السودان يجيز قانون «تفكيك» نظام الرئيس السابق البشير

TT

السودان يجيز قانون «تفكيك» نظام الرئيس السابق البشير

أجاز الاجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء في السودان، في وقت متأخر من مساء أمس، قانوناً بهدف «تفكيك» نظام الرئيس السابق عمر البشير.
وقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، على «تويتر»، تعليقاً على القرار، إن «قانون تفكيك النظام البائد وإزالة التمكين ليس قانوناً للانتقام، بل هو من أجل حفظ كرامة هذا الشعب، بعد أن أنهكته ضربات المستبدين، وعبثت بثرواته ومقدراته أيادي بعضِ عديمي الذمة والشرف والأمانة والحقوق».
كما ألغت الهيئة التشريعية المؤقتة المكونة من مجلسي السيادة والوزراء، في اجتماع مشترك، قوانين النظام العام سيئة الصيت، واعتمدت قانون «إعادة بناء المنظومة القانونية والعدلية»، وتوافقت على برنامج الفترة الانتقالية، ودخل أعضاء المجلسين بعدها في اجتماع ماراثوني لإجازة قانون تفكيك نظام «الإنقاذ» لسنة 2019.
وكان مجلس الوزراء قد أجاز منفرداً، أول من أمس، «قوانين النظام العام، وقانون بناء المنظومة القانونية والعدلية، وقانون تفكيك نظام الإنقاذ لسنة 2019».
ووفقاً للوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، تؤول سلطة التشريع لمجلسي الوزراء والسيادة في اجتماع مشترك، وتُخوّل لهم إجازة التشريعات المقدمة من وزارة العدل بأغلبية ثلثي المجتمعين، وذلك قبل تشكيل مجلس السيادة.
ويتكون الاجتماع الذي يمكن أن يُطلق عليه «الهيئة التشريعية المؤقتة» من أعضاء مجلس الوزراء البالغ عددهم 20 وزيراً، إلى جانب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بالإضافة إلى أعضاء مجلس السيادة الـ11، وبينهم 5 عسكريين و6 مدنيين، ويترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وذكرت مصادر «الشرق الأوسط»، أن أعضاء المجلسين توافقوا على إجازة القوانين الثلاثة في الجلسة الأولى من اجتماعهم الماراثوني، الذي استمر منذ العاشرة من صباح أمس، وحتى وقت متأخر من الليل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.