> عانت ليلة الافتتاح لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي أقيمت يوم الأربعاء (أول من أمس) من كثرة المواد المقدّمة فوق خشبة المسرح. فنان وراء آخر كانوا يعتلون الخشبة لتقديم جانب ما من جوانب الدورة أو لتقديم شخصية مصرية أو أجنبية فوق المسرح.
> صحيح أن كل فقرة كانت محدودة وسريعة لكن كثرتها طغت على حسنة الاختصار فامتد التمهيد لفيلم الافتتاح «الآيرلندي» لنحو ساعتين، علماً بأن فيلم سكورسيزي مؤلف من نحو 3 ساعات وثلاثة أرباع الساعة. لا عجب أن نهض نحو نصف من في الصالة لمغادرة القاعة حال انتهاء التقديمات إذ كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة ما يعني أن الفيلم بذاته لن ينتهي قبل انتصاف الليل.
> نقطة الخلل أن الفقرات المقدمة (التي تضم تقديم جوائز للمكرّمين ورقصة شرقية مع غناء غربي مبتسر وظهور رائع من خالد الصاوي منتقداً الطريقة التي يتم فيها إنتاج الأفلام هذه الأيام) كانت تحتاج إلى حفل منفصل. حفل يُقام لوحده ربما في منتصف أيام المهرجان والاكتفاء بتقديم لنصف ساعة لا أكثر قبل البدء بعرض الفيلم.
> ما يحدث عندما تقع مثل هذه الافتتاحات أن الجمهور لا يطلب الفيلم بل يضحي به. يريد مشاهدة الفنانين والفنانات والتصفيق لهم. السينمائيون، ومنهم النقاد، يطلبون الفيلم. وعندما تصطدم المصلحتان بعضهما ببعض، كما حدث هذه المرّة، يفوز الجمهور لأنهم فازوا بما جاء معظمهم من أجله ويسهر السينمائيون حتى الواحدة والنصف إلا إذا انسحبوا.
> بالنتيجة هو أنه ما زال الانتظار قائماً بالنسبة لليوم الذي لا يشعر المهرجان العربي بحاجة لأن يصرف أكثر من بضع دقائق قبل ولوج السبب الذي من أجله التأمت الأفلام تحت جناحه.
المشهد: ما لا يطلبه السينمائيون

المشهد: ما لا يطلبه السينمائيون

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة