موسكو تكثف الحوار مع الأكراد لدفعهم إلى التفاهم مع دمشق

TT

موسكو تكثف الحوار مع الأكراد لدفعهم إلى التفاهم مع دمشق

نشطت موسكو تحركاتها لإقناع الأكراد في سوريا بتوسيع الحوار مع دمشق، والاستجابة لمطلب إلحاق «قوات سوريا الديمقراطية» بالجيش السوري.
ونقلت وسائل إعلام أمس، أن وفدا عسكريا روسيا عقد اجتماعا مغلقا في مدينة عين العرب (كوباني) أول من أمس مع قيادة الإدارة الذاتية الكردية في إقليم الفرات. ولم تعلن وزارة الدفاع الروسية تفاصيل عن اللقاء، لكن مصادر كردية نقلت أن الوفد الروسي كان برئاسة الفريق أليكسي كيم وقالت إن المناقشات ركزت على قضايا خدمية تخص المنطقة.
وقال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لإدارة «إقليم الفرات» محمد شاهين بعد اللقاء إن النقاش مع الوفد الروسي تطرق إلى «دور القوات الروسية في هذه المنطقة، والوضع الإنساني الصعب في المنطقة بعد الغزو التركي، وآلية تنظيمية مشتركة بين الإدارة الذاتية والحكومة الروسية على أرض الواقع لحفظ أمن وسلامة واستقرار المنطقة».
وأضاف شاهين، أن من أهم محاور النقاش «انتهاكات تركيا لاتفاق سوتشي، رغم التزام قوات سوريا الديمقراطية بالاتفاق، وقدّم الوفد الروسي وعودا بأن الهجمات التركية ستتوقف خلال الأيام القليلة القادمة».
بينما لم يتطرق المسؤول العسكري الروسي إلى مسألة «انتهاكات تركيا» واكتفى بالإشارة إلى أن اللقاء «هدف لبحث تنظيم الحياة السلمية، وحل المشاكل الاجتماعية وتقديم الخدمات والمساعدات الطبية والإنسانية، مع التركيز على إعادة تشغيل المطاحن وشبكات التغذية والمحطات الكهربائية وغيرها من المنشآت الحيوية».
ووصف كيم الاجتماع بأنه كان مثمرا، وأكد أن روسيا ستكون ضامنا لأمن هذه المنطقة وسوريا ككل، وأنها ستعمل كل ما بوسعها لتحقيق السلام والأمن والازدهار في هذه الأراضي.
وردا على سؤال عن احتمال استئناف الهجوم التركي على المنطقة، قال: «روسيا تبذل قصارى جهدها لدرء هذا السيناريو ولكي يعيش أهالي المنطقة بحرية». واللافت أن وسائل إعلام قريبة من الإدارة الذاتية الكردية ألمحت إلى أن المسؤول الروسي واجه أسئلة حول ما وصف بأنه «مجازر ضد المدنيين ترتكبها القوات التركية في مناطق شمال سوريا».
وقالت إنه أجاب على سؤال حول مدى اطلاع الحكومة الروسية على «قيام تركيا بقتل الأطفال والمدنيين»، بتأكيد أن «وسائل إعلامنا مثل وسائل إعلامكم تغطي كل شيء».
ونسبت وكالة «هاوار» إلى كيم تعليقه أن «لدينا مصادر تفيد بمعلومات حول مجازر ارتكبها الجيش التركي بحق الأطفال والمدنيين، وسنرفعها للجهات المعنية لدراستها»، لكن أوساطا روسية شككت لاحقا في صحة ترجمة حديث المسؤول العسكري من الروسية إلى العربية.
وكانت موسكو صعدت من لهجتها حيال الأكراد في الفترة الأخيرة، وأكدت أنها تعمل لدفعهم نحو التفاهم مع دمشق، وإلحاق قوات سوريا الديمقراطية بالجيش السوري. وبالتوازي مع الحوارات الجارية مع ممثلي الإدارة الذاتية الكردية حملت موسكو بقوة على بعض الأطراف في القيادات التركية التي اتهمتها بأنها «ما زالت تراهن على الدعم الأميركي» ووصفها وزير الخارجية سيرغي لافروف بأنها تقوم بـ«ألاعيب مريبة»، مشددا على أن الأكراد الذي يفضلون الاعتماد على واشنطن «يتخذون خيارا خاطئا».
على صعيد آخر، أجرى مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، جلسة محادثات مع وفد حزب البعث السوري الذي يزور روسيا بدعوة من حزب «روسيا الموحدة» الحاكم. وأكد خلال اللقاء «دعم روسيا للسلامة الإقليمية ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية».
وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية أنه «خلال تبادل شامل للآراء حول تطور الوضع في سوريا وما حولها، وتم إيلاء اهتمام خاص للقضاء على الإرهاب على الأراضي السورية، ومشكلة استعادة البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والنازحين؛ وأكد الجانب الروسي مجددا موقفه المبدئي الداعم لوحدة وسلامة أراضي وسيادة الجمهورية العربية السورية». وترأس الوفد السوري في الاجتماع نائب الأمين العام لحزب البعث، هلال هلال.
إلى ذلك، عادت أوساط روسية إلى التأكيد على أهمية اختبار الأسلحة الروسية في الحرب السورية على صعيد الترويج للسلاح الروسي في مناطق مختلفة واحتمال زيادة الطلب عليه وخصوصا في القارة الأفريقية. ورأى الباحث في مركز الدراسات العالمية والاستراتيجية في المعهد الأفريقي للأكاديمية الروسية للعلوم، أندريه غروميكو، خلال مشاركته في مؤتمر لشباب بلدان القارة الأفريقية أن «النتائج الإيجابية للعملية الروسية في سوريا قد تزيد الطلب على الأسلحة الروسية من الدول الأفريقية».
وأوضح أن «العامل الذي يساهم في الترويج لقواتنا المسلحة هو عمليتنا الرائعة في سوريا، والتي أظهرت فاعلية وتنسيق عمل جميع أنواع قواتنا المسلحة... أعتقد أنه ينبغي توقع المزيد من الاهتمام في المستقبل القريب». وأشار الخبير إلى أنه نظرا لحقيقة أن الدول الأفريقية تشهد الآن نموا اقتصاديا نشطا، يمكن أن تتوقع روسيا في المستقبل اهتماما متزايدا بالأسلحة من دول القارة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.