محافظون جدد يؤدون اليمين الدستورية في مصر

السيسي طالبهم ببذل الجهد والعمل الجماعي

TT

محافظون جدد يؤدون اليمين الدستورية في مصر

كلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، المحافظين الجدد ونوابهم «ببذل أقصى الجهد لخدمة المواطنين، وتلبية احتياجاتهم، كل في محافظته، وباستغلال الميزات النسبية في كل محافظة، وتطوير المحافظة ومواردها، والمتابعة الميدانية، وتحسين مستوى المعيشة بها». كما وجه «بالتفاعل المباشر مع المواطنين للتعرف عن قرب على مشكلاتهم، وإيجاد حلول مبتكرة وغير تقليدية، والتحلي بالضمير الوطني اليقظ، ومكافحة الفساد والإهمال».
وأدى 16 محافظاً اليمين الدستورية أمام السيسي، أمس، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، ومحمود شعراوي وزير التنمية المحلية... وكان من أبرز من أدوا اليمين محمد السيد طاهر الشريف للإسكندرية، وخالد شعيب لمطروح، وشريف فهمي بشارة للإسماعيلية... كما أدى اليمين الدستورية 23 نائباً للمحافظين، بينهم 7 سيدات.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أمس، إن «الرئيس أعرب في بداية اجتماعه مع المحافظين ونوابهم عن أطيب تمنياته بالتوفيق والنجاح في أداء مهام مناصبهم»، مؤكداً أن مصر «تنتظر كثيراً من الجهد والعمل الجماعي والتفاني لمواصلة التنمية والبناء».
وأضاف راضي أن «الرئيس أوضح أن الدولة مستمرة خلال المرحلة الراهنة في التركيز على بناء الإنسان المصري، من حيث توفير التعليم المتميز لتأهيله للمستقبل، والارتقاء بقدراته ومهاراته، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية ذات الجودة المرتفعة والبيئة النظيفة وظروف العمل المناسبة، فضلاً عن إحياء دور قصور الثقافة ومراكز الشباب في رفع الوعي المجتمعي ونشر السلوكيات والقيم الحميدة».
كما أوضح المتحدث الرسمي أن «الرئيس وجه المحافظين ونواب المحافظين بالتنسيق السريع والفعال مع الوزارات والأجهزة المعنية بالدولة في الملفات كافة محل الاختصاص، إضافة إلى المساهمة في تطوير أداء الجهاز الإداري للدولة، والعمل على تنمية مهارات العاملين والكوادر، على أن تكون معايير الكفاءة والنزاهة والحرص على خدمة المواطنين هي المعايير الأساسية لاختيار المعاونين وقيادات المحافظة».
وذكر المتحدث الرسمي أن «المحافظين ونوابهم أكدوا حرصهم على تبني السياسات واتخاذ الإجراءات، التي من شأنها الاعتماد على الأفكار المبتكرة غير التقليدية للتغلب على التحديات المختلفة التي تواجهها مصر»، مشيرين إلى «أولوية تعزيز استراتيجية بناء الإنسان المصري، وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم والصحة والإصلاح الإداري، بالإضافة إلى تعظيم الاعتماد على التكنولوجيا للنهوض بكفاءة المنظومة الحكومية وتحقيق مزيد من الشفافية».
من جهته، قال النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إن «هناك عدداً من التحديات أمام المحافظين، أبرزها ملف التعدي على الأراضي، والبناء المخالف، والأحوزة العمرانية، أو التقسيم الجديد للوحدات المحلية، وملف المواقف العشوائية، ووسائل النقل الخاصة بالمواطنين»، مشيراً إلى أن «ملف تعظيم الموارد المالية لكل محافظة من أبرز الموضوعات أيضاً، وضرورة تعظيم الموارد الذاتية لكل محافظة، للنهوض بمستوى الخدمات واستيفاء المشروعات، والمساهمة بشكل كبير في تحسين مستوى الخدمة المقدم للمواطنين».
وقدم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، التهنئة للمحافظين الجدد، أمس، متمنياً «لهم التوفيق والسداد في مناصبهم»، ودعاهم إلى أن «يعودوا على البلاد بالنفع والعلم بما يحملونه من طاقة تسهم في دفع عجلة التنمية».
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء المصري في مؤتمر صحافي بمجلس الوزراء، أمس، إن «تعيين المحافظين الجدد يأتي في إطار حرص القيادة السياسية على الدفع بعناصر شابة جديدة لمواقع المسؤولية لضمان تقديم أفضل مستوى من الخدمات للمواطنين، انطلاقاً من أن تحديات ومشكلات المحافظات تختلف بعضها عن بعض، ما يتطلب انتقاء العناصر القادرة على التعامل مع هذه التحديات، والقدرة على العمل العام، والتغلب على جميع المشكلات بها»، لافتاً إلى أن «الرئيس السيسي وجه بأن يكون اختيار العناصر ذات الكفاءة العالية بشكل مؤسسي يعتمد على المؤهلات العلمية، والخبرات والمهارات المكتسبة».
وأشار رئيس الوزراء إلى أن «عدد القيادات الشابة التي تم الاستعانة بها خلال سنة وبضعة أشهر خلال تعديلين للمحافظين بلغ 35 نائباً للمحافظين»، منوهاً إلى أنه «سيتم عقد دورات تدريبية لنواب المحافظين الجدد، ونحن كدولة نقوم بإعداد صف ثانٍ ليتسنى لنا إعداد جيل جديد من الوزراء والمحافظين الشباب، الذين لا تتعدى أعمارهم 40 عاماً، وذلك خلال سنوات قليلة».
في الوقت نفسه، نبه رئيس الوزراء إلى أنه «لأول مرة يتم انتقاء عناصر من شباب الأحزاب المختلفة لتولي المسؤولية القيادية، دون النظر إلى التوجهات والاختلافات السياسية»، مشدداً على أن «الهدف النهائي هو الصالح العام، وتقديم أفضل الخدمات المقدمة للمواطنين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.