حسم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، قراره عدم القبول بترؤس الحكومة العتيدة، متمسكاً بما سماها «قاعدة ليس أنا بل أحد آخر». وقال إن «حالة الإنكار المزمن بدت كأنها تتخذ من مقترحاتي للحل ذريعة للاستمرار في مناوراتها ورفضها الإصغاء لمطالب الناس المحقة». ورأى أن «أسوأ الإنكار هو أن من يعرفون كل هذه الوقائع ما زالوا يتحججون بأنهم ينتظرون قراراً من (سعد الحريري المتردد) لتحميلي مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة».
وفي بيان له، قال الحريري «بعد 40 يوماً على حراك اللبنانيات واللبنانيين، وقرابة الشهر على استقالة الحكومة استجابةً لصرختهم العارمة، وإفساحاً في المجال لتحقيق مطالبهم المحقة، بات من الواضح أن ما هو أخطر من الأزمة الوطنية الكبيرة والأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها بلدنا، وما يمنع البدء بالمعالجة الجدية لهاتين الأزمتين المترابطتين، هي حالة الإنكار المزمن الذي تم التعبير عنه في مناسبات عديدة طوال الأسابيع الماضية».
ولفت إلى أنه «إزاء هذه الحالة الخطيرة والمانعة لتفادي الأسوأ سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، وجدتُ أنه من واجبي أن أصارح اللبنانيين واللبنانيات، كما عوّدتهم دائماً، علّ في هذه المصارحة مدخلاً لتحريك عجلة المعالجات وفتح الباب أمام البدء بالحلول السياسية والاقتصادية الضرورية»، مضيفاً: «إن حالة الإنكار المزمن بدت كأنها تتخذ من مواقفي ومقترحاتي للحل ذريعةً للاستمرار في تعنتها ومناوراتها ورفضها الإصغاء إلى أصوات الناس ومطالبهم المحقة. فعندما أعلن عن استقالة الحكومة تجاوباً مع الناس ولفتح المجال للحلول أجد من يصر على أني استقلت لأسباب مجهولة، وعندما يصر الناس على محاسبة من في السلطة اليوم، وأنا منهم، وتغيير التركيبة الحكومية، وأنا على رأسها، أو بالحد الأدنى تحسين أدائها ومراقبته، يجدوا من لا يريد إلا التصويب على من كانوا في السلطة قبل ثلاثين عاماً، وعندما أعلن للملأ، في السر وفي العلن، أنني لا أرى حلاً للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة إلا بحكومة إخصائيين، وأرشح من أراه مناسباً لتشكيلها، ثم أتبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنوسياسية، أواجَه بأنني أتصرف على قاعدة (أنا أو لا أحد) ثم على قاعدة (أنا ولا أحد). علماً بأن كل اللبنانيين يعرفون مَن صاحب هذا الشعار قولاً وممارسة».
ورأى الحريري أن «أسوأ الإنكار هو أن من يعرفون كل هذه الوقائع ما زالوا يتحججون تجاه الرأي العام بأنهم ينتظرون قراراً من (سعد الحريري المتردد) لتحميلي، زوراً وبهتاناً، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة».
وختم: «إزاء هذه الممارسات عديمة المسؤولية، والعديد من الأمثلة الأخرى التي لا مجال لتفصيلها اليوم، أعلن للبنانيات واللبنانيين، أنني متمسك بقاعدة (ليس أنا، بل أحد آخر) لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشباب والشابات والحضور المميز للمرأة اللبنانية التي تصدرت الصفوف في كل الساحات لتؤكد جدارة النساء في قيادة العمل السياسي، وتعالج الأزمة في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور وينتظرها اللبنانيون ويطالبون بها منذ استقالة الحكومة الحالية».
وعبّر عن أمله وثقته بـ«أنه بعد إعلان قراري هذا، الصريح والقاطع، أن فخامة رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور وعلى مصير البلاد وأمان أهلها، سيبادر فوراً إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة، متمنياً لمن سيتم اختياره التوفيق الكامل في مهمته».
الحريري يحسم قراره: «ليس أنا بل أحد آخر» لرئاسة الحكومة
قال إن هناك من يحاول تحميله مسؤولية تأخير تشكيلها
الحريري يحسم قراره: «ليس أنا بل أحد آخر» لرئاسة الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة