تقرير حقوقي يوثق 44 جريمة حوثية ضد النساء في تعز

TT

تقرير حقوقي يوثق 44 جريمة حوثية ضد النساء في تعز

كشف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة مجتمع مدني غير حكومية مقرها الرئيسي في مدينة تعز اليمنية، عن ارتكاب ميليشيات الحوثي الانقلابية نحو 44 اعتداء جسديا طال النساء في تعز، خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) 2019 وحتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال المركز في تقريره الحديث، الذي يتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم في عام 1999 إن «محافظة تعز تشهد أعلى معدل للضحايا من النساء بين المحافظات المختلفة».
وأكد المركز أن الفريق الميداني التابع له وثق «مقتل 14 امرأة في تعز، حيث حصدت القذائف المختلفة حياة 4 نساء فيما قتل قناصون يتبعون الميليشيات الحوثية 3 نساء أخريات، وتسببت الألغام التي تزرعها الجماعة بشكل عشوائي بمقتل 5 نساء، في حين قتلت امرأة واحدة برصاص مباشر للميليشيات كما قتل أحد أتباعها والدته بسلاح أبيض».
وأوضح المركز أن الاشتباكات الدائرة بين اللجنة الأمنية التابعة للسلطة المحلية ومسلحين مناوئين لها تسببت بمقتل امرأتين، فيما قتل مسلح خارج إطار الدولة امرأة أخرى.
ووثق الفريق «تسبب ميليشيات الحوثي في إصابة 30 امرأة حيث أصيبت 14 امرأة بشظايا جراء القذائف والمدفعيات المختلفة، كما أصيبت 10 نساء برصاص قناصي الميليشيات، وتسببت الألغام بإصابة 6 نساء أخريات». بينما تسببت الاشتباكات بين اللجنة الأمنية والمسلحين المعارضين لها في إصابة امرأتين، بينما أصيبت امرأة جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون، كما أصيب 3 نساء برصاص مسلحين خارج إطار الدولة.
وأكد المركز الحقوقي أن «جرائم العنف المسلط على النساء في اليمن خلال سنوات الحرب الأخيرة ومنذ انقلاب الحوثيين على السلطة في 2014 تعددت حيث شملت القتل المباشر لمئات النساء سواء قنصا وقصفا أو من إصابات حيث طالت الجرائم 1500 امرأة وفق إحصائيات وتقارير مختلفة، فضلا عن بتر أعضاء نساء جراء حقول الألغام الهائلة التي تحيط بالقرى المأهولة بالسكان ومداخل المدن».
وقال المركز إن «حقول الألغام والمتفجرات تصيب الفئة الأكثر ضعفا في مجتمع الحرب باليمن وهم النساء والأطفال حيث إنهم الأكثر حركة وتنقلا في القرى المأهولة والمدن المحاصرة».
وقال: «بينما تعاني النساء في صنعاء من قمع ممنهج من قبل سلطات الحوثيين والذي وصل إلى اعتقال عشرات النساء من قبل الأجهزة الأمنية الحوثية وتلفيق التهم المختلفة لهن من انتماءات سياسية إلى تهم بارتكاب جرائم أخلاقية مختلفة، شمل ذلك سلسلة طويلة من الملاحقات والاعتقالات مما يجعل هؤلاء النساء في خطر حقيقي لفقدان حياتهن؛ إما بسبب السجون السرية أو تعرضهن لقمع المجتمع جراء تلك التهم والملاحقات وتشويه السمعة».
وأوضح المركز أنه «حسب بيانات منظمات حقوق الإنسان في صنعاء، فإن هناك ما يزيد على مائتي امرأة ما بين مخطوفات ومخفيات أو يتم ملاحقتهن بشكل قمعي وبإرهاب منظم من قبل أجهزة أمنية تتبع قيادات الجماعة الحوثية».
وأضاف المركز في تقريره بالقول «تتصدر النساء في اليمن قائمة ضحايا العنف باليمن سواء عبر الإصابات المباشرة من الحرب أو من الآثار الأخرى التي تعاني منها بشكل غير مباشر، حيث تتحمل النساء الناجيات من القصف والموت المباشر العبء الأكبر من المسؤولية الأسرية ودعم المجتمع والأضرار النفسية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الحرب والعنف المجتمعي».
وشدد المركز الحقوقي على أن «عملية وقف العنف الموجه ضد النساء في اليمن بحاجة إلى تضافر جهود أطياف المجتمع من سلطات وأحزاب ومنظمات دولية ومؤسسات المجتمع المدني. إذ لا بد من الإيمان بوقف العنف ضد النساء ووقف استهدافهن في الحرب الدائرة وذلك سيشمل الخطوة الأهم لحماية المجتمع وصنع السلام لكون النساء هن الأكثر قدرة على خلق الاستقرار المتوازن على مستوى الأسرة والمجتمع».
وطالب المركز بضرورة وقف العنف الموجه ضد النساء في اليمن، وقال إن ذلك «يعني حماية المجتمع وصنع السلام وصيانة المستقبل المنشود؛ لأن المرأة ليست مجرد شريك في تعزيز استقرار المجتمعات، ولكن هي الأقدر على حث المجتمع نحو السلام وصنع التغيير الإيجابي المنشود».
الجدير بالذكر أن قصة اختيار يوم 25 من نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام كيوم عالمي لوقف العنف ضد النساء يعود إلى حادثة وقعت أحداثها عام 1960 بجمهورية الدومنيكان، حيث اغتيلت ثلاث شقيقات هن الأخوات «ميرابال» بطريقة وحشية بناء على أوامر الحاكم الدومينيكي حينها روفاييل تروخيليو، وقد كن من السياسيات الناشطات في معارضة نظامه.
من جهتها، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال، حرص الحكومة على حماية المرأة من المخاطر التي تتعرض لها، والقضاء على كل أشكال العنف ضدها.
وقالت، وفقا لما أوردته وكالة «سبأ» الرسمية، إن «الحكومة تعمل على تفعيل قرار مجلس الأمن رقم (1325) بشأن حماية النساء أثناء النزاعات المسلحة (السلم والأمن) وحرصها على مشاركة المرأة كعنصر فاعل في منع نشوب النزاعات».
وأضافت أن «وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أعدت الخطة الوطنية للمرأة، بالتعاون مع الجهات المختصة ومنظمات المجتمع المدني، وتسعى بالشراكة مع المانحين لتنفيذ الخطة».
وشددت على «أهمية قيام المنظمات المهتمة بالمرأة بتكثيف البرامج والمشاريع الخاصة بحماية المرأة وتنميتها وتقديم الدعم الشامل للمرأة في اليمن»، مهيبة بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة «إدانة جميع أشكال العنف التي تتعرض له المرأة في المحافظات غير المحررة من قبل ميليشيات الحوثي».
واتهمت الوزيرة الكمال «ميليشيات الحوثي بارتكاب انتهاكات جسمية ضد المرأة ترقى إلى جرائم حرب»، وقالت إن «الميليشيات قامت بقتل واختطاف النساء في صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وأنشأت جهات أمنية من النساء تحت اسم (الزينبيات) خاصة باختطاف وتعذيب النساء».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.