بجوائز «المُعلَّقة» في فئة في فئة الشعر الفصيح
TT
20

حسن المطروشي وميثم راضي وناصر الحمادين يحصدون ملايين «المعلقة»

الفائزان بجوائز «المُعلَّقة» في فئة في فئة الشعر الفصيح
الفائزان بجوائز «المُعلَّقة» في فئة في فئة الشعر الفصيح

فاز الشاعر العماني حسن المطروشي بالمركز الأول في مسابقة «المعلّقة» الشعرية، في فئة «الشعر الفصيح»، كما فاز الشاعر العراقي ميثم راضي بالجائزة الأولى في المسابقة فئة «قصيدة النثر»، وفي فئة «الشعر النبطي» فاز بالجائزة الأولى الشاعر ناصر الحمادين، وقيمة الجائزة الأولى في كل فئة مليون ريال سعودي.

جاء إعلان الجوائز في حفل ختامي أُقيم، مساء الأربعاء، لمسابقة «المعلقة» التي تنظمها هيئة الأدب والترجمة بوزارة الثقافة السعودية.

كما فاز بالمركز الثاني في فئة «الشعر الفصيح» الشاعر السعودي إياد الحكمي، وحصل على المركز الثالث الشاعر فايز ذياب. وقيمة الجائزة الثانية نصف مليون ريال، وأما الجائزة الثالثة فقيمتها 250 ألف ريال.

وفي فئة «قصيدة النثر» حصل الشاعر العراقي ميثم راضي على الجائزة الأولى وقيمتها مليون ريال. كما حصلت الشاعرة المغربية سكينة حبيب الله على الجائزة الثانية ومقدارها نصف مليون ريال.

وفي فئة الشعر النبطي فاز بالجائزة الأولى الشاعر ناصر الحمادين وقيمتها مليون ريال، بينما حصل على المركز الثاني الشاعر فارس السميري، وقيمة الجائزة نصف مليون ريال.

وبالإضافة إلى القيمة المالية للجائزة، فإن القصائد الفائزة يتمّ تعليقها في موقع مميز بالعاصمة السعودية الرياض.

الفائزان بجوائز «المُعلَّقة» في فئة قصيدة النثر
الفائزان بجوائز «المُعلَّقة» في فئة قصيدة النثر

عضو لجنة التحكيم الشاعرة فوزية أبو خالد، قالت عن قصيدة الشاعر العماني حسن المطروشي الفائزة بالمركز الأول في فئة الشعر الفصيح: «إن تجربة حسن المطروشي تُظهر أن شاعراً واحداً لا يكفي لكتابة القصيدة، ولا يستطيع أن يحمل وزرها وحده، كما لا يستطيع أن يحمل شعلة الشعر واحدٌ فقط، لذلك يحملها حسن المطروشي حريقاً وليست شعلة فحسب تحت جناحيه وهو يقدّم لنا عدة شعراء في شاعر، كأن حسن المطروشي انتزع من روبرت ستيفنسون شرارة الدكتور جيكل ومستر هايد ونفخ فيها همه وإلهامه الشعري وكتب فيها قصيدته الخاصة بعناصر التداخل والتشظي بين عابرين على حافة الليل».

أما عضو لجنة التحكيم الشاعر عارف الساعدي، فقال إن المطروشي يمثل الشعرية العربية، وأشاد بإصراره على «قصيدة التفعيلة بهذه الجمالية، ونحن نعرف مَن حسن المطروشي في العمود»، وأضاف: «لكن أن يستثمر هذه الشعرية في قصيدة التفعيلة فهذا يُحسب للحداثة ونتاجاتها».

وقال الساعدي: «شعرتُ أن في نصّ المطروشي الفائز (قصيدة كونية)»، وأضاف: «لو ترجمّ هذا النصّ لتقبلتْه كل اللغات لأن فيه بلاغة الواقع، واليومي، وثقافة حسن المطروشي في استدراج الثقافات العالمية وموقفه من الحياة».

الفائزان بجوائز «المُعلَّقة» في فئة الشعر النبطي
الفائزان بجوائز «المُعلَّقة» في فئة الشعر النبطي

وبعد اختتام الموسم الأول من «المعلقة» التي فاز بالمركز الأول فيها ثلاثة شعراء هم: جاسم الصحيح «عن فئة الشعر الفصيح»، وصالح النشيرا «عن فئة الشعر النبطي»، ومحمد التركي «عن فئة الشعر الحر»، جاء الموسم الثاني أكثر تنوعاً وإثارةً في ظل التنافسية العالية والمستوى الشعري المُقدّم من المشاركين، حيث امتدت المسابقة الشعرية أكثر من شهر وتنافس فيها 36 شاعراً من نخبة الشعراء العرب.

فإلى جانب التنافس على ثلاث فئات شعرية هي: الفصيح، والحر، والنبطي، شهد هذا الموسم إضافة جديدة إلى لجنة تحكيم الشعر النبطي، وهو الشاعر حامد زيد الذي انضم إلى بقية أعضاء اللجنة، وهم: سفر الدغيلبي، وفهد عافت لمراجعة وتقييم الأداء الشعري للمشاركين. أما فئتا الشعر الفصيح والحُر فتضمان في لجنة التحكيم كلاً من الدكتور عارف الساعدي، والدكتورة فوزية أبو خالد، ومحمد إبراهيم يعقوب.

الجدير ذكره أن مسابقة «المعلّقة» تهدف إلى الاحتفاء بالشعر والشعراء، وذلك انطلاقاً من حرص وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية على دعم كل ما يتعلق بالمجال الشعري في المملكة والعالم العربي، حيث يأتي برنامج «المعلّقة» بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلةً في هيئة الأدب والنشر والترجمة، والقناة الثقافية المتخصّصة، كما تتيح المسابقة مشاركة المواهب الشعرية الشابة من مختلف أنحاء الوطن العربي، وإلقاء قصائدهم، وخوض المنافسات الشعرية على الشاشة.