قبل 21 عاما... كان لغزة مطار ومنفذ على العالم

أرشيف «الشرق الأوسط»: عرفات أمل أن تقلع منه طائرات إلى القدس

قبل 21 عاما... كان لغزة مطار ومنفذ على العالم
TT

قبل 21 عاما... كان لغزة مطار ومنفذ على العالم

قبل 21 عاما... كان لغزة مطار ومنفذ على العالم

«يبدأ اليوم تشغيل مطار غزة الفلسطيني الذي لم يعط اسماً رسمياً حتى الآن، رغم أن بعض المسؤولين الفلسطينيين استبقوا الأمور وأطلقوا عليه اسم «مطار عرفات»، ووصلت للمشاركة في هذا الحدث التاريخي الذي انتظره الفلسطينيون أكثر من عامين عشر طائرات تحمل وفوداً رسمية وشعبية قادمة من الأردن ومصر والمغرب وإسبانيا». مطلع خبر نشرته «الشرق الأوسط» في عددها الصادر في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1998.

أشير لأول مرة إلى مسألة إقامة مطار دولي وذلك في اتفاقية القاهرة في مايو (أيار) 1994 (أوسلو 2). وفي سبتمبر (أيلول) 1994 أصدر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مرسوماً رئاسياً يقضي بتأسيس سلطة الطيران المدني الفلسطيني كهيئة مستقلة. ونص مشروع القرار على بناء مطارات وتأسيس وتشغيل الخطوط الجوية الفلسطينية. بدأ العمل في البنية التحتية للمطار في يناير (كانون الثاني) 1996.
وفي عدد «الشرق الأوسط» ذاته تقرير من كمال قبيسي يتناول قصة المطار. قال: «على هضبة في منطقة رفح، بعيدة 12 كيلومترا عن البحر، ونحو 35 كيلومترا إلى أقصى جنوب المدينة التي يعيش فيها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أو غزة الصغيرة المكتظة بأكثر من 350 ألف نسمة، بنى الفلسطينيون في 6 أشهر مطاراً دولياً متواضعاً، على مساحة مليونين و350 ألف متر مربع، عند النقطة العاشرة من الحدود المصرية - الفلسطينية، بتكلفة زادت على 30 مليون دولار دشنه أبو عمار في 2 يونيو (حزيران) 1996 حين هبطت فيه طائرته الخاصة جاء بها من القاهرة طيار الرئيس الكابتن عمر عبد الحليم ومساعده زياد علي عزيز في مشهد هز مشاعر المحتشدين حين أطل عزيز من نافذتها بدموع تنهال من عينيه وبدأ يلوح بعلم فلسطين، وهي تمضي للوقوف على مدرج المطار كأول طائرة تهبط فيه».

ورغم محاولات إسرائيل المتكررة لعرقلة المشروع بدأ التشغيل الرسمي لمطار غزة الدولي، يوم الثلاثاء 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، 1998. واحتل الخبر حيزاً من الصفحة الأولى في عدد «الشرق الأوسط» الصادر في اليوم التالي تحت عنوان: «عرفات يقلع للمرة الأولى من مطار غزة اليوم… الفلسطينيون احتفلوا بوصول أول 10 طائرات».

وفي الداخل خبر وثق الافتتاح تحت عنوان: «الفلسطينيون افتتحوا مطار غزة الدولي بالموسيقى والرقص». وقال: «أولى الطائرات التي حطت كانت مصرية وعلى متنها 4 وزراء ومجموعة من الصحافيين والفنانين أبرزهم عادل أمام». وأضاف: «وقال عرفات: بإذن الله ستقلع طائرات من هذا المطار حاملة حجاجاً إلى القدس، قريباً».

كما ضم العدد ذاته تقريراً خاصاً لـ«الشرق الأوسط» أجري من خلاله مقابلتان مع طياري ياسر عرفات عن حياته الجوية. وقال أحدهما: «السلطة للطيار دائماً فهو الآمر الناهي، إلا إذا كان الراكب رئيس دولة… في طائرة الرئيس عرفات توجد سلطة واحدة».

المطار، الذي كان منفذ غزة الوحيد على العالم، توقف عن العمل في ديسمبر (كانون الأول) 2001 بعد أن ألحق الجيش الإسرائيلي به دماراً فادحاً. ودمره الجيش بالكامل في يناير 2002. وخلال حرب لبنان في صيف 2006 قصفته إسرائيل من جديد لتدمر ما تبقى من مبناه الأساسي. جرد محتوياته اللصوص، ولم يتبقَ من هذا الجسر إلى العالم شيء.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».