مهرجان في مانشستر البريطانية للتعريف بهوية سوريا الثقافية

تنظمه سنوياً «جمعية فكر وبناء»

فرقة فواز باقر السورية (تصوير: جوناثان نيكولسون)
فرقة فواز باقر السورية (تصوير: جوناثان نيكولسون)
TT

مهرجان في مانشستر البريطانية للتعريف بهوية سوريا الثقافية

فرقة فواز باقر السورية (تصوير: جوناثان نيكولسون)
فرقة فواز باقر السورية (تصوير: جوناثان نيكولسون)

كعادتها تشوّه الحروب حيثما اندلعت صورة الأرض والشّعب، وتُصبح أخبار العنف والدّمار والموت وحدها تعريفا ملازما لحالة فُرضت عليهما. وهذا ما حدث مع سوريا منذ العام 2011، حين اندلعت الحرب، وبات غالبية مواطنيها، يبحثون عن برّ أمان في البلدان المستقرّة. وكما الكثير من الدّول الأوروبية كان لبريطانيا أيضاً أن تستقبل أعدادا من اللاجئين السوريين في مدنها، ومن بينها مانشستر، حيث تضمّ وحدها جالية سورية كبيرة. وفيها استطاعت تأسيس جمعية تُعرّف السّوريين بعضهم ببعض للتواصل ومساعدة القادمين الجدد، ولمحاولة تغيير صور الحرب وإظهار الوجه الحقيقي لسوريا وشعبها. نلقي الضوء على نشاطات هذه الجالية، وكيف استطاعت أن تقدّم نفسها ووطنها الأم إلى العالم الخارجي.
يقول هيثم الحموي مدير جمعية «فكر وبناء» السورية، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «أسّسنا في مانشستر (جمعية فكر وبناء) في العام 2013 والاسم المتعارف عليه بين السّوريين هو (مركز الجالية السورية)، وغايتها كانت التعريف بسوريا وبما يحدث فيها. من ثمّ أُضيف إليها العمل من أجل الجالية السورية وبناء الروابط فيما بين أفرادها وبين المجتمع البريطاني المضيف، وتعزيز الاندماج الإيجابي لتصبح هذه الجالية عنصراً فعالاً في المجتمع».
تعتبر الثقافة والفنون من أهم المكونات في أي هوية قومية، لذا فإنّ الجاليات السورية في الخارج تواصل محافظتها على كلّ هذه الروابط الحيوية للوطن المأزوم من خلال تبني الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية. ومن هنا جاءت فكرة تنظيم مهرجان للتّعريف بهوية سوريا الحقيقية وصورتها الجميلة المشرقة. وللسنة الثالثة على التوالي تنظّم جمعية فكر وبناء، مهرجانا احتفاليا، يجمع بين السوريين بمختلف مشاربهم من فنانين وكّتاب ومؤلفين ومخرجين وممثلين من مختلف أنحاء العالم لمشاركة أهل المدينة بهذا التنوع الثقافي الثّري لديهم.
يتابع الحموي حديثه معرّفا عن المهرجان وأهدافه، فيقول: «نظّمنا المهرجان الأوّل في عام 2017، وهذه هي السنة الثالثة له، ويستمرّ من 2 إلى 8 نوفمبر (تشرين الثاني). نُظّمت خلاله 20 فعالية متنوعة بين معرض الكاريكاتير والأفلام والمسرح والعروض الموسيقية وبعض الفعاليات المتعلقة بالفن السّوري وبعض الأنشطة والورشات الفنية التعليمية». مشيراً إلى أنّ هدفه «هو توضيح دور الثّقافة والفنون السورية في المشهد الثقافي والحضاري العالمي، وكيف تكون الفنون رابطا بين المجتمعات بشكل عام، كما يهدف إلى تغيير الصورة النّمطية التي رُسمت عن سوريا خلال السنوات الأخيرة، صورة العنف والدمار والبؤس والشقاء، عبر تقديم وجه آخر لسوريا الزاخرة بالحضارة الإنسانية والغنية بتراثها وثقافتها».
وحول التفاعل مع المهرجان، يقول الحموي: «كان ممتازا، فأعداد الجمهور تزداد عاما بعد عام. أمّا الحضور، فكان بأكثريته من الأجانب وليس من السوريين والعرب على الرّغم من أنّ وجودهم أمر طبيعي، ولكنّ أكثر من نحو 75 في المائة منهم كان من البريطانيين ومن جنسيات مختلفة».
وحسب الحموي، كان هناك شعور بالارتياح الكبير لدى السّوريين، لمواصلة هذا الارتباط مع هذه المدينة البريطانية الجميلة، والاستفادة البنّاءة من نجاحات المهرجانات المماثلة السابقة، خصوصاً مهرجان العام الحالي، الذي شمل معرضا للأعمال الفنية، والحفلات الموسيقية، وتقديم الأمسيات الأدبية، والعروض السينمائية، وورش العمل الفنية التفاعلية، والمناقشات، واستعراض الكتب والمؤلفات، فضلا عن عدد من الحرف اليدوية، ووصفات الطّعام التقليدية، والكثير من الفعاليات للناس من كافة الشرائح العمرية والمجتمعية.
واستضاف المهرجان العام الحالي، فرقة لندن السورية وهي تُعتبر من أفضل الفرق السورية في المملكة المتحدة، وقد استطاعت أن تبهر الحضور، لأدائها المميّز وتقديمها مقطوعات موسيقية متنوعة بين الفولكلوري والكلاسيكي مع حالة عاطفية زاخمة ذات عمق قوي. وتضمّ فرقة لندن السورية مجموعة من أفضل الموسيقيين من كونسرفاتوار دمشق، من الذين يعيشون حاليا في المملكة المتحدة. ولقد كان العرض رائعا للغاية، إلى حد أنّ الفعالية كانت محجوزة بالكامل، وقد استمتع الحضور بليلة لا تنساها الذاكرة من الموسيقى الرائعة والمشاعر الجميلة.
ويتابع الحموي، أنّ للمركز نشاطات كثيرة، يعتبر هذا المهرجان أكبرها، بيد أنّ هناك أيضا فعالية أخرى هي «اليوم السّوري»، بدأنا بتنظيمه منذ العام 2011، ويصادف في أيام الصيف، ويحضره أكثر من 1600 شخص عادة، معظمهم سوريون ومن جنسيات أخرى أيضا، وهو مخصّص للعائلات، وتكثر فيه النشاطات والألعاب المتنوعة، وبيع المأكولات. وأيضا في كل عام خلال فترة عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة، هناك اجتماعات للتعارف بين الناس، ونشاطات دورية للمؤسسة، ففي كل شهر تُعقد حلقة نقاشية تدور حول مواضيع مختلفة تتعلّق بسوريا أو بالجالية السورية في بريطانيا. كما هناك عرض فيلم شهري، ترافقه حلقة نقاشية، على أن يكون اختياره مناسبا ولغاية إلقاء الضوء على رسالة معيّنة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.