جلسة الحوار التونسي تعلن عن صدور ميثاق وطني للانتخابات

القضاء يبدأ التحقيق مع 18 متهما بتمويل الإرهاب

زعيم حزب الديمقراطي التقدمي التونسي نجيب الشابي يلقي كلمته أثناء حملة الحزب مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية في العاصمة تونس أمس (أ.ف.ب)
زعيم حزب الديمقراطي التقدمي التونسي نجيب الشابي يلقي كلمته أثناء حملة الحزب مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية في العاصمة تونس أمس (أ.ف.ب)
TT

جلسة الحوار التونسي تعلن عن صدور ميثاق وطني للانتخابات

زعيم حزب الديمقراطي التقدمي التونسي نجيب الشابي يلقي كلمته أثناء حملة الحزب مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية في العاصمة تونس أمس (أ.ف.ب)
زعيم حزب الديمقراطي التقدمي التونسي نجيب الشابي يلقي كلمته أثناء حملة الحزب مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية في العاصمة تونس أمس (أ.ف.ب)

تمخضت أول جلسة للحوار الوطني في تونس عن الإعلان عن ميثاق وطني للانتخابات سيصدر عن الحوار الوطني، وسيدعو إلى «انتخابات نظيفة وشفافة بعيدة عن المال الفاسد».
ويتضمن هذا الميثاق دعوة إلى حياد وسائل الإعلام تجاه مختلف المرشحين، سواء للانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، وإلى دعم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من أجل رفع تحدي ثاني انتخابات تجرى بعد الثورة، والابتعاد عن التشكيك المتكرر في حياديتها، وكذا دعوة الناخبين إلى المشاركة المكثفة في التصويت حتى تحظى نتائج الانتخابات بالشرعية الشعبية الكافية.
وقد ترأس الجلسة الأولى للحوار الوطني حسين العباسي رئيس نقابة العمال بمشاركة عدة أحزاب سياسية. لكنها تعرضت إلى الشكوك المتداولة بخصوص أعضاء مكاتب الاقتراع، خاصة في الدوائر الانتخابية الداخلية، حيث تحدثت حركة نداء تونس عن وجود عدد من الاختلالات في منظومة الهيئة المستقلة للانتخابات، وطالبت بتدقيق في البرمجية الإعلامية للهيئة حتى لا تفضي إلى نتائج انتخابية غير متوقعة. كما جرى بنفس المناسبة توجيه انتقادات إلى الحكومة حول بعض التعيينات، ووجود هيمنة متواصلة على بعض المساجد التي ما تزال خارج السيطرة الرسمية للدولة، والتي تروج خطابا تكفيريا ضد عدد من الأحزاب وضد العملية الانتخابية برمتها. وكان الطيب البكوش، الأمين العام لحركة نداء تونس قد عبر عن خشيته من إمكانية تزييف الانتخابات البرلمانية، وقال في اجتماع شعبي عقده حزبه في مدينة توزر الواقعة في الجنوب التونسي، إن وجود أطراف غير محايدة داخل الإدارة التونسية، وعلى رأس بعض الهيئات الفرعية للانتخابات، قد يقوي الشكوك تجاه العملية الانتخابية، على حد تعبيره.
وبشأن الدفعة الثانية من جلسات الحوار الوطني، قالت وداد بوشماوي، رئيسة نقابة رجال الأعمال في تصريح لوسائل الإعلام، إن الرباعي الراعي للحوار سيحاول الاستماع إلى آراء وتعاليق الأحزاب السياسية بعد مرور نحو 10 أيام على انطلاق الحملة الانتخابية، وسيعمل الرباعي المذكور على تنقية الأجواء وتوفير المناخ الانتخابي الملائم لإنجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وعاد الرباعي الراعي للحوار الوطني، والمكون من نقابة العمال ونقابة المحامين ورابطة حقوق الإنسان بعد انقطاع دام عدة أشهر، إلى جلسات الحوار التي جمعته بـ21 حزبا سياسيا ممثلا في المجلس التأسيسي (البرلمان). وكانت جولة المفاوضات السابقة قد أفضت إلى اتفاق حول خريطة طريق تلزم الحكومة بالحياد، وتفرض على تحالف الترويكا، بزعامة حركة النهضة، مغادرة السلطة.
ووفق متابعين للتطورات في العلاقة التي تربط نقابة العمال بحكومة مهدي جمعة، فإن نقابة العمال لن تواجه الحكومة مباشرة، بعد رفضها التفاوض حول مراجعة أجور موظفي القطاع العام، بل ستطلب منها الجلوس إلى مائدة المفاوضات بشأن عدة محاور سياسية أخرى، على غرار الاختلالات المسجلة على مستوى الحملات الانتخابية، واحترام مبدأ تكافؤ الفرص بين مختلف المتنافسين لضمان انتخابات نزيهة وشفافة، وستخفي «غضبها» تجاه تأجيل النظر في الزيادة في الأجور، كما ستطالب بتحييد الإدارة إبان الانتخابات، وتحييد المساجد، ومواصلة مراجعة التعيينات التي جرت على أساس الانتماء الحزبي.
وكانت الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) قد حددت نهاية الأسبوع الماضي الشروط المطلوبة التي تجعل النقابيين والعمال يصوتون لأحزاب سياسية دون أخرى. ودعت قواعدها النقابية إلى التصويت لفائدة الأحزاب التي تدافع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال، وخاصة منها تلك التي تسعى إلى تطوير التشريعات العمالية بما يتماشى وطموحات العمال، وعموم الشعب وتحمي مكاسب التونسيين، وتلتزم بمبادئ الدولة المدنية وقيم الجمهورية.
من ناحية أخرى، بدأ أمس القضاء التونسي عمليات التحقيق مع 18 متهما بالإرهاب، من بينهم حسن بريك المتحدث السابق باسم تنظيم أنصار الشريعة المحظور، وشقيق أبو عياض قائد نفس التنظيم. ويواجه المتهمون اتهامات تتعلق بتمويل الإرهاب وفق قانون 2003 لمكافحة الإرهاب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.