مئات الآلاف يتظاهرون في كولومبيا للمطالبة برحيل الرئيس

أتت التعبئة الاحتجاجية في كولومبيا في مناخ مضطرب في أميركا اللاتينية مع أزمات اجتماعية وسياسية، لا رابط بينها، في الإكوادور وتشيلي وبوليفيا وفنزويلا ونيكاراغوا. ومر يوم التظاهر الخميس في كولومبيا بشكل سلمي إجمالا. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الشعوب أكبر من قادتها» و«استقل أيها الرئيس».
وقال المنظمون إن أكثر من مليون شخص تظاهروا الخميس في مختلف أنحاء البلاد. في المقابل قالت وزيرة الداخلية نانسي باتريسيا غوتيريز إن أكثر من 200 ألف متظاهر كانوا في الشوارع. وشددت حكومة الرئيس الكولومبي إيفان دوكي من الإجراءات الأمنية قبيل الاحتجاجات، وسط مخاوف حكومية من إمكانية أن تضرب البلاد موجة العنف التي تجتاح دولا أخرى في أميركا اللاتينية.
وجاء في بيان للجنة الوطنية للإضراب التي تضم المنظمين الذين طلبوا اجتماعا «فوريا» مع الرئيس دوكي، أن «كولومبيا كسبت في هذا اليوم التاريخي تعبئة المواطنة». وانضم الطلبة ومنظمات السكان الأصليين ومجموعات بيئية ومعارضة سياسية إلى إضراب ومسيرات نقابات العمال للتنديد بسياسات الحكومة اليمينية في مظاهرات غير مسبوقة بضخامتها ضد الرئيس إيفان دوكي الذي تراجعت شعبيته بشكل كبير بعد أقل من 18 شهرا من وصوله إلى منصبه.
ودعا المنظمون «المواطنين إلى البقاء على أهبة الاستعداد للقيام بتحركات جديدة في الشارع إذا استمرت الحكومة في لامبالاتها إزاء المطالب». ورد الرئيس الكولومبي مساء الخميس قائلا إنه سمع المتظاهرين، لكنه لم يرد على طلب الحوار المباشر. وقال: «اليوم تكلم الكولومبيون. نحن نسمعهم. كان الحوار الاجتماعي الراية الأساسية لهذه الحكومة. علينا تعميقه مع قطاعات هذا المجتمع كافة».
وأصيب 57 شخصا على الأقل و70 شرطيا في مواجهات وتم توقيف 43 شخصا في كامل أنحاء البلاد، بحسب حصيلة أدلى بها مساء الخميس وزير الدفاع كارلوس هولمس.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبية الرئيس دوكي الذي لا يملك أغلبية في البرلمان تراجعت بنسبة 69 في المائة. وتكبد حزبه «الوسط الديمقراطي» هزيمة قاسية في الانتخابات المحلية الأخيرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ويحتج المتظاهرون على السياسة الأمنية التي تركز على مكافحة المخدرات، ونيات الحكومة إضفاء مرونة على سوق العمل، وإضعاف الصندوق العام للتقاعد لحساب صناديق خاصة، ورفع سن التقاعد.
ويطالب الطلبة بتوفير الإمكانيات للتعليم الحكومي، ويطالب ممثلو السكان الأصليين بإجراءات حماية بعد اغتيال 134 منهم منذ تولي دوكي الرئاسة في أغسطس (آب) 2018.