واصلت الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً هجماتها في الساحل الغربي، جنوب مدينة الحديدة الساحلية، على الرغم من الهدنة الأممية ونقاط المراقبة الخمس ووجود المبعوث الأممي مارتن غريفيث في صنعاء، وهو ما اعتبرته القوات الحكومية إصراراً من قبل الجماعة على نسف «اتفاق استوكهولم».
ومع تصاعد الخروق، أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال الهندي أبهيجيت غوها، عن بالغ القلق إزاء تصاعد العنف الذي شهدته محافظة الحُديدة والمناطق المحيطة بها في الأيام القليلة الماضية.
وقال في بيان رسمي، اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، إن «الزيادة في عدد الغارات الجوية التي نُفذت خلال الـ72 ساعة الماضية بنحوٍ جلي تتناقض مع الهدوء النسبي بعد إنشاء نقاط المراقبة».
وأكد الجنرال الهندي أن «القلق يُساوره حيال الخسائر في الأرواح التي أُفيد بوقوعها، والمعاناة بين الشعب اليمني بسبب هذه الهجمات، مشيراً إلى أنها تهدد أيضاً سلامة أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وهي الجهة المسؤولة عن مراقبة وقف إطلاق النار».
وحضّ الجنرال غوها «جميع الأطراف على الامتناع عن أي عملٍ قد يتعارض مع أحكام وروح اتفاق استكهولم، وعلى تجنب مزيد من تصعيد الموقف». كما حضّ، بحسب البيان، على «استخدام آلية التهدئة التي أنشئت بدعم من بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) لحل الخلافات ودعم الجهود المستمرة للحفاظ على وقف إطلاق النار في الحُديدة».
وفي حين اعترفت الميليشيات الحوثية بأنها هاجمت مقر الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، الواقع في مدينة المخا الساحلية غرب تعز، أكدت أنها استخدمت في الهجوم 9 صواريخ باليستية و20 طائرة مفخخة من دون طيار.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي إحباط الهجمات الحوثية، عبر الدفاعات التابعة لتحالف دعم الشرعية، أكدت أمس (الثلاثاء) استمرار الجماعة في خرق الهدنة في مناطق متفرقة من الحديدة.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن القوات الحكومية أفشلت (الثلاثاء) هجوماً جديداً لميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، جنوب محافظة الحديدة، غربي البلاد، بعد أن رصدت القوات مجموعة من عناصر الميليشيات، تحاول التقدم باتجاه مواقع محررة شمال غربي مديرية حيس.
وذكر الموقع أن القوات الحكومية أجبرت عناصر الميليشيات على التراجع والفرار بعد تكبيدها قتلى وجرحى في صفوفها، في حين أفاد الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة في الساحل الغربي بأن عشرات القتلى والجرحى الحوثيين سقطوا أثناء صد الهجوم، إلى جانب تدمير أسلحة ثقيلة دفعت بها الجماعة لتعزيز الهجوم على حيس.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات هاجمت مناطق شمال غربي حيس، بالتزامن مع عمليات قصف واستهداف واسعة، شنتها الميليشيات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة طالت المنطقة، قبل أن تتصدى لها القوات المشتركة وتشتبك معها عدة ساعات.
في غضون ذلك، قدّمت نقطة الارتباط المشتركة التي أقامتها الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار بلاغاً عملياتياً تضمن خروق الميليشيات الحوثية وتصعيدها غير المسبوق يوم (الاثنين) شرقي مدينة الحديدة في النقطة المعروفة بـ«نقطة الخامري».
وأوضح البلاغ أن الجماعة الموالية لإيران شنت عمليات قصف متكررة بواسطة مدفعية الهاون والدبابات والعربات المصفحة والأسلحة المتوسطة والقناصة.
إلى ذلك، أفاد الموقع الرسمي لألوية العمالقة الحكومية بأن الميليشيات صعّدت يوم (الثلاثاء) من خروقها للهدنة بعد أن استهدفت مواقع القوات المشتركة في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة بمختلف الأسلحة.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية تأكيدها أن الميليشيات الحوثية قصفت مواقع القوات المشتركة في منطقة الجاح، التابعة لمديرية بيت الفقيه، بقذائف مدفعية B10 وبقذائف RBG، بشكل عنيف في ساعات الظهيرة من يوم الثلاثاء.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات فتحت نيران أسلحتها المتوسطة من مناطق تمركزها، نحو مواقع القوات المشتركة في المنطقة، بالأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 14.5 وبالأسلحة عيار 12.7 وبسلاح الدوشكا وسلاح معدل البيكا بشكل مكثف ضد الأحياء السكنية في منطقة الجاح ومختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة.
وكانت القوات المشتركة أسقط (الاثنين) طائرة مسيّرة أطلقتها ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، في سماء مدينة المخا، غرب محافظة تعز، فيما أسقطت دفاعات تحالف دعم الشرعية، طائرتين مسيرتين أخريين، قبل أن تصلا إلى المدينة ذاتها.
وذكرت مصادر الإعلام الحربي أن القوات المشتركة أسقطت (الأحد) طائرة مسيّرة حوثية تحمل متفجرات، كانت تحلق في سماء مدينة المخا، متجهة صوب مستشفى «أطباء بلا حدود» بمدينة المخا، الذي كانت استهدفته الميليشيات الحوثية في وقت سابق.
في السياق ذاته، أفادت المصادر بأن نحو 19 حوثياً قتلوا، وجرح أكثر من 50 آخرين، جراء محاولات تسلل فاشلة في الساحل الغربي منذ مطلع الأسبوع.
وأفادت المصادر بوصول 11 جثة إلى صنعاء، و38 جريحاً، يومي السبت والأحد، من جبهة الساحل الغربي، تم توزيعهم على مستشفيات الثورة والجمهوري والعسكري. فيما استقبلت مستشفيات في الحديدة 8 جثث و12 جريحاً من ذات الجبهة، معظمهم في حالة حرجة.
وأكدت المصادر أن مستشفى ذمار العام استقبل خلال الساعات الماضية 12 جثة لقتلى الميليشيات الحوثية، و21 جريحاً من معارك الساحل الغربي والضالع؛ حيث لقي 5 من عناصر الجماعة حتفهم في الساحل الغربي، وذكرت المصادر أن من بين القتلى قيادياً حوثياً يدعى «أبو صخر»، مع 4 من مرافقيه، قتلوا في جبهات الضالع.
وفيما تسيطر على عناصر الجماعة وقياداتها حالة من الإحباط جراء خسائرها المتتابعة في جبهتي الضالع والساحل الغربي، أقدم قادتها في ذمار وإب على عقد لقاءات قبلية للحضّ على تكثيف حملات التجنيد والتبرع بالأموال والقوافل الغذائية لمصلحة عناصر الجماعة.
وفي مسعى من الميليشيات الحوثية لرفع الروح المعنوية لأتباعها ومقاتليها، زعمت الجماعة أن هجماتها التي استهدفت مدينة المخا بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة أسفرت عن «مقتل وإصابة 350 عنصراً من القوات المشتركة وقوات تحالف دعم الشرعية، وتدمير 5 مخازن أسلحة وعدد من الآليات».
الهجمات الحوثية تهدد بنسف «استوكهولم»... والجنرال غوها يدعو للتهدئة
على الرغم من نقاط المراقبة ووجود المبعوث الأممي في صنعاء
الهجمات الحوثية تهدد بنسف «استوكهولم»... والجنرال غوها يدعو للتهدئة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة