الحد الأدنى للأجور في تركيا أقل من حد الجوع

أنقرة تغير قواعد تصنيف القروض مع زيادة الإفلاس

الموظفون يضطرون للاقتراض لتدبير تكاليف معيشتهم (رويترز)
الموظفون يضطرون للاقتراض لتدبير تكاليف معيشتهم (رويترز)
TT

الحد الأدنى للأجور في تركيا أقل من حد الجوع

الموظفون يضطرون للاقتراض لتدبير تكاليف معيشتهم (رويترز)
الموظفون يضطرون للاقتراض لتدبير تكاليف معيشتهم (رويترز)

تشير بيانات صادرة عن اتحاد النقابات العمالية التركي، إلى ارتفاع الأعباء الإضافية لموازنة العائلة، بجانب الغذاء والنفقات الإلزامية الأخرى، بنحو 522 ليرة مقارنة بالعام الماضي، بينما يعتبر الحد الأدنى للأجور أقل من حد الجوع.
ووفق دراسة صدرت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي عن اتحاد النقابات العمالية التركي، كان حد الجوع لعائلة مكونة من 4 أفراد هو 2102 ليرة، بينما يبلغ الحد الأدنى الصافي للأجور 2.020 ألف ليرة، بحسب موقع صحيفة «زمان التركية».
وأوضح اتحاد النقابات العمالية التركي أن الموظفين يضطرون للاقتراض بسبب انخفاض الحد الأدنى للأجور عن حد الجوع، ومواجهتهم صعوبات في توفير النفقات الإلزامية، مجدداً دعوته للحكومة بإعفاء الحد الأدنى للأجور من ضريبة الدخل.
وتشير نتائج الدراسة، التي أجراها اتحاد النقابات العمالية التركي لشهر نوفمبر الحالي، إلى بلوغ إجمالي النفقات الغذائية الشهرية اللازمة لأسرة مؤلفة من 4 أشخاص للحصول على تغذية سليمة ومتوازنة وكافية تكلف نحو 2102 ليرة (حد الجوع). بينما تبلغ النفقات الإلزامية الأخرى للحصول على الملابس والسكن، شاملاً الإيجار والكهرباء والماء والوقود والمواصلات والتعليم والصحة والاحتياجات المشابهة نحو 6.849 ألف ليرة.
وأوضحت الدراسة أن الحد الأدنى الساري حالياً يقل عن قيمته الفعلية بنحو 558 ليرة بسبب ضريبة الدخل، وأن العمال الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور يعجزون أمام الظروف المعيشية، مفيدة أن الحكومة التركية لم تقصِ الحد الأدنى للأجور من ضريبة الدخل، على الرغم من كل الدعوات التي وجّهتها النقابات العمالية. وأشار اتحاد النقابات العمالية إلى استمرار مساعي البحث عن راتب يكفي معيشة إنسانية.
وفي سياق منفصل، أكد مرسوم نشر في الجريدة الرسمية التركية، الأربعاء، السماح للبنوك بشطب مجموعة تضم 5 فئات من القروض المعدومة من حساباتها؛ إذا أشهر المدين إفلاسه وأصبح استرداد هذه القروض مستحيلاً.
وأشارت وكالة بلومبرغ إلى أنه سيتم اعتبار حذف هذه الديون من حسابات البنوك ممارسة محاسبية مقبولة، في حين لن يطرأ تغيير على حق الدائنين في تحصيل ديونهم التي توقف المدينون عن سدادها. وبحسب القواعد الجديدة، سيكون على البنوك الإعلان عن قيمة الديون التي تم شطبها في تقرير أرباحها التالي لقرار الشطب. وذكرت «بلومبرغ» أن السلطات الرقابية في تركيا أبلغت البنوك بتصنيف قروض بقيمة 8.1 مليار دولار، باعتبارها ديوناً معدومة.
ومن جهة أخرى، أفاد تقرير إخباري بأن شركة طيران «أطلس غلوبال» التركية الخاصة علقت جميع رحلاتها حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مرجعة هذا إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية وتراجع سعر صرف الليرة.
وذكرت صحيفة «جمهورييت» الليلة قبل الماضية أن «الارتفاع الحاد في التكاليف اللوجستية والتشغيلية، مع نقل الرحلات إلى مطار إسطنبول الجديد قبل أبريل (نيسان) 2019، جعل من المستحيل بالنسبة لنا تعويض الخسائر التي سجلناها في 2016 و2017»، وذلك وفق رسالة بعثتها الشركة إلى العملاء.
وأوضحت الشركة أنها مضطرة للدخول في فترة من «إعادة الهيكلة» في ظل مشكلات، من بينها التدفقات النقدية والتراجع «السريع والحاد» في سعر الصرف. وأكدت الشركة، في بيان على موقعها الإلكتروني، تعليق الرحلات، دون أي ذكر لمشكلاتها الاقتصادية. ولم يتسنَ التواصل على الفور مع الشركة.
وفقدت الليرة نحو 10 في المائة من قيمتها منذ مطلع العام. وبلغ سعر صرف الدولار الأميركي أمس 5.7614 ليرة. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعا أول من أمس الأتراك لتحويل مدخراتهم من الدولار إلى الليرة.
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن وزارة النقل التركية «ستراقب عن كثب» الموقف فيما يتعلق بتعويض العملاء عن التذاكر التي كان تم شراؤها لرحلات خلال فترة التعليق.
وتسيّر الشركة رحلات لمجموعة متنوعة من الوجهات المحلية والدولية، من بينها ألمانيا وروسيا وكازاخستان والإمارات. ووفقاً لموقع الشركة، فإنها تشغل 25 طائرة ركاب.



«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.