ملكات الطبخ الشابات يعشن عصرهن في الهند

لم يعد الطهي حكراً على الذكور

مأكولات أرمنية من يد الطاهية ميغنا كوهلي
مأكولات أرمنية من يد الطاهية ميغنا كوهلي
TT

ملكات الطبخ الشابات يعشن عصرهن في الهند

مأكولات أرمنية من يد الطاهية ميغنا كوهلي
مأكولات أرمنية من يد الطاهية ميغنا كوهلي

العام الماضي، أصبحت الطاهية غاريما أرورا أول هندية تحصل على نجمة ميشلان لمطعمها «جا» في بانكوك. ويمكن لحديثنا هنا أن يملأ مجلدات عن المرأة الهندية ونشاطها في مجال الضيافة، رغم أن الرجال يهيمنون عليه تماماً. إذا اقتربنا أكثر من الهند، ستجد أن هناك عدداً من الطاهيات اللواتي انشغلن بحفر أسمائهن في الصخر بالعمل طوال الليل ولساعات طويلة، وقد حرمن أنفسهن من أي حياة اجتماعية، ناهيك من العمل في بيئة مشحونة بالكراهية للنساء.
لم تعد حرفة الطهي حكراً على الذكور، كما كان الحال في السابق. وفي هذا الصدد، التقت صحيفة «الشرق الأوسط» مع عدد من الطاهيات في الهند اللاتي أصبحن محترفات في فن الطهي لمعرفة مصدر إلهامهن، وسبب متابعة شغفهن بدروس هذا الفن تحديداً.
أفادت الطاهية أكانكشا دين التي تعيش بمدينة دلهي بأن الميل إلى تجربة إعداد الطعام بدأ في سن مبكرة. وتعد دين أول هندية تتدرب تحت قيادة الطاهي الشهير ماسيمو بوتورا، كبير الطهاة في مطعم «أوستريا فرانشنسا» الحاصل على ثلاث نجوم ميشلان من الهيئة المانحة، ومقرها «مودين» بإيطاليا، حيث تعلمت أكثر من مجرد الطبخ.
ولدى سؤالها عن بداياتها في التعليم، قالت: «لقد شعرت بالذهول عندما قابلت رئيس الطهاة بوتورا لأول مرة. لكن رغم ذلك، كان شخصاً متواضعاً لأقصى الحدود». ومن جانبه، وصفها بوتورا بـ«صاحبة القضية غير العادية». وتسترجع أكانكشا البدايات قائلة: «لم أرَ في حياتي مطبخاً مثل مطبخ الشيف ماسيمو؛ إنه عالم مستقل، كل شيء فيه يجرى بإتقان. ورغم أنه يبدو منظماً للغاية، فإنه ليس سهلاً كما يبدو، لأن تشغيل مثل هذه المؤسسة يتطلب كثيراً من العمل الجاد والتفاني».
ومن ضمن الأشياء الفريدة لجميع الطهاة تفضيلهم لمدرسة معينة في الطهي، حتى أن كثيراً منهم لديه أسلوبه المميز في الطهي. فمثلاً أكانكشا تتبع المدرسة اليابانية، حيث تقول إن تلك المدرسة «بسيطة، لكنها معقدة في الوقت نفسه. أنا مثلاً أحب استخدام المكونات الطازجة في هذا المطبخ الرائع. وأنا مدينة باهتمامي بالمطبخ الياباني إلى حد كبير للشيف كوندو تاكاهيكو، المعروف باسم (تاكا)، كبير الطهاة في مطبخ الشيف ماسيمو».
وبالحديث عن أهم الاتجاهات التي تقود التغيير في صناعة الأطعمة، تقول أكانكشا: «يبحث الناس الآن عن تجربة صحية. فهناك حركة ملحوظة جارية لرواد المطعم ذوي الدراية بالمأكولات الغريبة، فهم يتطلعون إلى تجارب جديدة مختلفة، أصيلة في النكهة وتجعل الذاكرة تعود إلى الوراء». وتقول دين التي سخرت كل علمها وخبراتها المهنية في خدمة مطعم «أيروسيتي امبرفيكتور شور كافي»: «بصفتي رئيسة الطهاة، فإنني أضع نفسي مكان ضيفي، وأحاول تقديم ما يحلو له، وأحياناً أجرى بعض التعديلات، وأحياناً أجد في الرحلات مصدر إلهام لي».
وتفخر ميغا كولي، رئيسة الطهاة في المطعم الهندي الوحيد الذي يقدم المأكولات الأرمنية «لافاش باي سابي»، بحقيقة أنها لا تستخدم أي شيء يجري استيراده من الخارج في مطعمها. لكن الحقيقة أن الأمور لم تكن وردية بالنسبة لهذه الطاهية الشابة، حيث تقول: «كنت في التاسعة عشرة من عمري، عندما تعرضت للتحرش من قبل زميل خلال أيام التدريب الأولى. وكانت العقوبة إيقافه عن الدراسة ليوم واحد فقط! ولذلك، فهذه المهنة ليست مثالية بالنسبة للمرأة».
وأضافت: «لا يزال الفرق شاسعاً بين الأجر الذي تتقاضاه الطاهية وما يتقاضاه نظراؤها الرجال. علاوة على ذلك، لا يوجد دعم عائلي للنساء، حيث رأيت عدداً من الطاهيات الموهوبات يتسربن من التدريب لأن أزواجهن أو آباءهن اعترضوا على ساعات العمل الطويلة». وربما لهذا السبب تحتفظ في مطبخها بنسبة متساوية من الرجال والنساء الذين يقومون بالعمل نفسه.
