العثماني يربط نجاح «الجهوية المتقدمة» بتنمية المناطق في المغرب

TT

العثماني يربط نجاح «الجهوية المتقدمة» بتنمية المناطق في المغرب

اعتبر سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية، أن نجاح مشروع الجهوية المتقدمة في البلاد مرتبط أساساً بمنح صلاحيات حقيقية وقوية للجهات (المناطق) للرفع من تنافسيتها، مقرّاً بوجود تأخر في تنفيذ مشروع اللاتمركز الإداري.
وقال العثماني في كلمة ألقاها، أمس، في افتتاح الملتقى الوطني لحزبه حول الجهوية المتقدمة، بمدينة القنيطرة (شمال الرباط): «قطعنا أشواطاً في اللاتمركز الإداري، وبقيت 3 قطاعات سنحسم فيها»، مشدداً على أن هذه المشاريع تؤسس لواقع جديد، يتشرف حزب العدالة والتنمية بالمساهمة فيه. وأشار العثماني إلى وجود «بعض الغموض حول كيفية نقل الصلاحيات والمدى الزمني وكل ما يخص هذه الأمور»، مبرزا أن الأمر يتطلب كثيراً من الجهد لتعديل «الترسانة التشريعية التي يتطلب تعديلها وتغييرها، لأنه من خلال اللاتمركز الإداري سننتقل من شعار إلى واقع تشريعي يعطي الاختصاصات ويؤسس لهذا اللاتمركز عبر التعاقد مع الجهات».
وأضاف رئيس الحكومة: «من دون إدارات جهوية ذات صلاحيات حقيقية وقوية وذات إمكانيات تجعلها مفاوضاً حقيقياً على مستوى الجهوية، للتعاون وتنمية الجهات والرفع من تنافسيتها، لن تنجح الجهوية المتقدمة».
وفي الشأن السياسي، قال العثماني إن الفاعل السياسي «ينبغي أن يكون في قلب المعارك الحقيقية للوطن، وفق منطق وطني متسامٍ عن الخلافات الضيقة»، مشدداً على أن حزب «العدالة والتنمية» لا يأخذ الصراعات الحزبية «بمنطق ضيق، ولكن إذا هاجمنا أحد ندافع عن أنفسنا وهذا حق». وشدد العثماني في رسالة إلى أعضاء حزبه على أن «العمق هو النضال الذي يجب أن نحس به ونستمر فيه»، وأردف قائلاً: «لسنا موظفين نقوم بعمل ونعود إلى منازلنا، نحن مناضلون جئنا للمساهمة في أوراش مهمة في تاريخ البلاد».
ودعا العثماني إلى التشبث بالصبر ومواصلة النضال خدمة للوطن، معبراً عن رفض حزبه لما سماه «البلطجة والتدخلات غير المنطقية وغير القانونية، التي لا تفيد»، في إشارة إلى الصعوبات والمعاناة التي قال إن عدداً من رؤساء المؤسسات المنتمين لحزبه يتعرضون لها «ظلماً وعدواناً». وأضاف العثماني أن «تعمُّد الإساءة للوطن أو التطاول على المال العام وخرق القانون تجاوزاً من أجل المصلحة خط أحمر بالنسبة لـ(حزب العدالة والتنمية) ولن نقبل من أي كان ذلك»، مؤكداً أن الحزب لن «يسمح لأعضائه بالخروج عن الطريق ومخالفة القانون». وأشار العثماني إلى أن حزبه منفتح على استقطاب الكفاءات المغربية في مختلف المجالات، حيث قال: «داخل الحزب لا نبحث عن الكثرة، وإنما النوعية، ونبحث عن ناس عندهم خبرة ومستعدون للتضحية، وعندهم غيرة على الوطن والمال العام، وهؤلاء... مرحباً بهم في الحزب أياً كانوا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.