اعتقال نائب عراقي متلبس بالرشوة

بعد يوم من تأجيل استجوابه لوزير بتهم الفساد

TT

اعتقال نائب عراقي متلبس بالرشوة

في أقوى ضربة توجه إلى السلطة التشريعية في العراق أعلنت هيئة النزاهة أنها اعتقلت النائب عن تيار الحكمة محمود ملا طلال متلبساً بتسلم رشوة. وقالت الهيئة في بيان مقتضب إن «قوة من هيئة النزاهة ألقت القبض على النائب محمود ملا طلال متلبساً بتسلم رشوة من أحد الوزراء».
ولم تكشف الهيئة عما إذا كان الوزير هو من أبلغ الهيئة فنصبت الكمين أم أن الوزير الذي لم تفصح عن اسمه هو الآخر متورط في تقديم الرشوة.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من تأجيل جلسة البرلمان التي كانت مقررة أول من أمس وكان يفترض أن تتضمن استجواب وزير الصناعة صالح الجبوري من قبل النائب المذكور وهو ما يعني أن النائب قبض الرشوة من الوزير أو طرف ثالث فيما أبلغت هيئة النزاهة بالأمر، وهو ما جعلها تلقي القبض على النائب بالجرم المشهود وهو إجراء لا يحتاج إلى رفع حصانة عن النائب. يضاف إلى ذلك أن البرلمان قرر مؤخراً رفع الحصانة عن نوابه المتهمين بالرشى أو الجرائم دون العودة إلى البرلمان لرفع الحصانة.
وفي الوقت الذي لم يصدر توضيح سواء من قبل البرلمان أو الكتلة التي ينتمي إليها النائب المتهم، وهي تيار الحكمة فإن النائب عنها أسعد المرشدي أعلن في تصريح أن «النائب محمود ملا طلال موجود في هيئة النزاهة، وسوف يتم الإفراج عنه حال ظهور الحقيقة». وأضاف المرشدي أن «وزير الصناعة هو من فبرك التهمة عليه».
في سياق ذلك، كشفت هيئة النزاهة عن صدور أمر استقدام بحق وزير الصحة الأسبق عديلة حمود كما صدرت أوامر إلقاء قبض بحق نائبين حاليين ومحافظين سابقين في سياق الحملة الكبرى التي تقوم بها هيئة النزاهة لملاحقة كبار المتهمين بالفساد. وقالت الهيئة في بيان لها إن أمر استقدام الوزيرة السابقة «جاء استناداً إلى أحكام المادة 340 من قانون العقوبات العراقي» مبينة أن «أمر الاستقدام شمل عدداً من المسؤولين في الوزارة». وأوضحت دائرة التحقيقات في الهيئة أن «أمر الاستقدام جاء على ضوء المخالفات الحاصلة في مشروع إنشاء (المستشفى التركي)، سعة (400) سرير في محافظة كربلاء».
في السياق نفسه، أصدرت محكمة تحقيق النزاهة في الكرخ أمراً بالقبض على عضو مجلس النواب أحمد الجبوري «أبو مازن». وقال مصدر قضائي في بيان إن «أمر القبض يأتي بعد صدور استقدام بحقه ولم يأتِ إلى المحكمة». كما كشفت دائرة التحقيق عن رفض شمول محافظ بابل السابق عضو مجلس النواب حالياً بقانون العفو العام.
وأضافت الدائرة أن «محكمة مكافحة الفساد المركزية أصدرت أمر قبض بحقه؛ لعدم حضوره جلسة المحاكمة الخاصة بموضوع إدخال كميات كبيرة من الإسمنت المستورد دون رسوم خلافاً للضوابط».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.