ويقوم هؤلاء الطاهيات الشابات المغامرات باقتحام معقل الرجال، لكن عدداً بسيطاً منهن يحصل على فرص الترقي والقيادة في هذا المجال لرئاسة مطابخ المطاعم المعروفة أو أي مطعم على الإطلاق.
ولو أنك ألقيت نظرة سريعة عبر تطبيق «إنستغرام» على ما تعرضه الطاهية راديكا خندلوال، فحتماً ستكتشف أن سلة المهملات لم يعد لها فائدة، نظراً لأنها تستفيد من كل شيء، ولا تترك ما يمكن أن يذهب إلى القمامة. فقد استخدمت حتى بذور فاكهة الجاكيه وقشر البطيخ، ومسحوق بذور المانجو، حيث حولت كل تلك النفايات إلى سماد.
وتعد خندلوال الطاهي والمالك لمطعم «جكيل فيغ أند مابل»، وهي مؤسس أول مطعم في دلهي يركز في نشاطاته على استخدام كل المكونات، بحيث لا يتبقى ما يستوجب التخلص منه في صناديق القمامة. وفي هذا الصدد، تقول الطاهية: «لدينا قائمة متنوعة، ونراعي تماماً أننا نستخدم المنتجات في موسمها، وبالتالي نراعي تغيير القائمة أسبوعياً. على سبيل المثال، إذا كان التوت متوفراً لمدة أسبوعين فقط في السنة، فستجد التوت على قائمتنا لمدة أسبوعين فقط».
وأضافت: «أردت أن أعطي رواد المطعم الفرصة لتذكر بلادهم، بأن وفرت بيئة مريحة وأطعمة عالمية قياسية يمكن الحصول عليها من دون ثمن باهظ». وتابعت أنها أسست مطعمها «فيغ أند مابل» عام 2016، ومنحته اسم ثمارها المفضلة، وأردفت: «يحب ضيوفي حقيقة أنني أدير مطبخاً خالياً من النفايات، وكثير منهم يشاركونني في وصفاتهم الخاصة بالنفايات الصفرية! إنه يشبه مجتمعاً صغيراً».
وفي عصر من الأطعمة المجمدة والجاهزة للأكل، تقوم الطاهية المقيمة في مومباي خبيرة الطهي ريتو أوداي كغالي بإحياء دفء الأطباق التقليدية المطبوخة في المنزل، بعد أن فقدت الأطباق القديمة وتقنيات الطهي سحرها. لذلك، أخذت ريتو على عاتقها مهمة إحياء هذه الأطباق القديمة.
وتتصف رينو بالجدية والصرامة في اختياراتها، وتفخر كثيراً بجذورها، وتقول: «كنت دائماً أرغب في أن أصبح طاهية، وكان مصدر إلهامي هو أمي. كانت طباخة ممتازة، ولم تؤمن مطلقاً بالوجبات السريعة. لقد كبرت وأنا أشاهدها وهي تقضي ساعات في المطبخ الساخن لتعد وجبة بها كثير من الحب والمودة».
أن تصبح رئيساً للطهاة مسؤولية كبيرة، تتضمن اتخاذ كثير من القرارات الأخلاقية يومياً، وأي خرق قد يكون له تداعياته الخطيرة، حيث تحدد ريتو القواعد الأساسية التي يمكن تلخيصها في النصائح التالية: «عش حياة منضبطة. كن دقيقاً قوياً. كن صبوراً. اترك أناك العليا عند الباب لأنك في هذا العمل ستقابل عدة أشخاص، وإذا عارضت التعلم فلن تتطور».
عنصر حاسم آخر هو سلامة الأغذية، تقول ريتا: «انتبه إلى الجوانب الأساسية، مثل درجة الحرارة المناسبة، والمعدن الذي يجب استخدامه في أواني الطهي، وكيفية تخزين الطعام وتقديمه».
وبعد إعداد الأطعمة للرئيس الهندي السابق براتيبها باتيل، ورموز الكريكيت، مثل ساشين تيندولكار وراهول درافيد، أصبحت عملية إعداد قائمة الطعام جزءاً من حياة ريتو، وبات لديها اهتمام وشغف كبير بالمدونات الغذائية، وتصوير الأطعمة الغذائية.
وبالنسبة إلى الطهاة الشباب الطموحين، فإن رسالة ريتو هي: «إذا قررت أن تفعل شيئاً، فلا تنظر إلى الوراء. لا شيء يمكن أن يمنعك».
الشيف سانجانا باتيل هي ملكة صنع الحلويات بلا منازع في الهند. فقد تدربت باتيل في مجال تكنولوجيا الحلويات في لندن، وتدربت على المعجنات بمدرسة «أيكول جورج فيرادني» بباريس (التي تعد أفضل مدرسة للمعجنات في العالم).
وبعد تسع سنوات قضتها في فرنسا، عادت باتيل إلى مومباي. وفي عام 2014، افتتحت مطعماً حمل اسم «لا فولي»، ويعني: الجنون. وكانت فكرة باتل هي تقديم أفضل أنواع الشوكولاته والمعجنات الفرنسية التي جلبت طريقتها إلى مومباي، لتضيف إليها مذاقها الخاص.
واشتهرت باتيل في الآونة الأخيرة بصنع حلويات متعددة الطبقات، جميلة وصحية، وهي معروفة بالجمع بين النكهات غير العادية، مثل الشمندر والرمان، بدلاً من الليمون والجريب فروت واللبن، التي تعد جميعها مكونات تقليدية. وكانت تقوم أيضاً بتجربة المكونات التي تستخدم في الحمية الغذائية القاسية لتقديمها للراغبين في إنقاص وزنهم.


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».