انتعاش أكثر من المتوقع لمعنويات منطقة اليورو

انتعاش أكثر من المتوقع لمعنويات منطقة اليورو
TT

انتعاش أكثر من المتوقع لمعنويات منطقة اليورو

انتعاش أكثر من المتوقع لمعنويات منطقة اليورو

أفادت بيانات من المفوضية الأوروبية، أمس (الخميس)، بأن المعنويات الاقتصادية انتعشت بمنطقة اليورو بشكل فاق التوقعات في نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وذلك بفضل تنامي التفاؤل في قطاع الخدمات المهم وتحسن الثقة في قطاع الصناعة وبين المستهلكين.
وأظهر المسح الشهري للمفوضية أن المعنويات الاقتصادية في دول منطقة اليورو التسع عشرة ارتفعت إلى 101.3 نقطة هذا الشهر، من مستوى بلغ 100.8 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يفوق متوسط تقديرات «رويترز» الذي كان لارتفاع نحو 101 نقطة.
وارتفعت المعنويات في قطاع الخدمات، الذي يشكل نحو ثلثي الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو، إلى 9.3 نقطة من 9.0 في أكتوبر، بينما تحسنت المعنويات في قطاع الصناعات التحويلية إلى «سالب» 9.2 نقطة هذا الشهر، من مستوى بلغ «سالب» 9.5 نقطة في الشهر الماضي. وزادت المعنويات بين المستهلكين إلى «سالب» 7.2 نقطة، من «سالب» 7.6 نقطة. وفي قطاع تجارة التجزئة إلى «سالب» 0.2 نقطة، من «سالب» 0.9 نقطة.
وأظهر مسح المفوضية أيضاً أن توقعات التضخم بين المستهلكين هبطت في نوفمبر الجاري إلى 19.4 نقطة، من 21.5 نقطة في أكتوبر الماضي، لتبتعد عن متوسط 22.5 نقطة الذي ظلت عنده لفترة طويلة.
ويريد البنك المركزي الأوروبي إبقاء التضخم أقل قليلاً فحسب من 2%، لكن زيادة الأسعار دون ذلك الهدف بكثير منذ سنوات. وقد يؤدي ارتفاع توقعات التضخم إلى نمو الأسعار أسرع في المستقبل.
وتأتي البيانات الإيجابية لتهدئ قليلاً من المخاوف المستعرة في منطقة العملة الموحدة، والتي زادت حدتها الأسبوع الماضي مع بيانات أظهرت تراجع نشاط الخدمات في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى في 10 أشهر خلال الشهر الجاري، مع تحسن طفيف في القطاع الصناعي وإن كان لا يزال داخل نطاق الانكماش.
وكشفت بيانات صادرة عن مؤسسة «ماركت للأبحاث»، يوم الجمعة الماضي، أن مؤشر مديري المشتريات الخدمي في منطقة اليورو تراجع إلى 51.5 نقطة بالقراءة الأولية لشهر نوفمبر، مقابل 52.2 نقطة المسجلة في أكتوبر السابق له. وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن نشاط الخدمات في منطقة اليورو سوف يسجل 52.4 نقطة في الشهر الحالي. ورغم أن قراءة القطاع الخدمي الشهر الماضي كانت الأدنى في نحو 10 أشهر، لكنها لا تزال أعلى الحد الفاصل بين التوسع والانكماش والبالغ 50 نقطة.
وفيما يتعلق بأداء القطاع الصناعي، فإن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ارتفع إلى 46.6 نقطة خلال شهر نوفمبر، مقابل 45.9 نقطة المسجلة في الشهر السابق له. ويعد النشاط الصناعي بذلك عند أعلى مستوى في 3 أشهر لكنه لا يزال داخل منطقة الانكماش، كما أنه تجاوز التوقعات التي كانت تشير إلى أنه سوف يرتفع إلى 46.4 نقطة.
وبالنسبة إلى المؤشر المركب والذي يضم أداء القطاعين الصناعي والخدمي معاً، فسجل أدنى مستوى في شهرين عند 50.3 نقطة، مقابل 50.6 نقطة المسجلة في أكتوبر السابق له.
وحسب المسح، فإن هناك إشارات حول انتقال التراجع الحالي في أداء القطاع الصناعي إلى قطاع الخدمات. وتراجعت وتيرة نمو معدل التوظيف إلى أدنى مستوى في نحو 5 سنوات، وسط اتخاذ الشركات بشكل متزايد نهجاً حذراً في عمليات التعيين، وفقاً للبيانات.
كما أن ضغوط الأسعار قلّت حدّتها، لتكون عند أدنى مستوياتها فيما يزيد على ثلاثة أعوام. ويأتي أداء القطاع الخدمي الذي يقف عند أدنى مستوياته منذ يناير (كانون الثاني) الماضي بفعل أداء تدفق الأعمال الجديدة والتي أظهرت ثالث أدنى زيادة في نحو 5 أعوام.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.