العثور على جثث 6 مهاجرين على الساحل الليبي

TT

العثور على جثث 6 مهاجرين على الساحل الليبي

قال حرس السواحل الليبي ومسؤولون في الأمم المتحدة إن جثث ستة مهاجرين طفت على الساحل الليبي شرقي العاصمة طرابلس أمس، بينما أعيد نحو مائة مهاجر نجوا إلى الساحل.
وطفت الجثث على الساحل قرب مدينة الخمس، التي تبدأ منها رحلات زوارق مكتظة بمهاجرين يرغبون في الوصول إلى إيطاليا، وذلك على الرغم من التراجع الحاد في عدد المهاجرين، الذين يبدأون رحلاتهم من ليبيا منذ منتصف عام 2017.
وقال مسؤول بحرس السواحل في الخمس في تصريحات إعلامية، نقلتها وكالة «رويترز» للأنباء» أمس، إن الغرقى ربما حاولوا السباحة من الزورق، الذي كان عليه الناجون بعد أن تعرض للغرق، واحتاج المهاجرون إلى المساعدة.
وأضاف المسؤول أن الناجين جاءوا من دول أفريقية جنوبي الصحراء، وكان بينهم ثلاثة أطفال وعشر نساء، إحداهن حبلى وضعت مولودها أثناء عملية الإنقاذ. مبرزا أن السلطات لم تلق القبض على المهاجرين الذين غادروا الميناء إلى حال سبيلهم.
وجرت العادة أن يلقي حرس الحدود الليبي، المدعوم من الاتحاد الأوروبي، القبض على المهاجرين الذين يعترض رحلاتهم في البحر المتوسط. لكن بعد أن تم إقفال جل مراكز الاحتجاز في الآونة الأخيرة، يتم ترك المهاجرين يمضون إلى حيث يريدون.
وقال مسؤول حرس الحدود إن 30 من المهاجرين عادوا مع ذلك إلى الميناء، بعد قليل من انصرافهم لسماعهم دوي طلقات رصاص بالقرب من سوق، وكانوا خائفين.
وانتقدت منظمات حقوقية بشدة الجهود المدعومة من الاتحاد الأوروبي للحد من رحلات الهجرة من ليبيا، بما في ذلك الدعم المقدم لحرس السواحل الليبي.
فيما يقول نشطاء إن المهاجرين العائدين إلى ليبيا يواجهون انتهاكات واسعة النطاق، تشمل التعذيب. كما يواجهون المخاطر الناجمة عن صراع عسكري تفاقم حول طرابلس منذ أبريل (نيسان) الماضي، عندما شن المشير حفتر هجوما لـ«تحرير» العاصمة طرابلس.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».