الصدر يحذر من «بداية نهاية العراق» إذا لم يستقل عبد المهدي

أكد أن تياره لن يشارك في أي انتخابات أو حكومة في ظل الطبقة السياسية الحالية

TT

الصدر يحذر من «بداية نهاية العراق» إذا لم يستقل عبد المهدي

دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي وحكومته للاستقالة فورا، حقنا للدماء، محذرا من «بداية نهاية العراق»، إذا لم تقدم الحكومة استقالتها.
وقال الصدر في بيان له أمس الخميس: «ما لم تستقيل الحكومة فستكون نهاية العراق». وحول التهم الموجهة إلى التيار الصدري بركوب موجة التظاهرات، نفى الصدر أن يكون قد أمر أتباعه بالزج في التظاهرات، قائلا إنه «لوكان زج أتباعه لما بقيت منطقة خضراء أو حمراء»، مبينا أنه اليوم «بين تهمة ركوب موج التظاهرات وبين اللوذ بعباءتنا».
وأشار الصدر إلى إنه نأى بنفسه بين «حكومة فاسدة محضة وبين متظاهرين لم يلتزموا بالسلمية بعد يأسهم منها». وأكد الصدر أنه لن يشارك بعد اليوم في أي حكومة أو انتخابات قادمة في ظل وجود الطبقة السياسية الحالية. وعبر عن قلقه وحزنه على مستقبل العراق. وفيما نصح الصدر ما سماه «الطرف الأول وهو الحكومة بالاستقالة فورا»، فإنه نصح «الطرف الثاني وهم المتظاهرون الالتزام بالأخلاقيات العامة للتظاهر لأن سمعتهم أهم من أي شيء».
وفي هذا السياق أكد الدكتور عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية لـ«الشرق الأوسط» أن «الدعوة لإقالة الحكومة باتت أمرا متداولا وبالتالي فإن ما صدر عن الصدر سيعزز مثل هذه الدعوات، لكن تبقى المسألة المطروحة هي في البديل القادر على مواجهة تداعيات الأزمة».
وأضاف السراج أن «الأوضاع في العراق باتت شديدة التعقيد في ظل استمرار عدم وجود أفق للحل من قبل الكتل السياسية، لذلك فإنه في الوقت الذي يبدو فيه مطلب إقالة الحكومة جزء من الحلول المطروحة لتجاوز الأزمة لكنه يمكن أن يدخلنا في أزمة أخرى مالم يتم الاتفاق على البديل المناسب».
إلى ذلك أعلنت خلية الإعلام الأمني إنه تقرر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلية الأزمة في المحافظات لتتولى القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة. وقال بيان للخلية أمس الخميس إنه «لأهمية ضبط الأمن وفرض القانون في المحافظات وحماية المؤسسات والمصالح العامة والخاصة وحماية المواطنين تم تشكيل خلايا أزمة برئاسة المحافظين». وأضاف البيان: «حسب توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة تقرر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلية الأزمة لتتولى القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة ولمساعدة السادة المحافظين في أداء مهامهم».
وفي الوقت الذي كان ينتظر أن يسرع البرلمان في تشريع قانون الانتخابات والمفوضية طبقا لما طالب به المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الأسبوع الماضي خلال خطبة الجمعة فإن اتساع نطاق الاحتجاجات خصوصا في الوسط والجنوب أدى إلى تعقيد المشهد السياسي. فالبرلمان أجل جلسته التي كان مقررا عقدها أمس الخميس إلى الأسبوع المقبل، كما أن التعديل الوزاري الذي كان يفترض أن يجري التصويت عليه خلال جلسة أمس جرى تأجيله هو الآخر.
من جهته أعلن الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي أن تكليف قادة عسكريين بمهام معينة، ليس معناه تعيين محافظين جدد أو أن تكون مهامهم كالمحافظين. وقال الحديثي في تصريح صحافي: «لا توجد أي مادة في الدستور تشير إلى تعيين أي حاكم عسكري محافظا». وأضاف: «لا يوجد شيء في الدستور باسم حاكم عسكري، هناك قائد شرطة، قائد عمليات، أما كمحافظ فلا يوجد أمر بإقالة أي محافظ أو تعيين قائد عسكري محافظا».
وحول الإصلاحات التي قدمتها الحكومة والبرلمان يقول النائب عن كتلة النهج الوطني حازم الخالدي إن «الإسراع بقضية الإصلاحات هو أمر ضروري من خلال تشريع قانوني انتخابات مجلس النواب ومفوضية الانتخابات وإيجاد حلول لأزمتي السكن والبطالة»، مشيراً إلى أن «الخطوة اللاحقة لهذا الأمر هو الذهاب لحل مجلس النواب وقد تم التوقيع على وثيقة لحل المجلس». وأضاف أن «حل المجلس هي خطوة ضرورية لأن هذا الحل الحقيقي يكون من خلال إبعاد الطبقة السياسية الحاكمة كونها مرفوضة من الشعب العراقي»، لافتاً إلى أن «على رئيس الوزراء الابتعاد عن المهل للإصلاحات أو التعديلات الوزارية وأن يقدم استقالته فوراً لأن تجربتنا مع التعديلات الوزارية لم تتعد كونها إرضاء لبعض الكتل السياسية».
وحول التعديلات الدستورية يقول الدكتور نعيم العبودي عضو البرلمان العراقي عن كتلة الفتح وعضو لجنة التعديلات الدستورية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «لجنة التعديلات الدستورية بدأت عملها بالفعل ووضعت خطة للتحرك من خلال الاستماع إلى وجهات نظر مختلف الأطراف بشأن المواد المطلوب تعديلها من الدستور»، مبينا أن «هناك لقاءات موسعة مع ممثلي النقابات ومختلف الجهات بالإضافة إلى ندوات بهذا الشأن فضلا عن مناقشة تقرير لجنة التعديلات الدستورية السابقة نظرا لكون تم بذل جهد في هذا الاتجاه لا يمكن تجاوزه».
وأوضح أن «هناك مواد ممكن تعديلها بسهولة بينما المواد الخلافية سوف يتم العمل باتجاه تعديلها وسوف يتم رفع المواد التي لم يتم التوافق بشأنها إلى البرلمان لغرض التصويت عليها بالأغلبية وإخضاعها للاستفتاء الشعبي». وأوضح العبودي أن «المواد الأساسية التي تحتاج إلى تعديل هي إلغاء مجالس المحافظات والمادة 76 من الدستور التي تخص الكتلة الأكبر، فضلا عن مواد أخرى مهمة جدا».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.