مصر: الإفراج عن صحافيين «موقوفين» بعد انتقادات

TT

مصر: الإفراج عن صحافيين «موقوفين» بعد انتقادات

قالت مصادر حقوقية إن السلطات المصرية أفرجت، أمس، عن عدد من الصحافيين الموقوفين، يعملون في موقع «مدى مصر»، الإخباري المستقل. وكانت منظمة العفو الدولية، ومقرها لندن، انتقدت ما وصفته بـ«التصعيد الخطير» بحق الصحافيين، مطالبة بـ«عدم التعرض للصحافيين بسبب قيامهم بعملهم». فيما اعتبرت مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، انتقادات المنظمة بأنها «تستهدف تحقيق أهداف سياسية، وتفتقد إلى الدقة، باعتمادها على معلومات غير موثقة وتقارير وبيانات لجماعات إرهابية».
وأشارت عازر إلى أن «أي إجراء أمني يتم اتخاذه بحق شخص يكون بسبب ممارسته جرائم مخالفة للقانون».
وكان موقع «مدى مصر»، وهو أحد المواقع الإخبارية المحجوبة، قد أعلن اقتحام قوة أمنية لمقره في حي الدقي (غرب القاهرة)، في الساعة الواحدة والنصف ظهر أمس (الأحد)، ومصادرة هواتف وأجهزة كومبيوتر أعضاء الفريق الموجودين، واحتجاز واستجواب رئيسة التحرير.
وقال الموقع، عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه تم القبض على كل من لينا عطا الله رئيسة تحرير مدى مصر، ومحمد حمامة، ورنا ممدوح، الصحافيين بالموقع. كما اصطحبت قوات الأمن كُلا من إيان لوي، أميركي الجنسية، وإيما سكولدنغ، بريطانية الجنسية، إلى منزليهما، لـ«التأكد من هويتهما بالاطلاع على جوازي سفرهما»، بحسب ما ذكره الموقع.
وجاءت المداهمة غداة توقيف المحرر في الموقع شادي زلط البالغ 37 عاما، ومصادرة جهازي كومبيوتر الخاص به وزوجته.
وبعد ساعات من عملية التوقيف، قال المحامي الحقوقي جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، في تدوينة على صفحته بـ«فيسبوك»، مساء أمس الأحد، إنه «تم الإفراج عن جميع الموقوفين، بما فيهم الصحافي شادي زلط».
وهو ما أكده أيضا محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحافيين بمصر، في اتصال مع «الشرق الأوسط».
ورفض كل من ضياء رشوان، نقيب الصحافيين في مصر، وكرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، التعليق على عمليات التوقيف، خلال اتصال أجرته «الشرق الأوسط» معهما. ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث باسم وزارة الداخلية لمعرفة تفاصيل الواقعة.
وكانت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين أدانت توقيف زلط، مشيرة إلى «تقييد حرية صحافيين آخرين لم يفعلوا أكثر من التمسك بممارسة عملهم الصحافي، أو إعلان رأيهم في الشأن العام، وهي حقوق كفلها لهم الدستور والقانون».
وطالب بيان اللجنة بالإفراج الفوري عن كل الصحافيين المحبوسين على ذمة قضايا النشر والرأي.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.