مع السوابق التي تؤيد هيمنة العائلات السياسية الحاكمة في جنوب آسيا، تملك سريلانكا تاريخاً طويلاً من حكم السلالات السياسية.
عائلة سيناناياكه
لم تبدأ ظاهرة الخلافة السياسية القائمة على الأسر الحاكمة في سريلانكا مع أسرة راجاباكسا، التي يشغل اثنان من أفرادها ابتداء من هذا الأسبوع منصبي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. ذلك أن عدة أسر لعبت أدواراً قيادية في تاريخ البلاد، لعل أشهرها أسرتا باندارانايكه وسيناناياكه.
كانت بداية نفوذ أسرة سينانياكه وصعودها إلى القمة عندما خلف دادلي سيناناياكه والده دون ستيفن سيناناياكه على منصب رئاسة الوزراء في عام 1951.
عائلة باندارانايكه - كوماراتونغا
وبعد ذلك جاء دور أسرة باندارانيكه مع سولومون باندارانايكه عام 1954، الذي كان زعيماً راديكالياً متوقد النشاط يجمع القومية السنهالية إلى المدرسة الاشتراكية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ثم بعد اغتياله، تولت أرملته سيريمافو باندارانايكه منصب رئيسة وزراء البلاد في يوليو (تموز) من عام 1960، وفي حينه كانت أول رئيسة وزراء في العالم.لكن، بعد حكم سريلانكا لعقود متتالية، وكذلك فترات معارضة تولى فيها الزعماء الذين خلفوا سيناناياكه في قيادة الحزب الوطني المتحد اليميني، عادت أسرة باندرانايكه، على رأس حزب سريلانكا الحرية اليساري السنهالي، عبر تشاندريكا كوماراتونغا، ابنة سولومون وسيريمافو، التي تقاسمت وتبادلت رئاستي الجمهورية والحكومة مع أمها سيريمافو باندارانايكه بين عامي 1994 و2005. ثم إن أسرة راجاباكسا ورثت قيادة حزب سريلانكا الحرية (قبل أن يتحول عملياً إلى جبهة الشعب السري لانكية) بعدما تغلب ماهيندا راجاباكسا في صراع السلطة على ابن الأسرة أنورا باندارانايكه (توفي عام 2008) - الذي تولى بدوره مناصب وزير الخارجية ورئيس مجلس النواب بجانب قيادته المعارضة عندما كان حزبه في المعارضة وبعد فترة حكم استمرت لأقل بقليل من 10 سنوات - وقد عاد بالأمس ليتولى منصب رئيس الحكومة في عهد رئاسة أخيه الرئيس المنتخب غوتابايا.
أسرة بريماداسا
عندما تمكن السياسي العصامي راناسينغي بريماداسا من قيادة الحزب الوطني المتحد المحافظ، الذي يحظى بدعم الطبقة الموسرة في سريلانكا عام 1989، قلة تصوروا أنه سيحمل أسرته إلى مصاف أسر كبار الساسة، ولكن هذا لم يحصل. ذلك أن ابنه ساجيث بريماداسا، تولى الوزارة قبل بضع سنوات، وكان خلال الأسبوع المنصرم منافس الرئيس المنتخب راجاباكسا على رئاسة الجمهورية في الانتخابات الأخيرة.
أسر أخرى في المشهد السياسي
من جهة أخرى، تربط الأسر السياسية ببعض علاقات مصاهرة، كما تترابط في توزيع أرفع مناصب القطاعين والعام والخاص.
ومن أشهر هذه الأسر: غوبالاوا وجايواردينه، التي كانت في خدمة المستعمر البريطاني إبان سنوات الاحتلال.
وكانت أول شخصية من هذه العائلة دخولا إلى عالم السياسة هو هيكتور ألفريد جياواردينه، الذي كان عضوا في مجلس بلدية العاصمة كولومبو، ومنها جاء الرئيس جونيوس جياواردينه الذي تولى رئاسة الجمهورية لمدة 11 سنة.
وكذلك ويجيواردينه التي تصاهرت مع أسرة ويكريماسينغه التي أعطت البلاد رئيس وزرائها السابق رانيل ويكريماسينغه.