القاهرة تروّج لمعالمها السياحية بـ«المنصات الرقمية»

لمواكبة التغيرات المتلاحقة في القطاع عالمياً

TT

القاهرة تروّج لمعالمها السياحية بـ«المنصات الرقمية»

قالت وزارة السياحية في مصر، إنها «تقوم بتحديث آليات الترويج، وتعتمد في حملتها الترويجية لمصر بالخارج على استخدام التكنولوجيا الحديثة (والمنصات الرقمية)، وذلك لمواكبة التغييرات المتلاحقة في قطاع السياحة عالمياً». في حين استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحية المصرية، أمس، العناصر الرئيسية للحملة الترويجية لمصر في الخارج وهي، «بيبول 2 بيبول»، والترويج «لكل مدينة سياحية على حدة»، والترويج لافتتاح المتحف المصري الكبير»GEM 2020».
وأكدت المشاط خلال لقائها مايكل فرومان، نائب رئيس مجلس الإدارة، رئيس شركة «ماستر كارد» خلال مشاركتها في «منتدى بلومبيرغ للاقتصاد الجديد» بالصين الشعبية، «أهمية الإحصاءات والتحليلات في مجال السياحة، لأنها تساهم في معرفة الاتجاهات الحديثة للسائحين».
وقال مجلس الوزراء المصري على صفحته على «فيسبوك» أمس، إن «لقاء الوزيرة المشاط وفرومان، ناقش أوجه التعاون المختلفة بين وزارة السياحة والشركة في مجال السياحة خلال الفترة المقبلة، حيث كانت الوزيرة قد التقت بمسؤولي شركة (ماستر كارد) في القاهرة، أغسطس (آب) الماضي، كما استعرضت الوزيرة المصرية برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة المصري». ولفت مجلس الوزراء المصري إلى أن «وزارة السياحة أصدرت تقرير المتابعة الأول لهذا البرنامج في سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك بعد مرور ما يقرب من 10 أشهر على إطلاق برنامج الإصلاح الهيكلي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».
وأشارت الوزيرة المصرية إلى أن «الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بالتحول الرقمي في قطاع السياحة، وهو ما يتضمنه محور مواكبة الاتجاهات العالمية الحديثة، الذي يعد أحد المحاور الرئيسية ببرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، والذي يرتكز على الاتجاهات الحديثة، والاستعانة بالتكنولوجيا في مجال السياحة، والترويج لمصر كمقصد يهتم بالبيئة والتنمية المستدامة، وتشجيع الابتكار والحلول الرقمية»، مؤكدة «أهمية مواكبة التغيرات المتلاحقة في صناعة السياحة عالمياً، خاصة في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي وتطبيقه في قطاع السياحة». وأكدت الوزيرة «أهمية الإحصاءات والتحليلات في مجال السياحة، خاصة أنها تساهم في معرفة الاتجاهات الحديثة للسائحين»، لافتة إلى أن «توافر قاعدة بيانات عن اتجاهات السفر، تساعد الحكومات وصناع القرار في التعرف على كيفية تفكير السائح في المقصد السياحي وتطلعاته وتوقعاته أثناء رحلته، مما يساهم بشكل إيجابي وفعال في وضع الاستراتيجيات المناسبة لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة لدولهم». وأشارت صفحة مجلس الوزراء المصري أمس، إلى «التقارير العالمية الإيجابية التي تشيد بالطفرة التي حققها قطاع السياحة المصري، حيث حققت مصر رابع أعلى نمو في الأداء عالمياً، في مؤشر تنافسية السفر والسياحة، وذلك وفقاً لتقرير (منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السفر والسياحة لعام 2019)».
من جهته، أعرب فرومان، عن «تطلع الشركة للتعاون مع وزارة السياحة في مجال تحليل البيانات، والتحول الرقمي والترويج للسياحة المصرية، باستخدام المنصات والتطبيقات الإلكترونية، وذلك من خلال قيام الشركة بتوفير المعلومات والبيانات عن السائحين، وعن تطلعاتهم أثناء زيارتهم لمصر مما يمكن الوزارة في وضع الخطط الترويجية المناسبة لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة من جميع أنحاء العالم». جدير بالذكر أن «ماستر كارد» هي شركة لديها منصة واسعة وخبرة كبيرة في تحليل البيانات؛ حيث يتوافر لديها معلومات عن بيانات السائحين، واهتماماتهم خلال السفر ومعدل إنفاقهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.